المنتخب المغربي يحمل آمال إفريقيا والعرب.. ومدربه يأمل بصناعة التاريخ

الثلاثاء 06 كانون الأول , 2022 12:21 توقيت بيروت رياضة

الثبات ـ رياضة

في مونديال قطر 2022، لم يتبق من المنتخبات العربية والإفريقية سوى منتخب المغرب، وسيلعب اليوم الثلاثاء مباراته ضد إسبانيا، وهي التي ستقرر من سيواصل الرحلة إلى الدور ربع النهائي.

ويحمل المنتخب المغربي على ظهره آمال الكرة العربية والإفريقية، ويؤمن مدربه وليد الركراكي الذي يعمل مع الفريق منذ عدة شهور، أن “أسود الاطلس” يضيفون فصلا جديدا للكرة العربية والإفريقية، وأن كأس العالم بات في متناول اليد.

وأشارت صحيفة “إندبندنت” في تقرير أعده ريتشارد جولي، أن المغرب هو المنتخب الإفريقي الأخير الذي لا يزال واقفا، ولكنه يمثل في أول كأس العالم تنظمه دولة عربية أكثر من هذا. فاللاعبون المغاربة “لا يحملون على أكتافهم آمال القارة الإفريقية فحسب، بل يمثلون الشرق الأوسط وإفريقيا، وهم الطرف الأضعف ضد إسبانيا، لكنهم يحظون بدعم المنطقتين”.

وقال الركراكي: “في السابق، كان المغاربة هم يدعموننا، والآن هناك إفريقيا والعرب، وسنلعب بعقلية الرابح، ونريد رفع العلم المغربي عاليا، الأمة العظيمة لا تزال هنا والأمر يعود لنا كي نعوضها عن التضحيات”.

وبالتأكيد ليست هناك “عقدة نقص” لدى الراكراكي، فهو يقبل الرأي أن إسبانيا هي الفائز المتوقع، ويحترم تاريخها الكروي، لكنه يعتقد أن المستقبل هو في المغرب إن لم يكن في  مكان آخر من إفريقيا.

وأضاف الركراكي: “سنعلب ضد واحدة من أفضل الأمم الكروية في العالم، وهم من المرشحين المفضلين، ولكن لدينا أمر آخر تحت أكمامنا، فلدينا يوم واحد للراحة ونأمل بإخراج مفاجأة من الحقيبة”. وقال: “نخبر هذا لأطفالنا، يجب أن يكون لديكم أحلام.. لم تفز إفريقيا أبدا بكأس العالم، لماذا لا نعطيهم هذا الحلم؟ في غضون 20 أو 30 عاما ربما تفوز المغرب أو السنغال بكأس العالم، وستنظر للوراء وتقول: لقد أخبرتكم”.

قدمت مباريات كأس العالم الحالية مفاجآت إيجابية، منها الفوز المثير لتونس على فرنسا، والكاميرون على البرازيل في الطريق إلى دور الـ16، لكن خروج السنغال في المباراة ضد إنكلترا يعني أن المهمة متعلقة الآن بالمغرب.

واستطاع اللاعبون المغاربة خلق مشاكل لمنافسيهم الأقوى. وواجهوا منتخبين من أكبر المنتخبات التي شاركت في آخر كأس للعالم، تعادلوا مع كرواتيا، وانتصروا على بلجيكا، ليكونوا في قمة المجموعة، كأول منتخب إفريقي منذ عام 1998، ولأول مرة منذ عام 1986 في التصفيات قبل ربع النهائي. وقال الركراكي: “لم نكن في دور الـ16 منذ 36 عاما”.

قبل أربعة أعوام، تقدمت إسبانيا على حساب المغرب في الوقت الإضافي بهدف إياغو أسباس، الذي حرم أسود الأطلس من الفوز. وعلق الركراكي: “نحن لا نبحث عن انتقام أبدا، ولا ننظر لما حدث في الماضي… ليس هذا هو نفس الفريق عام 2018، أو نفس الفريق الإسباني أيضا”.

ومع أن البحر يفصل بين البلدين بثمانية أميال فقط، إلا أن الصلات الكروية بينهما ممتدة أبعد من ذلك. فأحسن لاعب في المنتخب المغربي أشرف حكيمي، ولد في مدريد، وهناك أربعة لاعبين من الفرقة الحالية يمارسون كرة القدم في إسبانيا.

ويقول الركراكي: “أعرف أن هذا منصف في الحب والحرب، وبالنسبة لنا فهذه كرة قدم، وهناك لاعبون من الطرفين يريدون الدفاع عن بلدهم”، و”حتى لو كان لدينا لاعبون ولدوا في إسبانيا، فهم مغاربة”.

وعبّر حارس المرمى المغربي منير المحمدي عن إعجاب بمنافسيه، قائلا: “أحب ثقافة الكرة في إسبانيا” مضيفا أن “فريقهم ومنذ 15 عاما بدأ بممارسة الخط الرفيع في اللعب (حيث يبقى الدفاع قريبا من الوسط عندما تكون الكرة معهم) وكذا تيكا- تاكا (تمريرات قصيرة) وبلاعبين موهوبين في الوسط، فأنت تملك الكرة ولكن لا تتخلى عنها، وتعرف أنها إسبانيا بعيدا عن الاسم”.

ولا يستطيع الفريق المغربي اللعب بهذه الطريقة “امتلكوا الكرة بنسبة 70% واليابان بنسبة 17% وفازوا”. ولاحظ أن اليابان فازت على ألمانيا والسعودية على الأرجنتين بأقل من نسبة امتلاك للكرة، وابتسم قائلا: “يجب علينا ربما النظر إلى نقاط السيطرة على الكرة، ونأمل ألا يعرف الإسبان ما يفعلونه بالسيطرة على الكرة”.

لكن خطة اللعب التي سيطبقها مختلفة، فلدى الفريق المغربي ورقة نظيفة ضد كرواتيا وبلجيكا. ودافع فريقه جيدا ويطمح للأعلى: “طموحي لا حدود له” يقول الركراكي، مضيفا: “الآن لم يتبق من الفرق الإفريقية إلا نحن، وآمل بأن نلعب مباراة جيدة ونصنع التاريخ لبلدي”.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل