“وول ستريت جورنال”: العلاقة الشخصية السيئة بين بايدن ومحمد بن سلمان تعرّض العلاقة التاريخية للخطر

الأربعاء 26 تشرين الأول , 2022 09:28 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

تساءلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن سبب التواء العلاقة الأمريكية- السعودية، وإن كان العداء الشخصي بين الرئيس جو بايدن وولي العهد محمد بن سلمان هو السبب. ورأت أن غياب الثقة الشخصية صعّد من الانقسام الذي مضى عليه عام، وتدفعه القوى الجيوسياسية والاقتصادية.

 في تقرير أعدّه ستيفن كالين وسومر سعيد وديون نيسباوم قالوا فيه إن تعهداً غير مكتوب، صمدَ طوال حكم 15 رئيساً وسبعة ملوك وحظر لتصدير النفط وحربين في الخليج وهجمات 11 أيلول/ سبتمبر، يتصدع اليوم تحت وطأة خلاف بين زعيمين يبدو أنهما لا يثقان ببعضهما البعض.

وقالت الصحيفة إن ولي العهد محمد بن سلمان (37 عاماً)، والذي يدير الشؤون اليومية في المملكة، يسخر في أحاديثه الخاصة من زلات الرئيس الأمريكي جو بايدن (البالغ من العمر 79عاماً)، ويشكك في صحته العقلية، حسب أشخاص داخل الحكومة السعودية.

وقال لمستشاريه إنه لم يكن معجباً ببايدن منذ أيامه كنائب للرئيس باراك أوباما، وفضّل عليه الرئيس السابق دونالد ترامب. وقال بايدن في حملته الانتخابية عام 2020 إنه “لا يرى أي قيمة اجتماعية مستردة في الحكومة الحالية بالسعودية”، ورفض الحديث مع الأمير محمد لأكثر من عام، حيث وافق على مقابلته في جدة بتموز/ يوليو هذا العام. وقال المسؤولون السعوديون الذين حضروا اللقاء إنهم شعروا أن بايدن بدا وكأنه لا يريد أن يكون هناك. وكان مهتماً بمناقشة قضايا السياسة.

وقال المسؤولون الأمريكيون إن بايدن خصص وقتاً وطاقة للمناقشات. وتقول الصحيفة إن القوى الجيوسياسية والاقتصادية عملت على تعميق الشق في العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، إلا أن العداء بين بايدن والأمير محمد سيزيد الأمور سوءاً.

ونقلت الصحيفة عن آرون ديفيد ميللر، الدبلوماسي السابق في الشرق الأوسط، والآن في وقفية كارنيغي، قوله: “من النادر أن انكسرت سلسلة التوقعات والإهانات والإهانات المتصورة أكبر مما هي عليه الآن”، مضيفاً: “لا توجد هناك ثقة بالمطلق، ولا احترام متبادل”.

قالت الصحيفة إن بن سلمان يسخر في أحاديثه الخاصة من زلات الرئيس الأمريكي، ويشكك في صحته العقلية، ولم يكن معجباً به منذ أن كان نائباً للرئيس أوباما.

وتقول الصحيفة إن قرار أوبك+ تخفيض معدلات إنتاج النفط بمليوني برميل في اليوم، وقبل شهر من الانتخابات النصفية، وتجاهل المناشدات الأمريكية، زاد من عزم الزعيمين لإعادة النظر في العلاقات بين البلدين، وهي علاقة قامت على المصالح الاقتصادية العالمية والجيوسياسية في الشرق الأوسط، واستمرت لحوالي 80 عاماً.

وفاقم الغزو الروسي لأوكرانيا من الوضع، حيث أدت زيادة أسعار النفط لدعم آلة الحرب لفلاديمير بوتين، وقوّضت من جهود الغرب لمعاقبة وعزل موسكو. وتتعامل إدارة بايدن مع الحرب على أنها لحظة حاسمة في التاريخ، وأن على الدول اختيار طرف فيها، وأن قرار تخفيض إنتاج النفط وضع السعودية قريباً من روسيا.

ويقول السعوديون إن هناك فرصة لتأكيد مصالحهم في المناطق التي ليست فيها الولايات المتحدة قوة لا ينازعها أحد. ويقولون إنهم يستطيعون دعم أوكرانيا، والعمل في نفس الوقت مع روسيا في أوبك+.

وعبّر السعوديون عن إحباطهم من استمرار تأطير العلاقة الأمريكية– السعودية عبر منظور النفط والأمن، ويقولون إن القرار الأخير لأوبك+ محاولة لتأكيد مصالحهم، وهو قرار فني لمنع انخفاض أسعار النفط الخام، ويرى الأمير محمد أن ارتفاع أسعار النفط هو الفرصة الأخيرة لاستخدام الموارد المالية من النفط لتحديث المملكة.

 

 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل