الثبات ـ لبنان

تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
نعيش في لبنان هذه الأيام استحقاقات مصيرية وخطيرة لا تتعلق بحاضرنا بل بمستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة، فمع إصرار العدو الصهيوني على الاستيلاء على حقنا في مياهنا الإقليمية مدعوماً من الولايات المتحدة الأميركية، ومع المناورات التي يجريها وبشكل مستمر هذا العدو والتي تحاكي معركة مقبلة مع لبنان، ومع استمرار الحصار الاقتصادي  الظالم الذي تمارسه زعيمة محور الشر في العالم الولايات المتحدة الأميركية والتي لن تتغير مع قدوم بايدن إلى رئاستها، ذلك أن هذه السياسة متفق عليها بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ومع استمرار الوضع الاقتصادي الصعب وفرض الأجنبي على تحصيل حقوق الشعب اللبناني التي سرقت وهربت إلى بنوكه من دون أن يبادر المسؤولين في الحكومة والسلطة السياسية والقضائية على وضع اليد على هذا الملف الهام، مع كل هذه الأوضاع والاستحقاقات المصيرية الصعبة يستمر المسؤولون بتعنتهم وإصرارهم على مواقفهم وعدم التنازل عن المصالح الخاصة لمصلحة الوطن العامة ويبقى البلد بلا حكومة والشعب محاصر بأزماته ولا نعرف إلى متى سيبقى ثابتاً ومتى ستنفجر في وجه الحكام ثورة حقيقية تغيير الأوضاع وتقلب النظام رأساً على عقب.
إننا في تجمع العلماء المسلمين أمام هذه الوقائع وبعد دراسة وافية للوضع نعلن ما يلي:
أولاً:نطالب حكومة تصريف الأعمال بالقيام بدورها كاملاً بل تعدى ذلك لممارسة وضع الحكومة العاملة إذا ما اقتضت الضرورة لذلك واتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة حاكم مصرف لبنان ووضعه في الإقامة الجبرية بانتظار نتائج التحقيق السويسري المواكب لبنانياً وترك تصريف الأعمال لنواب الحاكم في هذه الفترة فلا يجوز أن يبقى على سدة الحاكمية فيكون فيه الخصام وهو الخصم والحكم.
ثانياً:نطالب الدولة اللبنانية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالتأكيد على ضرورة عقد الجلسة الخامسة لمفاوضات الناقورة والإصرار على أن تكون مسألة النقطة 29 على جدول الأعمال واستدعاء السفيرة الأمريكية دوروثي شيا لإبلاغها هذا الموقف وعدم موافقة لبنان على عقد جلسة لا تكون هذه النقطة على أول بنود جدول أعمالها .
ثالثاً:يستنكر تجمع العلماء المسلمين التحليق المستمر لطيران العدو الصهيوني في الأجواء اللبنانية وعلى علو منخفض وقيام هذا العدو اليوم بإطلاق النار من مواقعه في الرمثا والسماقة ورويسات العلم في مرتفعات كفر شوبا ومزارع شبعا المحتلة باتجاه الأحراج المحيطة في المناطق المحررة وتعريض حياة المواطنين للخطر، وندعو الجيش اللبناني لاعتماد سياسة الرد على التمشيط بالتمشيط المقابل، فمن الحق الطبيعي بالدفاع عن النفس وإسكات مصادر النيران وندعو لدعوة مجلس الأمن للانعقاد لمناقشة هذه الانتهاكات المستمرة.
رابعاً:نستغرب أن يتزامن بعض الحراك مع فتح ملف حاكم مصرف لبنان أمام القضاء السويسري ما يؤكد على أن هؤلاء يتصرفون انطلاقاً من أجندات خارجية ويعملون على التغطية على انتهاكات الحاكم ويحركون من قبل زعامات سياسية قد تنكشف فيما لو انكشف الحاكم واضطر إلى تقديم أسماء شركائه من السياسيين وقادة الأحزاب ومن كانوا في موقع السلطة وساعدهم في تهريب أموالهم للخارج.
خامساً:يعلن تجمع العلماء المسلمين عن تضامنه مع الشعب اليمني المظلوم في الحرب الظالمة التي تشنها عليه المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بدعم من الولايات الأميركية المتحدة في إطار اليوم العالمي ضد الحرب على اليمن، ويؤكد أن توقيع ثلاثمائة منظمة دولية على بيان يطالب المجتمع الدولي بسرعة إنهاء العدوان السعودي الأميركي على اليمن هو خطوة في الاتجاه الصحيح نحو حملته.....للضغط على حكومة بإيدن لوقف الحرب الظالمة وعودة العملية السلمية للمتابعة وصولاً إلى الحل الأفضل الذي يكفل سعادة وشعب اليمن واستعادة أراضيه وسيادته وحريته واستقلاله الناجز