ردّ حزب الله.. ماذا بعد؟ ــ د. ليلى نقولا

الإثنين 26 آب , 2024 11:29 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
تحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن أسباب التأخر في الرد على اغتيال فؤاد شكر، مؤكداً أن الحزب تريث في الردّ لأسباب عدّة، منها إعطاء فرصة للمفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، لكنه أكد أنه لم يبلغ أحد هذا الأمر لكي يستمر الاستنفار "الاسرائيلي" والتعب النفسي والمادي.
وبالتشاور حول طبيعة الردّ، قال السيد نصر الله إن "محور المقاومة" اتخذ القرار بردود منفصلة، حيث يرد كل طرف في الزمان والطريقة اللذين يناسباه، وفنّد السيد نصر الله الضوابط والاهداف التي تمّ وضعها، والتي تمّ تطبيقها بنجاح، وكذّب الرواية "الاسرائيلية" حول الردّ الاستباقي، وأكد أن باستطاعة لبنان أن يرتاح في المرحلة الحالية، مؤكداً بقاء الجبهة مفتوحة لإسناد غزة.
وهكذا، حصل الردّ الذي كان الجميع بانتظاره، وما زال هناك توقّع لردود اخرى من اليمن رداً على القصف "الاسرائيلي" لميناء الحديدة، وإيران رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية في طهران. لكن، ما يُمكن أن يُفهم من خطاب السيد نصرالله، ان محور المقاومة يعطي الأولوية لوقف الحرب على غزة، وبالتالي الجميع معني بفعل ما يستطيع لمساندة الفلسطينيين، والضغط لوقف الابادة الجماعية التي يقوم بها "الاسرائيلي" في غزة، وتقديم التضحيات لتحقيق هذا الهدف.
وفي هذا الاطار، بعد ردّ حزب الله، يمكن أن نتوقع أن يكون المشهد في المنطقة على الشكل التالي:
- تأخير الردّ الايراني، لإتاحة المجال لتقدم المفاوضات حول وقف النار في غزة، مع إبقاء الضغط على المفاوضين وعلى "اسرائيل" بأن فشل المفاوضات قد يعيد الأمور الى سابق عهدها، وقد يدفع إيران الى استهداف "اسرائيل" رداً على اغتيال هنية.
- استكمال الضغط من جبهات لبنان والعراق واليمن، وذلك لدفع "اسرائيل" الى قبول الهدنة، بسبب الخسائر المتراكمة؛ اقتصادياً وعسكرياً، وبسبب الحصار الذي يفرضه اليمنيون على ميناء ايلات، الذي أعلن إفلاسه.
- بالنسبة للمفاوضات: بات الحزب الديمقراطي ومعه الإدارة الأميركية الحالية بحاجة الى هدوء في المنطقة، وإلا تعذّر نجاح كامالا هاريس في الانتخابات، بسبب اعتراض العديد من المجموعات داخل الحزب الديمقراطي على موقف الإدارة من حرب غزة، وبات من مصلحة الأميركيين الضغط على نتنياهو للقبول بالصفقة.
عملياً، يحتاج التقدم بالمفاوضات الى ضغط حقيقي وجدي على نتنياهو، يدفعه للقبول بتقديم تنازلات وعدم وضع شروط إضافية للتوصل الى صفقة، ولا يبدو – لغاية الآن - أنه يتعرض الى هذا المستوى من الضغط الحقيقي.
 لكن، وحتى لو تعرّض نتنياهو لضغوط حقيقة، فإنه سيماطل الى آخر لحظة في قبول المقترحات أو للقبول بصفقة تبادل وهدنة، وذلك لأنه سيستفيد من الوقت للمطالبة بتنازلات إضافية، وللكسب الشعبوي داخل "اسرائيل"، بعدما اظهرت استطلاعات الرأي أن شعبيته تزداد مع الوقت، وأن التأييد داخل المجتمع "الاسرائيلي" للاستمرار بالحرب ما زال قوياً، بالرغم من التظاهرات والخلافات مع المعارضة التي باتت تخسر شعبياً بينما ترتفع أسهم حزب الليكود.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل