الرئيس عون: جنبلاط مزاجي وجعجع محرّض وسلامة مُناوِر

الخميس 03 شباط , 2022 10:16 توقيت بيروت لـبـــــــنـان

الثبات ـ لبنان

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن "لبنان تعاطى بإيجابية مع الورقة الخليجية"، موضحًا أن "هناك بنودًا وافقنا عليها وهناك بنود أخرى تنطوي على نقاط دقيقة اقترحنا ان تتم مناقشتها مع لجنة خليجية مشتركة".

وأشار الرئيس عون خلال حديث صحافي الى أن "الرد الأولي للوسيط الكويتي على الجواب اللبناني كان إيجابيا ومتفهما، ونحن ننتظر حاليا رد السعودية والإمارات"، نافيًا أن "يكون قد اقترح على أمير الكويت إدارة حوار لبناني ـ لبناني"، ولفت الى أن "الدقيق هو أنه تمنى عليه في رسالة نقلها وزير الخارجية زيارة لبنان للترحيب به، وبطبيعة الحال يمكن آنذاك البحث في كل المواضيع التي تهم البلدين ومنها العلاقات مع الدول الخليجية".

"أنا منحاز الى جانب المواطنين المتعبين"

وأبدى الرئيس عون تأثره حيال الوضع الاجتماعي الصعب الذي آل إليه كثير من اللبنانيين نتيجة "الإفقار المتعمد الذي تعرضوا له"، مؤكدا انه "يعرف جيدا معاناة الفقراء في هذه الظروف القاسية، وقال: "أنا الذي خرجت من بينهم أصلاً ولا تصدقوا انني منقطع عما يجري من حولي كما يروّج أصحاب حملات التشويه".

وأضاف: "أنا منحاز الى جانب المواطنين المتعبين ولا أقبل بأن يتم تدفيعهم ثمن ما اقترفته المصارف وحاكمية مصرف لبنان، واذا وجدتني أبتسم قليلاً في بعض الأوقات فلا يخدعك الأمر، إذ اكون كالطير الذي يرقص مذبوحا من الألم.. انها ضحكة من فئة "المبكي المضحك" والتي تخفي خلفها غضبا وغليانا".

"لن أتساهل إزاء الإمعان في إضاعة الوقت وإهداره من قبل سلامة"

وعلى جبهة المصرف المركزي، قال الرئيس عون إن على حاكم المصرف رياض سلامة أن يلبّي كل طلبات شركة التدقيق "الفاريس اند مارسال"، وأمامه مهلة لا تتجاوز هذا الأسبوع للتجاوب، لافتا الى أن كيله طفح من المماطلة والمناورة منذ أن قرر مجلس الوزراء التعاقد مع شركة تدقيق في حسابات مصرف لبنان في آذار 2020، وسلامة منذ ذلك الحين يتملّص بذرائع مختلفة من طلبات الشركة، وكنت في كل مرة أتدخل لإزالة الذريعة تلو الأخرى".

وتابع: "على الجميع أن يعرف أن مهلة السماح انتهت، وان الوقت اصبح ثمينا جدا بالنسبة إلي، ولم يعد في استطاعتي ان أصبر وأتساهل إزاء الامعان في إضاعته وإهداره عن سابق تصور وتصميم. انا جاد في موقفي اكثر مما يتصور البعض وأعني ما أقوله، والبيان الذي صدر عن رئاسة الجمهورية قبل أيام هو إنذار".

وعمّا يمكن أن يفعله اذا لم يتجاوب سلامة معه، قال الرئيس عون: "عندها يكون في موضع مخالفة قرار مجلس الوزراء، وهذا أمر يرتّب تبعات قانونية وسياسية".

وفي سؤال حول إمكانية إقالة الحاكم، قال: "عندما نصل الى هذا الوضع فلكل حادث حديث".

ولفت الى إن "لسلامة مشكلات قضائية مع سبع دول أوروبية"، نافيًا أن "يكون هناك توزيع أدوار بينه وبين القاضية غادة عون"، وجزم بأنه "لا يضغط عليها ولا يتدخل في ملفاتها او ملفات قضاة آخرين، والدليل انني عرفت في هذه اللحظة من المستشار الاعلامي رفيق شلالا انها اصدرت مذكرة إحضار في حق رياض سلامة".

"السارق لا يمكن أن يكون منقذًا"

وتوقف الرئيس عون عند ما سماه بـ"يويو الدولار"، متسائلا: "أليس مستغرباً هذا الصعود والهبوط السريعين في سعره؟ وهل لأحد أن يفسر كيف انه ارتفع ذات يوم أحد إلى حدود 34 ألف ليرة ثم وصل في أحد آخر الى حدود الـ20 الفاً؟ ليس على علمي انه تم في الأسابيع الأخيرة تطوير الصناعة والزراعة وتفعيل السياحة والتجارة وان العملات الصعبة تدفقت الى لبنان فجأة، لذلك لا يوجد سوى تفسير وحيد لهذا التلاعب بالدولار وهو ان هناك من يواصل سرقة الشعب وانا لا أعلم كيف أن البعض مقتنع بأن السارق يمكن ان يكون منقذاً".

"لن أقبل بأن يدفع المودعون الثمن الأكبر للحل"

وتحدث الرئيس عون عن مشروع قدم إليه حول طريقة توزيع الخسائر على عدد من الجهات، وقال : "ما هذه الوقاحة.. إنهم يلقون على المودعين الجزء الأكبر من الأعباء، فيما من أهدر أموال الناس يتحمّل الجزء الأصغر.. كيف سنطلب من الناس القبول بمزيد من التذويب لودائعهم وحقوقهم بينما لا يوجد بعد في السجن ولو شخص واحد من اولئك الذين سطوا عليها وتسببوا في إفقار أصحابها، وليكن معلوما انني لن أقبل بأن يدفع المودعون الثمن الأكبر للحل كما دفعوا الثمن الأقسى للأزمة".

"المزاجية لا تبني دولة"

ورد الرئيس عون على اتهامات رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بانه "من أحرقت البلد وأوصلته الى الانهيار بسبب سياساته"، وقال: "هل انا الذي وضعت يدي على المال العام؟ هل انا الذي كنت شريكا في السياسات الاقتصادية والمالية الملتوية المعتمدة من عام 1992 وحتى الأمس القريب؟ هل انا من يحمي مهندس الإفلاس والانهيار؟ هل انا من تورط في الفساد ام انني أحاربه عبر الاصرار على التدقيق الجنائي؟"، وتابع: "أصلاً تحتار مع اي وليد جنبلاط ينبغي أن تتكلم، وهو الذي يصح فيه القول: اذا كان معك انتظره ان يتركك واذا كان مع غيرك انتظره ان يعود إليك. الأكيد ان المزاجية لا تبني دولة".

"الشغل الشاغل لجعجع هو التحريض والدعوة الى التنحي"

وعن هجوم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع المتكرر على الرئيس عون، رد رئيس الجمهورية متسائلا: "هل انا آذيتُ احداً؟ هل انا بنيت قصرًا؟ هل انا غدرت بحليف؟ هل انا احترفتُ التحريض؟".

وأضاف: "ليخبرنا سمير جعجع عن إنجازاته.. فلتكن لديه جرأة ان يجري جردة حساب ويخبرنا ماذا حقق للبلد وما هي المشاريع الايجابية التي نفذها؟ شغله الشاغل التحريض والدعوة الى التنحي. تصوّر انه كان قد التزم مرة بأن يمنح الرئيس سعد الحريري أصوات "القوات اللبنانية" خلال مشاورات التكليف، فنام الرجل رئيسا مكلفا ثم استفاق منسحبا بعدما خَذله جعجع وتراجع عن تأييده. هو الآن يظن انه سيستطيع وراثة القاعدة السنية، إنما لا اعتقد ان سنّة بيروت سيجارونه بعد الذي فعله مع زعيمهم، ولا سنّة طرابلس سيدعمونه بعد الذي فعله مع زعيمهم أيضاً قبل عقود"، وأكد  أن "الخصومة السياسية الشريفة مشروعة، ولكن لماذا خطاب الكراهية والشحن ضد الآخر؟".

"متمسك بالتفاهم"

وعشيّة ذكرى توقيع وثيقة التفاهم مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في 6 شباط/فبراير 2006، أكد الرئيس عون أن "التفاهم مستمر ولا فراق بيننا وبين الحزب. نعم، يحصل احيانا برود او جمود كما جرى أخيرا نتيجة تباينات في مقاربة بعض الملفات الداخلية، وأحيانا استغرب بعض خياراته في ما يتعلق بقضايا إصلاح الدولة ولكن المطلوب ان نعالج الالتباسات ونطور التفاهم، لا ان نلغيه. وبالتالي، فإنّ الأمور لا تصل إلى درجة الافتراق. يكفي هذا التفاهم انه صمّام امان ضد الفتنة الداخلية والحرب الأهلية، وبفضله تجاوزنا بنجاح اكثر من اختبار صعب، وجبران باسيل وُضع على لائحة العقوبات لأنه رفض طلب واشنطن ان ينقلب على الحزب، وهو ارتضى العقوبات الأميركية على الانزلاق الى مستنقع النزاع الاهلي. وعليه، فإنّ التفاهم لا يزال ضرورة وطنية الا اذا كان المطلوب ان يكون البديل عنه نموذج التعبئة البغيضة وإهانة معتقدات الآخر وخصوصيته".

"قواعد التيار تعرف الحقيقة وتعرف كيف تختار"

وفي سؤال حول إمكانية أن تنتزع "القوات" الأكثرية المسيحية من "التيار الوطني الحر" في الانتخابات النيابية المقبلة"، أشار الرئيس عون إلى أن "هناك حملة تضليل واسعة تحصل حاليا، وستشتد تباعا للعب على عواطف الناس وأخذهم الى خيارات غير واقعية، ولكنني على ثقة تامة في أن قواعد التيار تعرف الحقيقة وتعرف كيف تختار".

"كل التدابير اللوجستية والتقنية التي تتطلبها الانتخابات جاهزة"

وشدد الرئيس عون على أن "كل التدابير اللوجستية والتقنية التي تتطلبها الانتخابات صارت جاهزة او هي قيد الإتمام، وبالتالي نحن نتصرف على أساس ان نكون مستعدين لإجراء هذا الاستحقاق الديموقراطي في موعده، وانا كرئيس للجمهورية لا أقاربه من زاوية حسابات سياسية ومصلحية بل أتعامل معه كواجب وطني ودستوري، الا اذا استجد سبب قاهر، داخلي او خارجي، يفرض التأجيل. وهذا ما لا اتمناه".

"من سيجلس مكاني على هذا الكرسي سيكتشف انني كنت مصيباً في رأيي"

وحول الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال إن "ما يعنيه بالدرجة الأولى هو أنّ ولايته تنتهي في 31 تشرين الأول المقبل وانا سأغادر القصر الجمهوري حتماً في هذا التاريخ، حتى لو لم يتم فورا انتخاب الرئيس الجديد. المهم ان تكون الحكومة موجودة لكي تملأ الفراغ، إن وقع، في انتظار الانتخاب. وعندما أغادر القصر سيكون من حقي طبعاً ان أطرح مقاربتي للرئيس المطلوب، الا اذا كان هناك من يريد أن ينتزع حقوقي السياسية".

وعلّق الرئيس عون مبتسما حول ما يحكي عن طرح اسمي رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون باعتبارهما الأوفر حظًا للرئاسة، قائلا: صَحتين على قلبن.. بس صدّقوني القصة مش أكلة، وغداً من سيجلس مكاني على هذا الكرسي سيكتشف انني كنت مصيباً في رأيي"، مضيفا أن "المفارقة هي ان الفراشة تدرك ان الضوء يحرقها ولكنها تظل تحوم حوله".

"صلابة باسيل"

وعن فرص جبران باسيل، قال الرئيس عون: "ما تحمّله باسيل لا يتحمله الا أصحاب الشخصيات الصلبة. اذا "تفركش" أحدهم على الدرج او وقع خلاف بين شخصين، تُلقى المسؤولية فورًا على جبران. لم يتركوا شعارا مسيئا له على المستويين الشخصي والسياسي الّا واستخدموه ضده إلا انه بقي ثابتا على قناعاته ووفياً لها، وهذا هو المهم بمعزل عن الموقع الذي يمكن أن يشغله".

"عليكم أن لا تخلوا الساحة"

وفيما يتعلق بتداعيات تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي والنيابي، أشار إلى أنه "يفصل بين خلافه السياسي المعروف مع الحريري وبين مقتضيات التوازن الوطني التي تحتّم عدم القبول بانكفاء مكوّن اساسي"، مضيفا أنه "انطلاقاً من هذا المبدأ زرت مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وشرحتُ له انه على رغم انني كنت على خلاف مع الرئيس سعد الحريري الا انه من الضروري الآن ان نفكر وطنياً، وعليكم ان لا تخلوا الساحة".

"مستعد لزيارة سورية"

وعن احتمال زيارته سورية قبل نهاية عهده، أوضح الرئيس عون انه "مستعد لزيارة سوريا ولا مانع أمام حصولها اذا وجدت ان هناك موجباً لها".

"علاقتي مع الرئيس نجيب ميقاتي جيدة"

وأعرب عن ارتياحه الى سلوك الحكومة، مشدداً على "انّ وزراءها أوادم، وانّ علاقته مع الرئيس نجيب ميقاتي جيدة"، وأكد انه "ينطلق من الدستور في كل قراراته ومواقفه، وأنا لا أعتدي على صلاحيات أحد وأريد من الآخرين ان يحترموا الصلاحيات التي أناطها الدستور برئيس الجمهورية ولا يعتدوا عليها".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل