أقوال بعض أهل العلم في مولده ــ صلى الله عليه وسلم ــ

الجمعة 06 أيلول , 2024 10:26 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات ــ إسلاميات

قال أبو شامة (شيخ الإمام النووي المتوفى سنة 665ھ): "ومن أحسن ما استُنَّ في زماننا من هذا القبيل ما كان يفعل بمدينة إربل جبرها الله تعالى كل عام في اليوم الموافق ليوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم من الصدقات، والمعروف، وإظهار الزينة والسرور، فإن ذلك مع ما فيه من الإحسان إلى الفقراء مُشعِر بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه وجلالته في قلب فاعله، وشكر الله تعالى على ما منّ به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم وعلى جميع المرسلين".

ويقول ابن الحاج أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري الفاسي المالكي (ت737ھ)، صاحب كتاب المدخل: "... فكان يجب أن يزاد فيه من العبادات والخير شكرا للمولى سبحانه وتعالى على ما أولانا من هذه النعم العظيمة، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يزد فيه على غيره من الشهور شيئا من العبادات، وما ذاك إلا لرحمته عليه السلام بأمته ورفقه بهم، لأنه عليه الصلاة والسلام كان يترك العمل خشية أن يفرض على أمته، رحمة منه بهم، كما وصفه المولى سبحانه وتعالى في كتابه حيث قال: ﴿بالمؤمنين رؤوف رحيم﴾. لكن أشار عليه الصلاة والسلام إلى فضيلة هذا الشهر العظيم بقوله عليه الصلاة والسلام للسائل الذي سأله عن صوم يوم الاثنين، فقال له عليه الصلاة والسلام: ذلك يوم ولدت فيه؛ فتشريف هذا اليوم متضمن لتشريف هذا الشهر الذي ولد فيه. فينبغي أن نحترمه حق الاحترام ونفضله بما فضل الله به الأشهر الفاضلة، وهذا منها".

وذهب شمس الدين السخاوي (ت902ھ) إلى أنه: "لو لم يكن في ذلك إلا إرغام الشيطان وسرور أهل الإيمان من المسلمين لكفى، وإذا كان المسيحيون اتخذوا مولد نبيهم عيدا أكبر، فأهل الإسلام أولى بالتكريم وأجدر".

أما القسطلاني (ت923ھ) فيقول: "ولا زال أهل الإسلام يحتفلون بشهر مولده عليه السلام، ويعملون الولائم، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون السرور، ويزيدون في المبرات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم. ومما جُرِّب من خواصه أنه أمان في ذلك العام، وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام، فرحم الله امرءا اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعيادا".

ورأى أحمد بن زيني دحلان (ت1304ھ) أنه: "من تعظيمه صلى الله عليه وسلم الفرح بليلة ولادته وقراءة المولد، والقيام عند ذكر ولادته صلى الله عليه وسلم، وإطعام الطعام، وغير ذلك مما يعتاد الناس فعله من أنواع البر، فإن ذلك كله من تعظيمه صلى الله عليه وسلم..


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل