اكتشاف حجارة نرد عظمية عمرها 2400 عام من الفترة الهيلينية في بيت جبرين الفلسطينية

الإثنين 22 آب , 2022 09:59 توقيت بيروت منــوّعــــات

الثبات ـ منوعات

يتواصل الكشف عن موجودات أثرية نادرة من عصور مختلفة في فلسطين، آخرها مجموعة ألعاب مصنوعة من العظام للتنبؤ بالمستقبل والأقدار تعود للفترة الهيلينية، عمرها 2300 سنة، في بلدة بيت جبرين شمال غرب الخليل في الضفة الغربية المحتلة.

 وحسب بيان سلطة الآثار يدور الحديث عن 530 قطعة من عظام كاحل الماعز والخراف، التي تشبه بمظهرها حجر النرد، وقد استخدمت في ذاك الزمن الغابر حجارة لعب وطقوس دينية لاستكشاف الطالع بيد النساء والأولاد. ويستدل من معاينة المكتشفات الأثرية النادرة في بيت جبرين أن هذه الحجارة العظمية قد تم تمليسها وإنتاج ثقب في كل منها وصب النحاس داخلها، وذلك من أجل استخدامها على أفضل وجه خلال إلقائها بيد من يستخدمها.

وفي بعض هذه القطع العظمية نقشت كتابات يونانية، وفي أخرى نقشت أسماء آلهة ترتبط بأمنيات البشر في حياتهم اليومية خلال العصر القديم، ومن ضمنها إلهة الخصوبة والحب والجمال إفروديت، وإلهة الحبّ إيروس، وإلهة النصر نيكا، وآلهة أخرى. وفي بعض هذه القطع العظمية نقشت تعليمات المشاركة في “اللعبة”، أو وظائف المشاركين: “السارق”، “قف”، لقد احترقت”، الخ.

 تقع بلدة جبرين في غرب الخليل، احتُلت وهجرّ سكانها العام 1948، وتمتاز حتى اليوم بتشكيلة واسعة من الآثار العمرانية النادرة من فترات تاريخية متنوعة.

ويعتبر باحثون مختصون أن هذه المكتشفات نادرة جداً من ناحية الكم والكيف خاصة على مستوى الكتابات المنقوشة في بعضها. ويوضحون أن هذه المجموعة الأثرية تدلل، كما هو اليوم، على أن بعض الناس يبحثون عن أجوبة لدى جهات خارجية في أوقات الضيق، كالتوجّه للسحر والشعوذة وعوالم الغيب. وحسب الباحثين فإن البشر، خاصة النساء، في العصر القديم واجهن بيئة من المجهول والموت خلال الولادة ومشاكل صحية، ولذا حاولن الدفاع عن أنفسهن بالاستعانة بالسحر والشعوذة وغيره. هذا علاوة على استخدام حجارة النرد العظمية هذه من أجل اللعب واللهو والحفاظ على البركة داخل البيوت وفي العالم، هناك أمثلة على دفن أولاد مع مثل هذه الحجارة كي يجدوها معهم في العالم الآخر.

 يشار إلى أن الباحثين اكتشفوا لجانب هذه المجموعة العظمية كتابات بخط اليد كتبت على جدران أوان فخارية في بيت جبرين باللغة الآرامية، تقول: إن فعلت كذا وكذا فسيحدث لك كذا وكذا، وذلك ضمن تنبؤات المستقبل. ويرجح الباحثون أن التقاليد المكتشفة تدلل على اختلاط الحضارات بعدما سكنت شعوب مختلفة وقتذاك في حوض البحر المتوسط، ويوضحون أن الموجودات الأثرية هذه تلقي الضوء على أنماط حياة البشر في العصر القديم وتذكّر بأنهم يتصرفون كما يتصرف البشر في كل الأماكن والأزمنة: يحلمون ويتأملون ويلهون في أوقات معينة رغم شظف العيش وربما بسببه. يشار إلى أن بلدة جبرين في غرب الخليل قد احتلتها الصهيونية وهجرّت سكانها في نكبة 1948، وتمتاز البلدة حتى اليوم بتشكيلة واسعة من الآثار العمرانية النادرة من فترات تاريخية متنوعة بعضها يعود للفترة العربية- الإسلامية.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل