الثبات ـ لبنان

لا يعرف اللبناني اليوم أي مستقبل أسود ينتظره فلا المسؤول يشعر بمسؤوليته تجاه الوطن والمواطن، ولا العدو المتربص ببلدنا شراً يتوقف عن الاعتداء على كرامتنا الوطنية وعزتنا وينتهك أجواءنا ويطمع بنفطنا وماءنا ويحيك المؤامرات علينا مستعيناً بعملاء يزرعهم بين أهلنا، والقوى السياسية تتسابق على تسجيل النقاط بعضها على بعضها الآخر دونما مراعاة للظروف القاسية التي يعيشها الوطن والمواطن، وإذا ما أراد الشعب أن يعبّر عن سخطه وغضبه بتظاهرات واعتصامات يتسلل فيما بينهم عملاء يرتكبون جرائم بحق المؤسسات العامة والخاصة كما حصل في طرابلس من إحراق للبلدية والمحكمة الشرعية والاعتداء على السراي ما عرض حياة المواطنين للخطر وأدى إلى سقوط ضحايا.
إننا في تجمع العلماء المسلمين إذ نُحَمّل الطبقة الحاكمة بأجمعها المسؤولية عن تردي الأوضاع الداخلية سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو الصحية ندعوها للإسراع في معالجة الخلل القائم وتشكيل الحكومة اليوم قبل الغد والتخلي عن المطالب الفئوية والحزبية والشخصية لصالح الخروج من المأزق الذي يعاني منه الوطن والمواطن.
أمام هذا الواقع المتردي يعلن تجمع العلماء المسلمين ما يلي:

أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين أعمال الشغب التي حصلت في طرابلس والتي ظهر من خلال الاعتقالات أن عناصر مشبوهة تقف ورائها ويطالب بتحقيق شفاف مع المعتقلين وصولاً لتحديد الجهة التي تقف ورائهم وفضحها وتقديمها للعدالة لتنال جزائها العادل.
ثانياً: يدعو تجمع العلماء المسلمين فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون  لدعوة الرئيس المكلف لاجتماع عاجل في قصر بعبدا لا يخرجون منه إلا بعد تشكيل الحكومة، وأن يتنازل كل منهما عن بعض مطالبه لصالح تسوية تخرجهم من المأزق الذي يعيشونه نتيجة تحميل المواطنين مسؤولية تردي الأوضاع لهم فيما لو لم تشكل الحكومة سريعاً، التي يجب أن تكون حكومة إنقاذ تضم فعاليات موثوقة ومعروفة بالنزاهة والكفاءة وأن يُعتمد في التأليف معايير واحدة فلا يظلم أحد.

ثالثاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتهنئة للمقاومة الإسلامية على إسقاطها طائرة مسيرة تابعة للعدو الصهيوني اخترقت الأجواء اللبنانية في بلدية بليدا والتي أصبحت بأيدي المقاومة التي أثبتت أنها الوحيدة القادرة على حماية الوطن من اعتداءات العدو الصهيوني، وندعو الشعب اللبناني للوقوف معها وخلفها فعليها وعلى الثلاثية الماسية يتوقف مصير الوطن وحفظ أمنه وسيادته واستقلاله.

رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام العدو الصهيوني باغتيال الشهيد محمد حسين عمرو من بلدة حلحول شمال الخليل بزعم أنه حاول تنفيذ عملية طعن ويطالب المقاومة برد عاجل وموجع على هذا الاغتيال الآثم، ومن جهة أخرى نوه تجمع العلماء المسلمين بإسقاط فصائل المقاومة الفلسطينية لطائرة مسيرة تابعة للعدو الصهيوني والسيطرة عليها ما يدل على تطور إمكانيات المقاومة التي تؤمن حماية غزة وأهلها ويعول عليها في عملية التحرير المقبلة لفلسطين كامل فلسطين.