السيد خامنئي لبوتين: لولا خطوة روسيا في أوكرانيا لقام "الناتو" بإشعال الحرب

الثلاثاء 19 تموز , 2022 10:07 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

قال المرشد الإيراني السيد علي خامنئي خلال استقباله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء في طهران، إنّ "الدول الغربية ولاسيما الولايات المتحدة باتت اليوم أضعف من السابق".

ولفت السيد خامنئي إلى أنه "رغم جهودها المبذولة وحجم إنفاقها، لكنّ تأثير سياساتها (دول الغرب) في منطقتنا، لاسيما في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين، بات قليلاً جداً".

وأضاف السيد خامنئي لبوتين: "القضية المهمة الأخرى، ملفّ سوريا، واحتلال الأميركيين لمناطق زراعية خصبة ونفطية في هذا البلد، ولا بدّ من معالجة هذا الأمر من خلال طردهم من هناك".

وشدّد المرشد الإيراني على أنّ "القضية السورية مهمّة للغاية"، مؤكداً "موقف الجمهورية الإسلامية الرافض للهجوم العسكري على هذا البلد وضرورة منعه".

وفي السياق ذاته، كان السيد خامنئي قال خلال استقباله الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في وقت سابق اليوم، إنّ "أيّ هجوم عسكري على شمال سوريا سيأتي بالضرر على سوريا وتركيا، وسيكون لمصلحة الإرهابيين"، مؤكداً أنّه "يجب مواجهة الإرهاب، لكنّ الهجوم العسكري في سوريا سيفيد الإرهابيين، رغم أنهم لا يقتصرون على مجموعة معينة".

وأردف: "نعتبر أمن تركيا وحدودها من أمننا، وأنتم يجب أن تعتبروا أنّ سوريا من أمنكم، وينبغي حل القضية السورية من خلال المفاوضات، وعلى إيران وتركيا وسوريا وروسيا إنهاء هذه القضية بالحوار".

السيد خامنئي: لولا الخطوة الروسية لقام الطرف الآخر بإشعال فتيل الحرب

وأكّد السيد خامنئي أنّ "إيران ليست سعيدة حيال ما يحدث للناس العاديين في الحرب، لكن في قضية أوكرانيا ولولا الخطوة الروسية، لقام الطرف الآخر بإشعال فتيل الحرب".

وأوضح أنّ "دول الناتو لا تعرف حدوداً، وإذا فُتح الطريق أمامها وفي حال لم يتمّ مواجهتها في أوكرانيا، لأشعلت فتيل الحرب بعد فترة بذريعة شبه جزيرة القرم".

وأضاف السيد خامنئي: "التعاون الإيراني الروسي هو طويل الأمد، ويصب في مصلحة كِلا البلدين بشكل كبير".

ورحّب المرشد الإيراني خلال اللقاء "بمواقف الرئيس الروسي الأخيرة ضدّ الصهاينة"، مشيراً إلى أنّ "الأميركيين متغطرسون ومخادعون"، وإلى أنّ "أحد أسباب انهيار الاتحاد السوفياتي كان الوقوع في فخّ خداع السياسات الأميركية".

وأشاد السيد خامنئي بـ"سياسات بوتين الاستقلالية خلال توليه رئاسة روسيا"، متوجهاً إليه بالقول: "في عهد جنابكم، فإنّ روسيا تحافظ على استقلاليتها".

كما أكّد المرشد الإيراني "وجوب أن يتمّ إزالة الدولار من التعاملات الدولية شيئاً فشيئاً"، مشدداً أمام الرئيس الروسي على أنّ "هذا أمر ممكن".

بوتين: اغتيال الفريق سليماني نموذجاً من أعمال واشنطن الشريرة 

بدوره أكّد الرئيس بوتين للسيد خامنئي أنّه "لا أحد يرغب بالحرب"، وأنه "يعتبر فقدان الناس أرواحهم مأساةً كبيرة، لكنّ سلوك الغرب لم يُبقِ لنا خياراً سوى الردّ".

وأطلع الرئيس بوتين المرشد الإيراني السيد خامنئي على "عوامل وجذور الخلافات بين روسيا وأوكرانيا، لا سيما الأعمال الاستفزازية للغرب والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة ضد موسكو، بما في ذلك الانقلاب في أوكرانيا".

كما تحدّث عن  سياسة "الناتو" التوسعية، مؤكداً أنها استمرّت "على الرغم من التزام موسكو في الفترة السابقة بتجنب أيّ تقدّم نحو دول الناتو".

وكشف بوتين أنّ "بعض الدول الأوروبية قالت أننا كنا نعارض انضمام أوكرانيا لـلناتو، لكننا وافقنا على ذلك نتيجة ضغوط الولايات المتحدة الأميركية"، مشيراً إلى أنّ "هذا الأمر يعكس افتقار هذه الدول للاستقلالية والسيادة".

كما أكد بوتين أنّ "العقوبات الغربية ضدّ روسيا تعود بالضرر على الغرب نفسه"، منوّهاً بأنّ "من نتائجها ارتفاع أسعار النفط وأزمة الأمن الغذائي العالمية".

وحول قضية التعامل بالدولار، رأى بوتين أنّ "الولايات المتحدة تستغلّ الدولار لفرض العقوبات ونهب باقي البلدان"، موضحاً أنّ "هذا السلوك سيؤدّي إلى فقدان ثقة العالم بهذه العملة والتوجّه نحو عملات بديلة".

وأشار إلى أنّ "روسيا وايران في طور التوصل الى طرق جديدة لتداول العملات المحلية فيما بينهما"، معتبراً أن "اغتيال الفريق قاسم سليماني نموذجاً من الأعمال الشريرة التي ارتكبها الأميركيون".

كما أثنى بوتين على مواقف السيد خامنئي من سوريا والأعمال العسكرية في الشمال السوري، وقال: "مواقف روسيا تتطابق مع مواقفكم في القضية السورية، ولاسيما الهجوم العسكري على الشمال السوري، ويجب أن تصبح منطقة شرق الفرات تحت سيطرة القوات السورية"، مؤكداً أنّ "إيران وروسيا تحاربان الإرهاب في سوريا بشكل مشترك".

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال لقائه نظيرَه الإيراني، إبراهيم رئيسي في طهران، الثلاثاء، إنّ "العلاقات بين البلدين تتطور بوتيرة جيدة"، معقّباً بأنه، من حيث العلاقات التجارية "يمكننا أن نتفاخر بأرقام قياسية".

ووقعت شركة النفط الإيرانية وشركة "غازبروم" الروسية مذكرة تفاهم في مجال الطاقة، تشمل استثمار موسكو 40 مليار دولار في تطوير حقلي كيش وفارس الشمالي، وزيادة إنتاج حقل بارس الجنوبي، وتطوير 6 حقول نفطية إيرانية.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل