حماس تصف تصريحات القدوة بالخطيئة السياسية والوطنية والجهاد بالخارجة عن العرف الوطني

السبت 03 نيسان , 2021 09:36 توقيت بيروت فـلـســطين

الثبات ـ فلسطين

اشعلت تصريحات ريس الملتقى الوطني الديمقراطي، ورئيس قائمة "الحرية" الانتخابية ناصر القدوة بشأن الاسلام السياسي ردود فعل غاضية على المستوى الشعبي والفصائلي الفلسطيني، حيث باتت تلك التصريحات محط نقاش على وسائ التواصل الاجتماعي.

وخرج القدوة في لقاء صحفي مع فرانس 24 قال خلاله  "ان الجميع لديه موقف مما أسماه "الإسلام السياسي" ، متابعا  "إذا تعاونت قوائم حركة "فتح" قد تصب كل الأصوات في مصلحة الحركة، وكل هذه الأطراف لها مشكلة مع الإسلام السياسي أو الإسلاموية السياسية"، وهي تصريحات اثارت ردود فعل قوية .

الجهاد الاسلامي: لا نسعى لإقامة سلطة موهومة

وردا على تصريحات القدوة، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي  أنور أبو طه في بيان صحفي: إن "حركات المقاومة ليست إسلاموية سياسية" تسعى لإقامة سلطة موهومة، بل إسلامية وطنية مقاومة تسعى لتحرير فلسطين".

وأضاف أبو طه أن "الأجدر بمن سمّاهم الكل، أن تكون مشكلتهم مع كيان الاحتلال باعتباره العدو المركزي للشعب الفلسطيني، وليس مع أي طرف آخر داخل الشعب وهو من يزعم حرصه على الوحدة الوطنية".

كما قال القيادي بحركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب، ان تصريحات القدوة، سقوط وانكشاف لمشروع توظيف العمل السياسي لتعزيز التناقضات والخلافات الداخلية، بدلاً من توحيد الصف في مشروع التحرير واستعادة الأرض من الكيان المحتل.

وأكد شهاب عبر صفحته على الفيسبوك، أن المشروع الوطني وهو لكل الفلسطينيين الأحرار لاستعادة الوطن السليب والمقدسات المغتصبة ومواجهة الاحتلال.

وفي رده على تصريحات القدوة، قال القيادي في الجهاد: "يا سيد ناصر غزة ليست محتلة حتى تفكر باستعادتها ، وإن التيار الوطني الاسلامي ليس خطرا ولا غريبًا ولا طارئاً؛ حتى تصوره أنت وغيرك بالمشكلة".

ودعا شهاب، القدوة إلى ضرورة الكف عن الحديث عن مصطلح "الاسلاموية السياسية" وتوزيع شهادات الوطنية على الغير، مضيفًا أنه تصريحاته خارجة عن العرف الوطني ومحددات العلاقات الداخلية.

وشدّد شهاب ، أن تصريحات القدوة تعبر عن الاغتراب الوطني والسياسي وعدم الفهم لطبيعة وأولويات المشروع الوطني.

حماس: تصريحات القدوة خطيئة سياسية وطنية

من جانبها قالت حركة حماس إن تصريحات ناصر القدوة خطيئة سياسية وطنية، وتأتي منسجمة تماماً مع المواقف والقرارات الصهيو أمريكية الهادفة إلى تمزيق شعبنا وإطالة أمد الانقسام.

وأضافت حماس في بيان اليوم الجمعة، "علاوة على أنها تحرف البوصلة الوطنية، وتضعف الحالة الفلسطينية في وقت أحوج ما يكون فيه شعبنا إلى التكاتف وتحقيق الوحدة في مواجهة التحديات".

وأكدت أن شعبنا الفلسطيني صاحب تاريخ نضالي كفاحي طويل، قائم على التعددية السياسية، والتناقض الوحيد فقط مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يعمل ليل نهار لتهويد القدس وتدنيس المقدسات وضم أراضي الضفة الغربية المحتلة وحصار قطاع غزة الصامد.

تصريحات القدوة لا تمثل البرغوثي

والقت هذه التصريحات اسئلة حول تأثيرها على التحالف بين القدوة والاسير عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي في قائمة "الحرية" وحول اذا كانت تمثل البرغوثي الذي طالما عبر في مواقفه على الحرص على الوحدة الوطنية والتي توجها في التوصل سابقا الى وثيقة الاسرى التي شكلت قاعدة اساسية لكل الحوارات التي جرت بين الفصائل خلال السنوات الماضية، وبالتالي فأن تصريحات القدوة تبدو متناقضة وتسير في خط معاكس ومخالف لنهج البرغوثي ومواقفه السياسية.

وقال القيادي في فتح والمقرب من مروان البرغوثي حاتم عبد القادر في تصريحات صحفية أن تصريحات ناصر القدوة حول "الإسلام السياسي"، تعبر عن وجهة نظره فقط، ولا تعبر عن وجهة نظر القائد مروان البرغوثي.

وقال عبد القادر " نختلف مع الإسلام السياسي في الأفكار والتوجهات إلا أننا نحترمه، ونعتبره جزءاً أساسياً من الحالة الوطنية الفلسطينية، وشريكاً في معركة التحرر الوطني".

الاسير المحرر فخري البرغوثي: تصريحات القدوة اساءة لن نسمح بها

من جانبه أكد الأسير المحرر فخري البرغوثي أن تصريحات ناصر القدوة المعادية لحركات المقاومة الإسلامية إساءة لن يسمح بها، معبرا  عن رفضه الشديد لتلك التصريحات، محذراً من تشتيت قضايا الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال.

وشدد المحرر البرغوثي في تصريحات صحفية على ضرورة أن يكون هناك مراجعات داخلية لتصريحات القدوة المسيئة.

ودعا الى احترام القوى الوطنية التي تحمل هدف واحد وهو انهاء الاحتلال عن أرض فلسطين، مؤكداً أن كل الوسائل مشروعة لمواجهة العدو.

الراميني : هناك حملة ظالمة ضد القدوة ونتطلع للتعاون والتنسيق مع كل القوى الإسلامية والوطنية واليسارية

من جانبه أعرب القاضي السابق وعضو الملتقى الوطني الديمقراطي، المرشح للانتخابات التشريعية عن قائمة "الحرية" عزت الراميني عن أسفه الشديد لما اسماها "الحملة الظالمة" التي بدأها البعض لدوافع سياسية وانتخابية، بعد تصريح الدكتور ناصر القدوة المتعلق بالإسلام السياسي.

وقال الراميني لوطن ان ما جاء في تصريح القدوة يتعلق بموقف ثابت من "خلط الدين بالسياسة الذي الحق اضرارا بالغة بالسياسة والدين معا، كما ان هذا الخلط تسبب في كوارث دمرت بلدان عربية وساهم في إشعال حروب أهلية".

وأوضح الراميني ان "ما طرحه القدوة ينسجم مع تيارات إسلامية كبرى تقود حكومات، لكنها لم تكتف بالطرح النظري بل مارسته بفصل  الدين عن السياسة، لأنهم أدركوا ان تجربة الإسلام السياسي فاقمت الانقسام في المجتمعات العربية وقدمت الذرائع لنهج الاستبداد والتسلط".

وشدد الراميني على الموقف المبدئي والثابت، في رفض الإقصاء والتخوين والتكفير في حق حركتي حماس والجهاد الاسلاميتين، وفي المشاركة في الحياة السياسية الفلسطينية بكل الهياكل الوطنية سواء المجلس الوطني، والمجلس المركزي واللجنة التنفيذية على أسس وقواسم مشتركة في إطار المشروع الوطني الفلسطيني تؤسس لإنهاء الانقسام والتنافس الشريف والنزيه لكسب ثقة الجمهور وعبر صندوق الاقتراع .

وتابع الراميني "كنا ومازلنا نقف على الدوام برفض إدراج حركة حماس والجهاد الإسلامي على قوائم الإرهاب".

واكد الراميني " إننا نتطلع في المستقبل القريب للتعاون والتنسيق مع كل القوى الإسلامية والوطنية واليسارية من أجل بناء نظام سياسي تعددي وديمقراطي سواء في موقعنا في الحكومة او المعارضة البناءة".

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتغريدات التي انتقدت القدوة وهاجمتها على تصريحاته التي ادلى بها.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل