المتطرف بن غفير يثير عاصفة من الإنتقادات خلال زيارة لطلاب مدرسة بتل أبيب

الإثنين 12 أيلول , 2022 10:51 توقيت بيروت فـلـســطين

الثبات ـ فلسطين

دعوة النائب ايتمار بن غفير إلى “ثانوية بليخ” للحديث مع التلاميذ أثارت، كما كان متوقعاً، عاصفة كبرى وانتقاداً على ما منحته المدرسة من منصة للأفكار التي يمثلها، والتي هي في أساسها عنصرية وانعدام تسامح تجاه الجمهور العربي في دولة إسرائيل. ثمة ما هو حقيقي في ادعاء المديرة هيلا رومش، بأن صوت بن غفير منذ اللحظة التي انتخب فيها للكنيست جدير بأن يسمع ككل الأصوات الأخرى في الطيف السياسي وأن التمرين الديمقراطي الذي يجرى في المدرسة يسمح لعموم الأصوات بأن تسمعه.

بالفعل، انتخب النائب بن غفير للكنيست حسب القانون وبموجبه. ومع ذلك، فإن المدرسة ليست مكاناً حيادياً. يجب أن يكون التفكر تربوياً – تعليمياً، ويعنى بالمسألة المركزية في هذا الشأن: كيف يخدم اللقاء بين السياسي أو السياسية التمرين التربوي القيمي الذي تسعى المدرسة لإجرائه: التعرف على تنوع الآراء، والبحث والفهم العميق للأفكار التي تعرض في برامج الأحزاب، والبحث في معنى عملية الانتخاب في الدولة الديمقراطية.

فهم بأن معنى الديمقراطية ليس من نصيب الأغلبية فقط، بل إن دور الأغلبية يجب أن يحمي الأقلية أو المعاضل التي تنشأ في كل ما يتعلق بحرية التعبير والرأي. مهما يكن من أمر، فإن السؤال عما إذا كان اللقاء مع النائب بن غفير يسهم في بحث تربوي عميق، إنما هو سؤال ينبغي للمدرسة أن تبحث فيه. وردود الفعل والعاصفة التي أحدثها هذا اللقاء تدل على أن هذا التمرين التربوي ليس مؤكداً أنه يحقق غايته.

إن الحدث الذي جرى في “بليخ” يدعونا لنوجه نظرة إلى إحدى المشاكل العسيرة في جهاز التعليم، التي تؤثر على المجتمع كله. نحن نفوت هذا الأمر الهام في البحث حول زيارة بن غفير للثانوية؛ فلا يهم من يأتي إلى المدرسة في زمن الانتخابات، إذ لم يعد يجري، منذ سنين، تعليم ثابت وواضح في معظم المدارس بجهاز التعليم داخل إسرائيل عن الحياة في إسرائيل كمجتمع هو أيضاً ديمقراطي. ولكي نفهم الواقع السياسي الذي نعيش فيه، مطلوب خطوات تربوية وتعليمية عميقة تبدأ في سن مبكرة وتتواصل على طول سنوات التعليم في كل مواضيع التدريس. خطوات تدمج الخبرات الهامة للتصدي للخلافات والأفكار المختلفة والحجج من أنواع مختلفة. فتعليم الديمقراطية لا يتضمن فقط التعرف على طريقة الحكم ومبادئه، بل يجب أن يتطرق للتوجهات السياسية وكيف تصاغ المواقف، وبالأساس السؤال: على أي أساس يصوغ الإنسان هذا الموقف أو ذاك؟ كما أن البحث عن تعليق خريطة إسرائيل التي تتضمن الخط الأخضر في المدارس في تل أبيب يعبر عن المشكلة نفسها. فما هي قدرة التلاميذ على قراءة النصوص، في هذه الحالة الخريطة، ليفهموا تعقيدات الواقع الإسرائيلي من خلالها؟

على رجال التعليم أن يهتموا بهذه المسائل على طول السنة. عمل متواصل، ثابت وشجاع في مسألة كيف أن عيشاً في مجتمع يضم تنوعاً ثقافياً وهويات كثيرة وخلافات عميقة على القيم الأساس بهوية الدولة، سيساعد مواطني المستقبل على اختيار وحسم هذه المسائل. إذا كان تعليم الديمقراطية جزءاً لا يتجزأ من ثقافة مدارسنا وليس ظهوراً لمرة واحدة فقط مع علاقات عامة، فإن البحث في دعوة هذا النائب أو ذاك سيكون في هوامش التعليم للديمقراطية وليس أساسه.

البحث الذي دار حول زيارة بن غفير لمدرسة “بليخ” يفوت الأمر المهم. فلا يهم من يأتي إلى المدرسة في زمن الانتخابات، المهم أنه لا يوجد تعليم ثابت عن الديمقراطية في معظم المدارس.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل