موقع استقصائي يكشف تفاصيل جديدة عن جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة

الثلاثاء 17 أيار , 2022 10:22 توقيت بيروت فـلـســطين

الثبات ـ فلسطين

نشر موقع "بيلينغكات" الاستقصائي تقريرًا، كشف فيه عن حيثيات وشواهد تشير إلى تورط جنود الاحتلال في قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، استنادا إلى تحليل عدد من التسجيلات التي بثت من مكان الحدث.

وقال الموقع، إن مقاطع الفيديو التي تمت مشاركتها بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي ساعدت في الكشف عن بعض حيثيات قتل أبو عاقلة إذ تُظهر اللحظات الفوضوية التي أعقبت إطلاق النار عليها ومحاولات زملائها الوصول إليها.

وحسب الموقع، فإن شهود عيان، بمن فيهم صُحفيّون كانوا موجودين لحظة استشهاد أبو عاقلة، قالوا إن جنود الاحتلال الإسرائيلي فتحوا النار عليهم دون سابق إنذار وأنهم اُستهدفوا عمدًا كصحفيين. وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي قد قبل باحتمال أن يكون أحد جنوده مسؤولاً عن الهجوم، إلا أن النتائج المؤقتة التي توصّل إليها الصادرة في 13 أيار/ مايو لم تُقدّم سوى سيناريوهات كان فيها مقتل أبو عاقلة عرضيًا.

وذكر الموقع أن الصور ومقاطع الفيديو المفتوحة المصدر التي توثق ما حدث قد لا تكون كافية لإثبات هوية من أطلق الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة. ومع ذلك، يمكن البدء في تكوين صورة لكيفيّة تطوّر الأحداث في مكان الحادثة ومقارنتها بالبيانات والشهادات الرسميّة لمعرفة ما إذا كان هناك أي تناقض.

فعلى سبيل المثال، أشار التقرير المؤقت لجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى إمكانية وجود مسلّحين بين الجنود وأبو عاقلة وأن رصاصة جندي إسرائيلي أصابت الصحفية عن طريق الخطأ. ومع ذلك، لا توجد لقطات فيديو لأي مسلحين آخرين في هذا الشارع بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والصحفيين. كما أن جميع الشهود والصحفيين الموجودين في مكان الحادث لم يروا أو أغفلوا ذكر وجود أي من هؤلاء المسلحين على طول الطريق الضيق الذي يفصلهم عن الجنود الإسرائيليين.

وافترض بيان جيش الاحتلال الإسرائيلي أيضًا إطلاق مسلحين النار على قواته وهو ما من شأنه تعريض أبو عاقلة للإصابة في هذه العملية. ويظهر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي مسلحين يطلقون عيارات ناريّة سريعة من المرجح أن تكون باتجاه قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي. مع ذلك، لم تكن الطلقات النارية التي يمكن سماعها أثناء تصوير رجل يحاول استعادة جثة أبو عاقلة في اللحظات التي تلت وفاتها عالية وإنما بطيئة ومتعمدة، مما يشير إلى استهداف تام.

كما أن موقع المسلحين الذين صُوروا في مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي كانوا إما أبعد بكثير عن أبو عاقلة مما كانت عليه قوات الجيش الإسرائيلي، أو أنهم في وضع لا يسمح لهم برؤية موقعها أو استهدافها. وتبدو الصور ومقاطع الفيديو الأخرى التي نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى متوافقةً إلى حد كبير مع أقوال الشهود.

وتُظهر لقطات فيديو نُشرت على فيسبوك بعد لحظات من ظهور التقارير الأولى عن استشهاد أبو عاقلة، وصول قوات جيش الاحتلال إلى موقع امتد على مسافة 190 إلى 250 مترًا جنوبًا حيث أصيبت برصاصة قاتلة. وهو ما يُعد مهمًا نظرا لنتائج التحليل الصوتي التي تقدر أن الطلقات التي اُطلقت تجاه زملاء أبو عاقلة وهي ميتة نشأت على بعد 177 إلى 184 مترًا.

ومع أن مقطع الفيديو الذي نُشر على فيسبوك لا يمكنه تأكيد الوقت الدقيق لوصول قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى الموقع جنوبًا حيث اُطلقت النار على أبو عاقلة، إلا أن البيانات الوصفية من لقطات كان قد صورها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي ومشغلو الكاميرات في مكان الحادث أو من مقاطع الفيديو التي صورها جيش الاحتلال الإسرائيلي ، يمكن أن توفر مزيدًا من الوضوح فيما يتعلق بهذه النقطة؛ وهو ما من شأنه أن يتيح مزيدًا من تضييق الاحتمالات فيما يتعلق بمواقع القوات الإسرائيلية وقت مقتل أبو عاقلة.

 

وذكر الموقع أن سلسلة من مقاطع الفيديو المصورة التي تُظهر الموقع الذي سقطت فيه أبو عاقلة احتوى على ظلال تسمح بتقدير وقت قتلها. تمت مشاركة مقطع الفيديو الأول الذي يُظهر مشهد إطلاق النار الذي تمكن موقع بيلنغكات من العثور عليه على تيلغرام في الساعة 6:36 صباحًا بالتوقيت المحلي.

علي السمودي، الصحفي الذي كان بالقرب من أبو عاقلة عندما أصيبت برصاصة، أصيب هو الآخر بطلق ناري وقام ببث رحلته إلى مستشفى محلي ابتداءً من الساعة 6:33 صباحًا.

 

ويمكن تحديد الوقت التقريبي لالتقاط هذا الفيديو من خلال فحص الظلال المرئية في الفيديو المذكور الذي شاركه منتج الجزيرة، تتجه الكاميرا غربًا على طول شارع بلاط الشهداء قبل أن تتجه جنوبا نحو جثة أبو عاقلة. وكما يظهر في الفيديو، فإن الظلال الطويلة لكل من الأشخاص ولافتات الطرق متجهة إلى الغرب والجنوب الغربي. وباستخدام "صن كالك" - وهي أداة مجانية عبر الإنترنت تحسب الوقت التقريبي حسب طول الظل - يمكننا تأكيد أن مقاطع الفيديو هذه تم التقاطها بالفعل في الصباح الباكر من يوم 11 أيار/ مايو.

تُظهر مقاطع الفيديو المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي ذلك الصباح أن الاشتباكات في المنطقة بدأت بحلول السادسة صباحًا. وفي أحد مقاطع الفيديو التي تمت مشاركتها على تيلغرام في الساعة 5:59 صباحًا، الذي تم تسجيله على بعد حوالي 120 مترًا شرق المكان الذي قُتلت فيه أبو عاقلة لاحقًا، يمكن سماع طلقات نارية ورؤية دخان أبيض يتصاعد فوق المباني عن بعد.

في أعقاب استشهاد الصحفية، سعى بعض المعلقين الإسرائيليين إلى لفت الانتباه إلى عدة مقاطع فيديو تزعم أنها تظهر مسلحين يطلقون النار على أهداف غير مرئية في جنين.

ويظهر مقطع فيديو آخر رجلاً يُطلق النار من بندقية في زقاق. وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية والجيش الإسرائيلي أن هذا الفيديو تم تصويره في صباح يوم الحدث، وأشارت وزارة الخارجية الإسرائيلية ورئيس الوزراء في البداية إلى مقتل أبو عاقلة نتيجة إطلاق النار في هذا الفيديو. لكن تحليل اللقطات يدحض هذه الادعاءات.

 

وقامت منظمة "بتسيلم"، وهي منظمة غير حكوميّة محلية تدعم حقوق الإنسان في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، بزيارة الموقع الذي تم فيه تسجيل الفيديو الثاني وصورت رسالة تظهر المنطقة بوضوح. سمح هذا التسجيل لموقع بيلنغكات وآخرين بتأكيد الموقع الجغرافي للفيديو الثاني في زقاق يبعد حوالي 270 مترًا عن الموقع الذي قُتلت فيه أبو عاقلة. ويُظهر ذات الفيديو أن الزقاق الذي كان المسلّح يطلق النار عليه ينتهي بجدار وليس بالمكان الذي أصيبت فيه أبو عاقلة. وهذا يعني أنه لا يمكن أن يكون مطلق النار الذي شوهد في الفيديو الثاني هو قاتل أبو عاقلة.

 

وتُظهر لقطات الكاميرات الشخصية التي نشرها الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق من اليوم بعنوان "نشاط الصباح لجنود الجيش الإسرائيلي أثناء تطهير جنين" جنودًا يتحرّكون في أحد الأزقة نفسها التي تظهر في فيديو "بتسيلم". وتُشير المقارنة بين هذين المقطعين إلى أن المُسلّحين في الفيديو الثاني وجنود الجيش الإسرائيلي في فيديو الكاميرا الشخصية كانوا موجودين في أزقة متوازية. وهو يشير إلى أن المجموعتين قد اشتبكتا في وقت مقتل أبو عاقلة.

وفي نهاية مقطع الفيديو الخاص بالكاميرا الجسديّة للجيش الإسرائيلي، ركض الجنود إلى شارع حيث كانت خمس عربات مدرّعة في انتظارهم. كان موقع للجيش الإسرائيلي جنوبًا على طول الشارع ذاته من المكان الذي قُتلت فيه أبو عاقلة. وكانت السيارة التي تقود القافلة تتمركز على بعد حوالي 190 مترًا جنوبا من مكان إطلاق النار على أبو عاقلة، بينما كانت السيارة الخلفية على بعد حوالي 250 مترًا.

 

 

 

 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل