الثبات ـ لبنان

يعد الخطاب التّصعيدي لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مساء أمس، أوضحت مصادر مطلعة لصحيفة "الجمهورية"، أن "خطاب جعجع يحتمل تفسيرين: الاول ان الاستحقاق الرئاسي ماض الى مزيد من التعقيد، لأنّ المناخ الاقليمي والدولي ما زال غير مساعد على إنجازه، تحت وطأة انشغالات العواصم المهتمة بملفات اقليمية ودولية تحتل الاولوية لديها قبل الملف اللبناني، وهذا ما يتيح لفريق المعارضة ان يصول ويجول متمسّكاً بمشروعه الرئاسي والسياسي للمرحلة المقبلة؛ في مواجهة مشروع الفريق الآخر".

وأشارت إلى أنّ "التفسير الثاني، هو انه لربما تناهى الى فريق المعارضة ان العواصم الخارجية او بعضها المهتمة بلبنان توصلت الى توافقات معينة حول الملف اللبناني، لا تجري رياحها بما تشتهي سفن المعارضين، فلجأوا الى التصعيد محاولين احباط هذه التفاهمات او تعديلها بما يخدم مصالحهم".

وأكّدت المصادر أنّ "التطورات المرتقبة بدءا من اليوم، وبعد زيارة كل من الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين ووزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان، هي التي ستكشف مدى صحة ايّ من هذين التفسيرين".

زيارة لودريان

ولفتت "الجمهورية"، إلى أنّ "في ظل هذه الاجواء، يتحرّك القائم بأعمال السفارة الفرنسية لدى لبنان هيرفيه ماغر ممهدًا لمهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، ومُنهياً الغموض المحيط بها".

وذكرت مصادر دبلوماسية لـ"الجمهورية"، أنّ "المراجع المختصة أنجزت لائحة طويلة من المواعيد للسفير الجديد مع رؤساء الأحزاب اللبنانية والقيادات الروحية والحزبية، بهدف التعارف، وهو العائد لتوّه من "مؤتمر سفراء فرنسا في العالم" الذي عقد في الإليزيه برئاسة الرئيس إيمانويل ماكرون الإثنين الماضي".

وبيّنت أنّه "كذلك اجرى اتصالات مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا ولودريان، حيث عرض معهما الجديد الذي انتهت اليه اتصالاتهما مع ممثلي "لقاء باريس الخماسي"، تمهيداً لعودته الى بيروت بعدما امضى فيها اياما عدة، قبل اضطراره للعودة الى باريس للمشاركة في مؤتمر السفراء وتمضية أسبوع كامل فيها".

هل انتهت زيارة لودريان قبل أن تبدأ؟

في السّياق، شدّدت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة "الديار"، على أن "سهام جعجع كما عدم حماسة "الثنائي الشيعي" للدور الفرنسي بعد كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عوامل تؤكد ان مهمة لودريان الجديدة انتهت قبل ان تبدأ، ما يرجح ان تكون زيارته المقبلة صورية ولرفع العتب»".

الموفد القطري يواصل حراكه بلا إعلام ويلتقي "تغييريين" و"مستقلّين"

من جهتها، أفادت صحيفة "الديار" بأنّ "بانتظار عودة لودريان، يتحرك الموفد الامني القطري بصمت وبعيداً من الإعلام". وكشفت أوساط نيابية بيروتية لـ"الديار"، أنّ "الموفد القطري يجول على عدد من النواب "التغييريين" و"المستقلين"، ويلتقي بعدد من الشخصيات الحزبية والسياسية التي تشجع على انتخاب قائد الجيش جوزاف عون رئيساً تسووياً للجمهورية".

وأشارت الأوساط إلى أنّ "ابي فهد" وهي الكنية المعروف بها المسؤول القطري في لبنان، التقى ايضاً مقربين من "الثنائي الشيعي"، ويتردد ايضاً انه التقى احد نواب "حزب الله"، موضحةً أنّ "اسباب التكتم على عودة ومغادرة الموفد القطري، واللجوء الى السرية في لقاءاته والتكتم عليها، مرده الى تفضيل قطر لقائد الجيش رئاسياً، ورغبة الدوحة من جهة ثانية بعدم تضارب المسعى القطري التشاوري حتى الساعة مع مبادرة لودريان الحوارية".

وبيّنت أنّ "الموفد القطري سيغادر بيروت خلال يومين او ثلاثة ايام، على ان يعود بعد مغادرة لودريان لبنان بعد 20 ايلول المقبل".

تفاؤل حذر

على صعيد متّصل بالاستحقاق الرئاسي، أكّدت أوساط قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ"الجمهورية"، انه "متفائل بحذر حيال فرصة حصول حوار داخلي حول الاستحقاق الرئاسي، بعد المبادرة التي أطلقها خلال المهرجان في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر".

وركّزت على أنّ "على رغم من رفض بعض القوى المسيحية والسياسية لمبادرة بري، إلا انها تبقى قابلة للنجاح اذا شارك "التيار الوطني الحر" وغالبية نواب الطائفة السنية وجزء من النواب التغييريين في الحوار، علماً ان إشارات إيجابية صدرت عن هؤلاء تعليقاً على طرح رئيس المجلس".

جلستان وزاريتان

على صعيد آخر، لفتت مصادر وزارية لـ"الجمهورية"، إلى أن "الامانة العامة لمجلس الوزراء فرملت التحضيرات الجارية لجلستي مجلس الوزراء لهذا الاسبوع، بعدما كان مقررا ان تنعقد احداهما بعد غد الاربعاء لاستكمال البحث في مشروع قانون الموازنة، والثانية يوم الخميس بجدول أعمال يتضمن مجموعة من البنود الضرورية المالية والادارية".

وأفادت بأنّ "وجود وزيري الاقتصاد أمين سلام والزراعة عباس الحاج حسن بالخارج، أدى الى تعطيل هذه المواعيد المبدئية، فتحولت الفكرة الى احتمال عقد الجلستين قبل ظهر الخميس المقبل، وبعده في انتظار التثبّت من وجود أحدهما في لبنان. فالمقاطعة الحكومية للجلسات تجعل غياب وزير واحد معطلاً للنصاب، فكيف اذا غاب وزيران".