السيد فضل الله: الاستحقاق الرئاسي بعيد المنال ما لم يبادر اللبنانيون إلى القيام بالدور المطلوب منهم

الجمعة 22 أيلول , 2023 01:59 توقيت بيروت لـبـــــــنـان

الثبات ـ لبنان

ألقى السيد علي فضل الله خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، وقال: "البداية من اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة الذي يعقد كل عام في مثل هذه الأيام، والذي بات ملتقى لرؤساء دول العالم وأصحاب القرار فيه ومنصة إعلامية تعبر فيها الدول عن معاناتها وآلامها وما تسعى إليه، ومن خلالها توجه رسائلها أو تحذيراتها إلى الدول الأخرى التي يعنيها الأمر، لكن من دون أن تقوم هذه الجمعية بالدور المطلوب منها والذي لأجله وجدت وهو تعزيز التعاون الدولي والعمل معًا، لحل الأزمات والحد من تفاقم الصراعات التي تحدث بين دول العالم، وهذا يعود إلى هيمنة الدول الكبرى التي تسيطر على مجلس الأمن الذي يمتلك القرار الأساسي على الصعيد الأمني وغير الأمني، وتمنع صدور أي قرار يمس بمصالحها أو يحول دون تحقيق أهدافها في الهيمنة على الدول الضعيفة ونهب ثرواتها والإمساك بقرارها وجعلها بقرة حلوب لها".

ودعا السيد فضل الله "الدول الضعيفة والفقيرة إلى أن تجعل هذا الاجتماع مناسبة لترفع صوتها وتوحد جهودها وتتعاون في ما بينها لمواجهة سياسات الهيمنة، وهي قادرة إن قررت أن تخرج من واقعها وتعيد الاعتبار لمكانتها وتمسك بزمام أمورها". 

وتابع: "أما لبنان الذي رفع صوته في هذا الاجتماع عبر رئيس حكومة تصريف الأعمال محذرًا من مغبة استمرار الواقع اللبناني على حاله من التردي الاقتصادي والسياسي ومطالبًا بمساعدته على معالجة أزماته، فقد رجع مع الأسف خالي الوفاض إن لجهة حل أزمة النزوح السوري التي باتت تثقل كاهل اللبنانيين وتشكل تهديدًا لهم على الصعيدين الاقتصادي والأمني، بعد إعراب الأمين العام للأمم المتحدة عن تقديره لسخاء اللبنانيين في استضافة اللاجئين، وفي ذلك إشارة واضحة إلى بقائهم في لبنان وإلى أجل غير مسمى من دون الأخذ في الاعتبار تبعات ذلك على اللبنانيين، وإلى أن الأمم المتحدة ستستمر في الدور الذي تقوم به تجاههم، فيما لم يصدر عن اللجنة الخماسية التي اجتمعت على هامش اجتماعات الجمعية العمومية أي قرار إيجابي يتصل بمعالجة أزمة الاستحقاق الرئاسي، والذي أشار إلى وجود خلاف بين دولها، ما يجعل هذا الاستحقاق بعيد المنال ما لم يبادر اللبنانيون إلى القيام بالدور المطلوب منهم".

وتوجه السيد فضل الله الى القوى السياسية بالقول: "كفى لعبًا بمصير هذا البلد وعدم المبالاة بمعاناة إنسانه، وكفى تهربًا من التلاقي للتفاهم معًا على إيجاد مخارج للاستعصاء الحاصل على صعيد انتخاب رئيس للجمهورية، والذي أصبح واضحًا أنه لن يحصل إلا بحوار داخلي يمهد السبل لإزالة الحواجز التي تقف عائقًا أمام هذا الاستحقاق".

اجتماعيًا، أشار السيد فضل الله إلى "تفشي ظاهرة الجريمة من داخل المجتمع اللبناني والذي تعود أسبابه للانحدار الاجتماعي وسقوط منظومة القيم عند الكثيرين، إضافة إلى الواقع الاجتماعي الصعب وغياب الدولة"، داعيًا "الدولة والجهات التربوية والإعلامية والدينية إلى تحمل مسؤوليتها لمعالجة هذه الظاهرة ومنع عودتها".

وأكد وجوب "العمل في الوقت نفسه على تطبيق العقوبات الرادعة التي تجعل المجرم يفكر مليًا قبل أن يقدم على ما ينوي القيام به، وإلى جانب ذلك، ثمة ظاهرة أخرى لا تقل خطورة آخذة بالتفاقم، وهي المراهنات التي أخذت تزداد نسبة المشاركين فيها في رهان على تحقيق الكسب والربح السريع والتي أدت وتؤدي إلى تدمير مستقبل عائلات كثيرة وتدفع البعض إلى الانتحار".
 
واستطرد: "نصل إلى فلسطين حيث يستمر الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني في مختلف مناطق الضفة الغربية وغزة، في محاولاته المستمرة لكسر إرادة هذا الشعب والمس المستمر بمقدساته، والتي أدت أخيرًا إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى"، وحيا بطولة الشعب الفلسطيني، مجددًا "الدعوة إلى مساعدته بكل الإمكانات، ومنع العدو من استفراده في خدمة مشروعه التهويدي لفلسطين والقدس".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل