بانوراما الصحافة اللبنانية | بوتين يوجه صفعة للغرب .. خلاف داخلي حول بيان الخارجية اللبنانية .. وانعكاس الأزمة الأوكرانية بارتفاع الأسعار

الجمعة 25 شباط , 2022 09:07 توقيت بيروت لـبـــــــنـان

الثبات ـ بانوراما

ركزت الصحف اللبنانية على ملف الحرب في أوكرانيا، والذي يعد حالياً الملف الأبرز الذي شد الأنظار، وكما كل الملفات الدولية والإقليمية بدأ إنعكاس الأزمة سياسياً على لبنان بفعل بيان وزارة الخارجية الذي يدين الخطوة الروسية، وصولاً إلى التأثير الاقتصادي الذي ممكن أن يحصل بسبب ارتفاع أسعار المحروقات والسلع الغذائية.

"البناء": بوتين يحسم نصف الحرب في يومها الأول بتفكيك البنية العسكريّة الأوكرانيّة

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "البناء" إنه بخلاف النفي الروسي الدائم للاتهامات الأميركية بوجود نوايا وخطط مسبقة لغزو أوكرانيا، أو على الأقل شن حرب شاملة عليها، أثبتت المعلومات الاستخبارية الأميركية التي بدأ تداولها منذ مطلع الشهر الحالي، أنها لم تكن مجرد بروباغندا أميركية للتهويل أو المساومة، وما جرى أمس فجراً، براً وبحراً وجواً، لم يكن إلا تعبيراً عن تنفيذ القوات الروسية لقرار وخطة حرب شاملة على أوكرانيا، تدرجت خلال أسبوع بالاعتراف الروسي بجمهوريتي دونباس، لحقه توقيع معاهدات تعاون ذات شق دفاعي مع كل منهما، ليبدأ الجيش الروسي العملية التي حذرت واشنطن وحلفاؤها موسكو من القيام بها، والفوز الأميركي بإثبات صحة المعلومات، يجعل الفشل الأميركي بتفادي وقوع الحرب وردع موسكو عن البدء بها، ولاحقاً الفشل في حماية النظام الحليف في كييف، مسؤولية أكبر، حيث لا حجة لواشنطن بأنها تفاجأت، فهي لم تتلق تحذيرات بوجود خطر حرب، بل هي من أطلق هذه التحذيرات، ولم تفعل شيئاً، وبمثل ما عرفت بالخطة كانت تعلم بحدود القدرة الأوكرانية على الصمود بوجهها".

واضافت الصحيفة انه "بحدود ما ستفعله أميركا والناتو لمنع الحرب أو لدعم النظام الحليف، ولذلك رفضت تقديم الضمانات التي كانت تكفي لتراجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قرار الحرب، سواء لجهة التراجع عن نوايا نظام كييف بامتلاك سلاح نووي، او لجهة التزام الناتو بعد ضم أوكرانيا الى صفوفه، فما نفع العناد هنا طالما ان أوكرانيا بقوة ما حدث ستكون عاجزة عن التفكير بامتلاك سلاح تقليدي وليس سلاحاً نووياً، وسيكون التفكير بضمّها للناتو ضرباً من الخيال، ويصير السؤال لماذا ضحت واشنطن بأوكرانيا ولم تفعل ما ينقذها، ما دامت عاجزة عن خوض حرب او التهديد بها، كما فعلت موسكو يوم جاهرت واشنطن بغزو كوبا، وكانت التسوية التي ضمنت لأميركا أمنها في الجوار وضمنت لكوبا استقلالها؟"

ولفتت الصحيفة إلى أنه بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حربه الشاملة على أوكرانيا، دون ان يظهر حجم نية التوغل البري في الأراضي الأوكرانية، لكن نتائج اليوم الأول من الحرب كانت كافية للقول بأن موسكو حققت نصف أهدافها، بتدمير البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، حيث خرجت كييف بنهاية هذا اليوم دون مطارات ودون رادارات ودون نظام صاروخيّ ودون دفاع جوي، فنزعت أنيابها ومخالبها، وصار زمام المبادرة لتحديد سقف الحرب ملك أيدي موسكو وحدها، وخرجت في كييف وأوروبا وواشنطن مقارنات تنتهي بأسئلة، من نوع لماذا لم تصمد أوكرانيا على الأقل كما صمد العراق بوجه الحرب الأميركيّة، فرغم تعرّض العراق لحصار عشر سنوات، تمكّن جيشه من الصمود لأسبوعين قبل أن تنهار دفاعاته الأساسية، وهو يواجه كل الجيوش الأميركيّة، ويقع تحت عزلة عربية ودولية، ويشارك أكثر من نصف شعبه في الحرب ضد النظام، وقارن البعض بين صمود المقاومة بوجه جيش الاحتلال الإسرائيلي وقدراته النارية سواء في حرب تموز 2006 على لبنان، التي استمرت لثلاثة وثلاثين يوما، أو في الحروب التي تعرّضت لها غزة وكانت آخرها معركة سيف القدس".

واضافت الصحيفة إن "النصف الثاني من الحرب حدّد بوتين عنوانه وهو تسليم أي حكم في أوكرانيا بعدم امتلاك أي سلاح يهدد الأمن الروسي والتزام الحياد، ويبدو هذا النصف مرهوناً بنجاح موسكو في تحويل الانتصارات العسكرية الى حراك داخلي في أوكرانيا على مستوى النخب السياسية والعسكرية والاقتصادية، في ظل خريطة للعمليات بدا انها تستهدف مناطق تراهن موسكو على خروج نخب ذات أصول روسية فيها لإعلان استقلال مشابه لجمهوريتي دونباس، مثل خاركوف وأوديسا وسواهما".

وأشارت إلى أنه "المواجهة الأميركية الأوروبية التي تتخذ طابعاً قانونياً ومالياً، تحت عنوان العقوبات شملت خطوات جديدة تمثلت بتجميد أصول بنوك وشركات روسية قال الرئيس الأميركي جو بايدن أنها تزيد عن تريليون دولار، لكن مصادر مالية في موسكو قالت إن النقطة الحرجة في المواجهة المالية، والتي تمثل توازن رعب متبادل بين موسكو وواشنطن، تتمثل في معادلة منع موسكو من استخدام نظام السويفت للتحويلات، وما سيعنيه من توقف إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا، فما يجعل موسكو لا توقف شحنات الغاز هو فقط ضمان تدفق أثمان الغاز المباع الى حسابها، ويعرف الأميركيون والأوروبيون أن هذه تعادل تلك، وأن لا بدائل للغاز الروسي بالنسبة لأوروبا، فنورت ستريم 2 هو أنبوب لم يتم استخدامه بعد، وتعليقه لا يؤثر على السوق، لكن أنبوبين روسيين آخرين يضخان 40% من حاجات أوروبا من الغاز عبر أوكرانيا، وبولندا، سيترتب على توقفهما اشتعال حرب أسعار لن يتحملها العالم، فسعر برميل النفط يسابق على سعر 110 دولارات للبرميل، دون وقف أنابيب الضخ الى أوروبا، وألف متر مكعب من الغاز قفز فوق الـ 1300 دولار، ويسير سريعاً نحو الـ 2000 دولار في حال توقف الأنابيب".

"البناء" قالت ايضاً إنه "لبنانياً، الحدث الروسي الأوكراني حضر بقوة، سواء لجهة الموقف السياسي، الذي تفرد وزير الخارجية بإعلانه مندداً بالموقف الروسي خلافاً لقاعدة النأي بالنفس، او لجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية في أسعار النفط والقمح".

واضافت "سياسياً وانتخابياً التقى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان بالأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان علي حجازي، وفي نهاية اللقاء أكد تفاهم الحزبين على مقاربة المتغيرات والاستحقاقات والتحديات، خصوصاً لجهة ما ينتظر لبنان وسورية، وتطرّقا الى استحقاق الانتخابات النيابية في لبنان، وأعلنا أن المطلوب هو رفع الحاصل الوطني لحماية المقاومة والوحدة الوطنية والسلم الأهلي".

وأوضحت أن الحرب الروسية – الأوكرانية فرضت ايقاعها على المشهد الدولي وسط ترقب لتداعياتها السياسية والعسكرية والاقتصادية على العالم لا سيما على أسواق الطاقة، مع تسجيل أسعار النفط والذهب والقمح العالمية ارتفاعاً ملحوظاً فور بدء العمليات العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية.

وقالت إنه فيما سارعت دول العالم لإعلان مواقفها من الحرب بين مؤيد للحرب الروسية على أوكرانيا وبين معارض لها ما يعكس انقسام العالم بين محورين، أدان لبنان الاجتياح الروسي لأوكرانيا في موقف لم تُعرَف خلفياته ومبرراته. ولفتت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان الى أن “لبنان يدين اجتياح الأراضي الأوكرانية ويدعو روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فوراً وسحب قواتها منها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض كوسيلة أمثل لحلّ النزاع القائم بما يحفظ سيادة وأمن وهواجس الطرفين ويسهم في تجنيب شعبي البلدين والقارّة الأوروبية والعالم مآسي الحروب ولوعتها”.

وفيما يعكس موقف الخارجية اللبنانية انحيازاً واضحاً لأوكرانيا ضد روسيا من دون تقديم المبررات الموضوعيّة لذلك، أكدت مصادر عين التينة لـ”البناء” أن “بيان الخارجية صدر بعيداً عن عين التينة ولم يكن لديها علم بالأمر”، مستغربة صدور هذا البيان. فيما أبدت أوساط سياسية في فريق المقاومة استغرابها الشديد لتفرد رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية بتحديد موقف لبنان من دون العودة الى مجلس الوزراء”، مشيرة الى أن بيان الخارجية مغامرة غير محسوبة ولا تخدم العلاقات المميّزة مع روسيا، علماً أن موسكو لطالما وقفت الى جانب لبنان في أزماته وقدّمت الكثير من العروض الكهربائية والاقتصادية لتنمية القطاعات الإنتاجية في لبنان وتم رفضها من قبل الحكومات المتعاقبة وآخرها العروض الحالية لبناء معامل كهرباء يمكن أن تحل أزمة الكهرباء المزمنة في لبنان ويتم تجاهلها من قبل الحكومة الحالية التي تعكف اليوم على دراسة ومناقشة خطة الكهرباء التي قدمها وزير الطاقة ولم يتم التوصل الى اتفاق حكومي حولها.

وفي سياق ذلك، لفت مرجع ديبلوماسي سابق لـ”البناء” الى أن “لبنان لم يكن مضطراً لإدانة الاعمال العسكرية الروسية في أوكرانيا والانحياز لطرف ضد الآخر، وكان عليه الاكتفاء بدعوة الطرفين لضبط النفس ووقف العمليات العسكرية وبدء الحوار”، وتساءل: “ما إذا كان تبرير موقف الخارجية اللبنانية من حرب اليمن بإدانة قصف حركة أنصار الله ضد السعودية والامارات، بالحجم الكبير للمصالح التي تربط لبنان بدول مجلس التعاون الخليجي، فما الذي يبرر موقفها من الحرب في أوكرانيا؟ فلماذا نزجّ بأنفسنا في هذا التوتر الدولي؟ فهل الهدف استرضاء الأميركيين والاتحاد الأوروبي؟ وأوضح المرجع أن تبرير الموقف بوجود مصالح اقتصادية كبيرة مع أوكرانيا غير صحيح، فحجم التبادل التجاري بين لبنان وأوكرانيا لا يتعدى المئة مليون دولار سنوياً، كما أن لبنان يستورد 30 ألف طن من القمح الأوكراني فقط ويمكنه تأمين هذه الكمية من أسواق أخرى، وبالتالي بيان الخارجية غير مبرر”.

وأشار مدير عام الحبوب والشمندر السكري في وزارة الاقتصاد جرجس برباري الى “اننا نستورد القمح من اوكرانيا ورومانيا وروسيا، ونعمل من اجل تأمين الامن الغذائي لـ 7 ملايين شخص”. ولفت الى ان “مخزون القمح يكفي لمدة شهر ونصف”، لافتاً الى ان هناك 4 و5 بواخر في طريقها الى لبنان وبعض المطاحن ترفض تسليم القمح بانتظار ارتفاع اسعاره العالمية، ولكن المادة لا تزال مدعومة 100 %”.

وانعكس ارتفاع أسعار النفط العالمية على سوق المحروقات في لبنان مع توقعات، أكّد عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس، أنّ “الأزمة الرّوسيّة – الأوكرانيّة ستؤثّر حُكمًا على أسعار المحروقات، وسيرتفع سعر صفيحة البنزين ليصل إلى نحو 400 ألف ليرة، هذا إذا بقي سعر الدولار مستقرًّا على ما هو عليه اليوم”.

ومع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية الروسية، برزت الخشية على الرعايا اللبنانيين في أوكرانيا، فقد دعت اللجنة الطالبيّة في لبنان في بيان، وزارة الخارجية والمغتربين الى “إجلاء الطلاب اللبنانيين من اوكرانيا فوراً، على نفقة الدولة اللبنانية، وذلك حفاظاً على أرواحهم ومن منطلق ضرورة ان تتحمل الدولة المسؤولية الكاملة تجاه مواطنيها المنتشرين في العالم”.

من جهتها، دعت وزارة الخارجية جميع الرعايا اللبنانيين المقيمين في اوكرانيا الى توخي أقصى درجات الحيطة والحذر والبقاء حالياً في أماكن آمنة. وأكدت الوزارة “أنها تجري اتصالاتها السياسية مع جميع الدول المعنية والصديقة، بما فيها دول الجوار لتأمين الممرات الآمنة، وتسهيل مغادرة الرعايا اللبنانيين الراغبين بذلك وفقًا لتطور الحالة الأمنية”.

وقالت الصحيفة إنه على صعيد ملف ترسيم الحدود اللبنانية البحرية، لم تعرف حقيقة حذف الرسالة اللبنانية للأمم المتحدة التي تثبت الحقوق اللبنانية كاملة لا سيما الخط 29، رغم تأكيد وزارة الخارجية ومندوبة لبنان في مجلس الامن أمل مدللي أن الرسالة لا زالت موجودة في أرشيف الأمم المتحدة.

وفيما توقعت مصادر “البناء” أن يعود الوسيط الأميركي في ملف الترسيم آموس هوكشتاين الى بيروت قريباً للعمل على استئناف المفاوضات، كشف مساعد وزير الخارجية الاميركي الأسبق دافيد شنكر في حديث تلفزيوني “عن عرض قدّمه بعض أعضاء الحكومة اللبنانية كصفقة لرفع ‎العقوبات عن ‎النائب جبران باسيل”. وقال: “لا اعتقد ان الادارة الاميركية تقبل بهذا النوع من المقايضة، ولكن سنرى الى اين تصل. هوكشتاين قال إنه سينتظر لمدة اسبوعين ثم سيلغي الاتفاق”.

في المقابل جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال استقباله قائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل” الجنرال ستيفانو دل كول في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهامه، “تمسك لبنان بحقوقه وسيادته الكاملة براً وبحراً وجواً، وبتطبيق القرار 1701”، لافتاً الى ان “الخروق الإسرائيلية المتكررة لسيادته هي موضع إدانة من اللبنانيين وعلى الأمم المتحدة ممارسة الضغط على “إسرائيل” لوقفها”.
 
"الأخبار": الخارجية تدين «الاجتياح» الروسي: اشهدوا لنا عند واشنطن!

من جهتها، صحيفة "الأخبار" قالت إنه في موقف يعكس نقصاً فادحاً في فهم التوازنات العالمية، وقصوراً ينمّ عن غباء في التعامل مع صراعات العالم، تفتّقت «العبقرية» اللبنانية عن بيان، صدر باسم وزارة الخارجية والمغتربين أمس، يدين «الاجتياح الروسي» للأراضي الأوكرانية، متجاهلاً أدنى معايير المصلحة التي تحكم العلاقات الدولية، ووجود آلاف الطلاب ورجال الأعمال والاستثمارات اللبنانية الضخمة في روسيا. أضف إلى ذلك إن المبالغة في الموقف اللبناني المنبطح تجاوزت حتى ما صدر عن دول عربية ذات وزن، لم يتجاوز رد فعلها الدعوة إلى ضبط النفس، ولم يصل إلى حدّ الإدانة. وهو ما يدفع الى التساؤل: من يقف خلف البيان؟ وهل صدر استجابة لضغوط مباشرة من الأميركيين؟ وهل أعمى استجداء الرضى الأميركي «المسؤولين» اللبنانيين عن تقدير أهمية ردّ الفعل الروسي؟

واضافت ان البيان «العبقري» برّر الإدانة بما «شهده تاريخ لبنان الحديث من اجتياحات عسكرية لأراضيه ألحقت به وبشعبه أفدح الخسائر»، وهو تبرير، إذا افترضنا جدلاً صحته، يصحّ أيضاً لإدانة العدوان السعودي على اليمن، ما ألحق باليمنيين أفدح الخسائر وأفظعها. والأفظع أن موقف الخارجية جاء «انطلاقاً من تمسك لبنان بالمبادئ الراسخة والناظمة للشرعية الدولية التي ترعى الأمن والسلم الدوليين، وفي طليعتها مبدأ احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وأمن حدودها»... وهي «الشرعية الدولية» نفسها التي تقف يومياً متفرجة على اختراق العدو لسيادة لبنان ووحدة أراضيه وأمن حدوده.

وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن البيان أثار استياءً واسعاً في أوساط الدبلوماسيين اللبنانيين، وتسبّب بحرج شديد لسفير لبنان لدى موسكو شوقي بونصار. إذ تصادف إصداره مع حضور بونصار لقاءً في دارة السفير المصري لمناسبة صدور كتاب عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وبحضور الأخير وحشد من السفراء العرب. وقد بادر بوغدانوف السفير اللبناني بالسؤال: «هل استشاروا سعادة السفير بالبيان قبل صدوره؟ وهل يعقل أن يصدر بيان كهذا من دون علم رئيسَي الجمهورية والحكومة؟». وأردف: «ألم يكن وزير الخارجية اللبناني (عبد الله بوحبيب) هنا منذ فترة قريبة يطلب مساعدة موسكو في حل مشاكل لبنان الداخلية؟». وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن البيان صدر بعد التشاور بين بعبدا والسرايا الحكومية، فيما أكّدت مصادر عين التينة أنها لم تكن في جوّ البيان ولم تطّلع عليه قبل صدوره.

"النهار": لبنان يدين الغزو الروسي ويواجه تداعيات موجعة

أما صحيفة "النهار" فقلت إنه لم يكن ينقص لبنان شقاء وتداعيات إضافية على ازماته وانهياراته سوى ان يغزو فلاديمير بوتين أوكرانيا لتشتعل مع هذه الحرب تداعيات اقتصادية بالغة الخطورة على البلدان المأزومة في المنطقة وفي مقدمها لبنان، مهددة إياه كما تنبأ له مسؤولون اميركيون بالجوع. وارخت الانباء المتسارعة عن الغزو الروسي لأوكرانيا ظلالا ثقيلة على المشهد الداخلي في لبنان ولو ان أزمات البلد لا تتسع للإفساح امام ترقب وانتظار ما ستؤول اليه دوليا تداعيات الاجتياح وآثاره. ذلك ان لبنان بدا في قلب الانعكاسات الفورية للحرب على أسعار النفط كما على مخزونات القمح والحبوب، كما على الكثير من وجوه التجارة والاقتصاد العالميين، اذ ان كل هذا يؤثر بسرعة على الواقع اللبناني، ناهيك عن ان الدولة استشعرت ضرورة الاستنفار لمتابعة أوضاع اللبنانيين في أوكرانيا التي تضم خصوصا عددا وافرا من الطلاب اللبنانيين.

ولفتت إلى أنه اذا كانت جلسة مجلس الوزراء المقررة في الثالثة بعد ظهر اليوم مخصصة أصلا للبحث في خطة الكهرباء فانها ستتناول الخطوات الجارية في شأن متابعة اللبنانيين في أوكرانيا .
 
وفي اول موقف رسمي من الحرب، أصدرت وزارة الخارجية مساء بيانا دان عبره لبنان اجتياح الأراضي الأوكرانية، داعياً #روسيا إلى "وقف العمليات العسكرية فوراً وسحب قواتها منها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض كوسيلة أمثل لحلّ النزاع القائم بما يحفظ سيادة وأمن وهواجس الطرفين ويسهم في تجنيب شعبي البلدين والقارّة الأوروبية والعالم مآسي الحروب ولوعتها". وقالت الخارجية إنّ الموقف اللبنانيّ جاء "انطلاقاً من تمسّك لبنان بالمبادئ الراسخة والناظمة للشرعية الدولية التي ترعى الأمن والسلم الدوليين، وفي طليعتها مبدأ احترام سيادة الدول ووحدة اراضيها وأمن حدودها، وإيماناً منه بوجوب حلّ النزاعات كافة التي قد تنشأ بين الدول بالوسائل السلمية، أي عبر التفاوض، ومن خلال آليات الوساطة التي يلحظها القانون الدولي الذي ينبغي أن يبقى الملاذ الأوحد للدول تحت مظلّة الأمم المتّحدة".
 
كذلك، لفتت الخارجية إلى أنّ لبنان دان الغزو الروسيّ "نظراً لما شهده تاريخه الحديث من اجتياحات عسكرية لأراضيه ألحقت به وبشعبه أفدح الخسائر التي امتدّ أثرها البالغ لسنوات طويلة على استقراره وازدهاره".

وأوضحت الصحيفة ان أوساط عين التينة قالت تعليقا على هذا البيان انه صدر بعيدا عنها بما فهم منه انه لم يجر التشاور معها او استمزاجها في الموقف الذي صدر.

واشارت إلى أنه كان رئيس الجمهورية ميشال عون تابع مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب أوضاع أبناء الجالية اللبنانية في أوكرانيا والإجراءات الاحترازية الواجب اعتمادها لتأمين سلامتهم وتوفير الحاجات الضرورية لهم. كما إجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزير الخارجية الذي أطلعه على ما تقوم به الوزارة من مساع بالتزامن مع إندلاع الازمة الروسية- الأوكرانية وتداعياتها على اللبنانيين المقيمين في أوكرانيا.

واعلن بو حبيب تشكيل خلية أزمة مكونة من موظفين ودبلوماسيين في وزارة الخارجية وسفراء لبنان في بولندا وأوكرانيا ورومانيا وروسيا، ووضع خط هاتفي مفتوح لمتابعة التطورات، كما أنشأت الوزارة تطبيقا هاتفيا لتمكين اللبنانيبن المقيمين في أوكرانيا من الدخول اليه وتسجيل أسمائهم لكي يتواصلوا مع السفارة اللبنانية حول إقامتهم أو ذهابهم وإيابهم. واجتمع بوحبيب مع سفراء جوار أوكرانيا ومنهم سفير بولندا وسفير رومانيا الذين أبلغوه أن الطرق البرية ستكون مفتوحة أمام اللبنانيين الذين يرغبون بمغادرة أوكرانيا براً الى رومانيا أو بولندا .

تداعيات مؤذية

وأوضحت أنه في التداعيات الاقتصادية فبدا واضحا ان الحرب ستؤثر اولا على أسعار المحروقات وسط توقعات بارتفاع سعر البنزين اليوم إلى حوالى الـ400 ألف ليرة طبقا لاسعار النفط العالمية فضلا عن سعر الدولار في الأسواق اللبنانية.

ولفتت الصحيفة إلى ان الجانب البارز الاخر يتمثل في ان لبنان يستورد أكثر من 80% من حاجته للقمح من أوكرانيا اي أكثر من 600 الف طن من القمح سنويا في حين يستورد 15% من حاجته من روسيا ، كما يستورد لبنان من اوكرانيا الحديد وزيت دوار الشمس وحبوب الذرة والحيوانات الحية وغيرها ضمن واردت تصل قيمتها السنوية الى ما يقارب 450 مليون دولار. واكد امس نقيب المطاحن أحمد حطيط ان الازمة الاوكرانية – الروسية سيكون بالتأكيد لها تداعيات على لبنان بالنسبة لواردات القمح فيما يعاني لبنان أيضا من نقص كبير بالقمح المدعوم. ولفت مدير عام الحبوب والشمندر السكري في وزارة الاقتصاد جرجس برباري الى ان مخزون القمح يكفي لمدة شهر ونصف شهر، وان هناك 4 او5 بواخر في طريقها الى لبنان وبعض المطاحن ترفض تسليم القمح بإنتظار ارتفاع اسعاره العالمية، ولكن المادة لا تزال مدعومة 100% .

"الميغاسنتر"

وقالت الصحيفة إنه أما على صعيد المشهد السياسي وفي ظل انتظار بلورة التحالفات الانتخابية التي لا تزال الحركة حيالها تتسم ببطء لافت عاد الى الواجهة موضوع اعتماد مراكز "الميغاسنتر" في العملية الانتخابية بما يثير التساؤلات عن الهدف من تركيز العهد و"التيار الوطني الحر" على اعتماده في الوقت القصير المتبقي عن موعد الانتخابات وطبيعة التداعيات التي ستنشأ في حال اخفاق محاولة اعتماد هذا الاجراء نظرا لقصر المدة المتبقية وتعذر اعتمادها في الانتخابات المقبلة.

ولفتت إلى أنه في وقت اعلن وزير الداخلية بسام المولوي من قصر بعبدا انه سيسلم غداً رئاسة مجلس الوزراء دراسة "الميغاسنتر" اعلن أيضا انه تطرق مع الرئيس عون "الى آخر التحضيرات التي نقوم بها لإنجاز العملية الانتخابية بدقّة وسلاسة وشفافية كي يتمكن جميع المواطنين من الوصول الى أقلام الاقتراع سواء في الداخل او الخارج". وفي وقت متزامن غرّد رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل عبر "تويتر" قائلا: "الميغاسنتر هو مركز اقتراع للساكنين بعيدا من مناطقهم. الحكومة أنشأت 219 مركزا في 59 دولة في العالم وما في أي عذر ما تعمل 7 مراكز بلبنان وإلا عم تحرم الناس من الاقتراع بسبب البعد وكلفة الانتقال، عم تشجع المال السياسي وعم تخفض نسبة المشاركة. الوقت كافي، الكلفة بسيطة والانتخاب اسهل. ما رح نقبل".

تحدي شينكر

وقالت إنه في سياق متصل عاد ملف ترسيم الحدود البحرية الى الواجهة من باب اتهام متجدد للعهد والنائب جبران باسيل بالسعي الى مقايضة التنازل في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية برفع العقوبات الأميركية عن باسيل. الجديد في هذا الاطار ما كشفه مساعد وزير الخارجية الاميركي السابق دافيد شينكر في مقابلة عبر فيديو مصورعبر موقع "هنا بيروت" عن "عرض قدمه بعض أعضاء الحكومة اللبنانية كصفقة لرفع ‎العقوبات عن ‎النائب جبران باسيل. ويتضمن العرض موافقة لبنان على الخط 23 كحد اقصى لحدود لبنان البحرية مع إسرائيل وهو ما تطلبه إسرائيل خلال عملية ترسيم الحدود". ولوحظ ان أي رد على شينكر لم يصدر من المعنيين.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل