الثبات ـ لبنان 

درجت العادة عند أهل الإنسانية بل والشعوب كافّة أنّه عندما تمرّ سيارة إسعاف، يعمل كلّ من على الطريق بكلّ ما أوتي من سبيل لإفساح المجال لها للمرور. العقل البشري والحسّ الإنساني يدرك تمام الإدراك أنّ هناك مريضاً داخل الإسعاف يحتاج إلى عناية سريعة، وأنّ هناك حالة طارئة تستدعي التدخّل الطبي السريع والمباشر، وهذا يعني أنّ الوقت في هذه اللّحظة أمر جداً مهم بل أكثر من مهم للضرورات المذكورة.

ويدرك كلّ إنسان لديه من الرحمة والرأفة في قلبه ما لديه أنّه إذا صادف حالة على الطريق تستدعي المساعدة، يباشر من تلقاء نفسه ومن دون طلب ومن دون منّة للمساعدة، حيث تتحرّك فيه مشاعر الحسّ الإنساني بشكلٍ تلقائي.

لكن في مشهد اليوم خلال قيام بعض مثيري الشغب بقطع الطرقات، هناك مشاهد مختلفة غريبة عن الواقع الإنساني بل والحيواني أيضًا. هناك جرائم ترتكب بحق الإنسانية وبحقّ الأبرياء، ليصل الأمر إلى ما لا يخطر على بال بشر.

هو بالفعل وصل الأمر إلى حدود الإجرام ويمكن القول أكثر من ذلك، فهل يُعقل أن تُقطع الطريق على سيارة إسعاف على طريق الناعمة ومنعها من المرور؟، وهل هناك أصعب من مشهد قيام مسعفين بإنزال المريض واضطرارهم إلى قطع الأوتستراد من الجهة الأخرى مشياً على الأقدام أمام أعين قطاع الطرق مع ما يترتّب على ذلك من مخاطرة؟، أين ضمير هؤلاء القتلة وأيّ رشوة أو مؤامرة قد أعمت قلوبهم، فباتوا عن عين الحقيقة غافلين؟.