السفير السوري في لبنان: بادرة الرّئيس الأسد يجب أن تتكرّر كلّ يوم ولا منّة من أحد على الآخر لأن التّكامل مصلحة للبلدين والشّعبين

الجمعة 26 آذار , 2021 08:31 توقيت بيروت لـبـــــــنـان

الثبات ـ لبنان

أكّد ​السفير السوري​ في ​لبنان​ ​علي عبد الكريم علي​ أنّ سوريا لم تكن غير متجاوبة في أي مرّة في التعاطي مع الأخوة في لبنان، بل كانت ولازالت تتعاطى مع ​الشعب اللبناني​ بأنه يعنيها كثيراً، لافتاً إلى أنّ العائلات واحدة في البلدين و​الأمن​ يقتضي التّكامل، قائلاً: "راحة سوريا من راحة لبنان والعكس كذلك، لأنّ البلدين يتنفسان من فضاء واحد، و​إسرائيل​ تهدّدهما وترغب في تفكيكهما كي تستطيع تنفيذ مشاريع أكثر".

وأوضح السفير علي أنّه بما يخصّ الوضع الصّحي في لبنان من جراء تفشي ​فيروس كورونا​ المستجد، وتجاوب ​الرئيس السوري​ ​بشار الأسد​ من خلال تقديمه 75 طنّا من الأوكسيجين للشعب اللبناني، فإنّه رغم الحصار الجائر الّذي أصاب لبنان كما أصاب سوريا، نظراً إلى عقوبات ​قانون قيصر​ التي شملت اللبنانيين كما السوريين بسبب التكامل بين البلدين، والوضع الخانق على سوريا على كافة المجالات، فقد تمّت المبادرة عندما وصل الأمر إلى تهديد آلاف المرضى من اللبنانيين، وذلك بعد التّواصل الّذي حصل من قبل ​الحكومة اللبنانية​ عبر وزيري الصحة العامة والشؤون الإجتماعية في حكومة ​تصريف الأعمال​ ​حمد حسن​ و​رمزي مشرفية​.

وأشار السّفير علي إلى أنّ التّواصل معه تمّ في مساء اليوم الّذي سبق زيارة حسن إلى سوريا، مؤكّداً أنّه في اليوم الّذي وصل فيه الأمر إلى الرّئيس الأسد وجّه بتلبية الطّلب، بعد دراسة أنّ ذلك لا يؤثر على حاجة ​المستشفيات​ السّورية، مؤكّداً أنّ هذا الأمر حصل خلال معارك نهر البارد وفي مجالات أخرى سابقاً، قائلاً: "لا منّة من أحد على الآخر والتّكامل مصلحة للبلدين والشّعبين".

أما بالنسبة إلى بعض الأصوات اللّبنانية الّتي انتقدت المبادرة، لفت السفير السوري في لبنان إلى أنّ هذا الأمر يحصل في جميع دول العالم، لكن هذه الأصوات، بالمقارنة مع نسبة الّذين تركت هذه المبادرة راحة لديهم والشعور بالإمتنان، تصبح نافرة وقليلة ولا يجب التّوقف عندها، معتبراً أنّها أصوات منفردة ولا تمثّل النّسبة الّتي تستدعي القلق.

وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت هذه المبادرة من الممكن أن تكون الخطوة الأولى نحو إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين، أوضح علي أنّ "هذا السّؤال يجب أن يوجّه إلى الأشقاء في لبنان لأنّ القيادة السورية و​الشعب السوري​ والمنظّمات السّورية لم تكن سلبيّة في هذا الأمر أبداً، وحتى عندما يخطئ البعض نرى ضرورة المراجعة بمنطق الإصلاح وليس بمنطق الإنتقام"، مشيراً إلى أنّ الواقع الإقتصاديّ اللبنانيّ يفرض على البلدين أن ينسّقا وأن يتكاملا، لافتاً إلى وجود مؤثرات وقوى سياسية في لبنان لا تشعر بالإمتنان تجاه أيّ تقارب مع دمشق، لكنّ هؤلاء لا يقيمون الإعتبار الصّحيح لمنطق الأمور، مشيراً إلى أنّ "حدود لبنان مقفلة مع ​فلسطين​ والبحر هو حدوده بينما الباقي كلّه حدود مع سوريا، وبالتّالي أيّ مكابرة تكون في عكس منطق الأمور".

وشدّد السّفير علي على حرص سوريا على العلاقة الأخويّة مع لبنان، لافتاً إلى أنّ الإقتصاد اللّبناني، إذا تكامل مع سوريا، يفيدها ويستفيد هو ربما أكثر، وحتّى العقوبات الّتي فرضت بسبب العقوبات ​الإرهاب​يّة على سوريا تصبح أضعف في حال التّكامل بين البلدين، مذكّراً بأنّ الإرهاب الّذي ضرب سوريا هو نفسه الّذي ضرب لبنان، والإنتصار كان بالتّكامل بين الجيشين و​المقاومة​، معتبراً أنّ أي كلام غير ذلك يكون في خارج السّياق، قائلاً: "حتّى الأمس القريب كان ابن ​بعلبك الهرمل​ وعكار يعتمد على السوق السورية والمدرسة السّورية وعلى الصّيدليّة السّوريّة".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل