اليمن على طريق الانتصار ... الامارات تنسحب! ـ د.نسيب حطيط

الخميس 11 تموز , 2019 10:06 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

يتفكك "الهرم المتوحش: المسمّى تحالف العدوان (السعودية-الامارات-قطر) ومن معهم من مرتزقة وتكفيريين، فبعد الانسحاب القطري منذ عامين من اليمن ،جاء دور الامارات بالفرار من جحيم اليمن المقاوم لتبقى السعودية تائهة في جبال اليمن وصحاريه ويمارس اليمنيون الشجعان هواية الصيد  المركز للمطارات والجنود والقوافل .

انتصارات تموز 2019 اليمنية تحاكي انتصارات تموز2006 اللبنانية ليتحد النصر ويتوزع على جغرافيا المقاومة وساحاتها وسواء انسحب الاماراتيون بأجمعهم من اليمن او بقي بعض منهم او استبدلوا جيشهم بميليشيات تكفيرية او مرتزقة ،فإنه بالمعطى السياسي قد تكرّست الهزيمة والفشل الاماراتي بعد خمسة أعوام من القتل والتوحش ضد الشعب اليمني ومؤسساته وبناه التحتية ،وعرف الاماراتيون الهواة حجمهم الحقيقي الذي لا يستطيع ان يفرض نفسه قوة عظمى واستعمارية في المنطقة خارج حدوده بواسطة الأرصدة المصرفية واموال شراء الذمم .

لاذ الاماراتيون بالفرار قبل وقوع الكارثة ووصول الطائرات اليمنية المسيّرة والصواريخ الباليستية الى أبراج وأسواق الامارات الورقية الضعيفة التي سرعان ما تنهار من الوجبة الأولى للصواريخ والطائرات اليمنية ،حيث يبادر المستثمرون للفرار برؤوس أموالهم واستثماراتهم الى الخارج لتصبح الأبراج خاوية تصفر فيها الريح اليمنية التي تعصف وترد عاصفة الحزم بقوة الحسم وتقتل "النمر الورقي" المنتفخ بالعظمة والغرور .

ان انسحاب القوات الإماراتية التي كانت تتولى معارك الساحل ومدينة "الحديدة" ، يعني كسر "المخلب" الذي حاول اطباق الحصار على الشعب اليمني وحاول السيطرة الكاملة على شاطئ البحر الأحمر وباب المندب لحماية الملاحة البحرية وابعاد التهديد والسيطرة الميدانية للجيش و"انصار الله" والتي انتهت بهزيمة العدوان وفرضت محادثات واتفاقية "استوكهولم" التي لا يزال تحالف العدوان يماطل بتنفيذها بدعم أميركي وتلكؤ دولي ان لم نقل تآمر دولي .

كانت الامارات تمسك بالقسم الجنوبي من اليمن في الساحل وفي مدينة "عدن" ولها الأرجحية على القرار والوجود السعودي ،بينما كانت السعودية تمسك بالقرار السياسي لليمن الجنوبي عبر احتجاز الرئيس المستقيل (هادي عبد السعودية مهزوم) وحكومته التي تمارس عملها من فنادق الإقامة الجبرية بالتزامن مع سيطرة الامارات على القرار الميداني والذي لم ينسجم في اكثر الأوقات مع الرغبة السعودية وظهر الإنقسام والتمايز منذ اكثر من عام حتى وصل بضغط الصمود اليمني الى الفرار الإماراتي من اليمن كما فرّ الجيش الصهيوني من الجنوب اللبناني عام 2000.

المغامرة الإماراتية في اليمن وكذلك في ليبيا ستعرّضان الامارات الى هدف للعواصف السياسية والأمنية والإقتصادية وسيطيح أبناء الأمير "زايد" بكل حكمة "والدهم" نتيجة المراهقة والطموح السياسي غير الواقعي ويمكن ان تلجأ السعودية للثأر من الإمارات نتيجة تخلي الامارات عن مساعدتها وتمهيدا لكي تأخذ السعودية عبر خطة بن سلمان 2030 الاقتصادية والاستثمارية دور الإمارات الاستثماري والسياحي والإقتصادي بالتزامن مع تعديل الفتاوى الدينية الوهابية بما يتلاءم مع الدور الجديد للسعودية واضفاء صفة "الحلال" عن كل "حرام" يمكن ان يدعم الاقتصاد السعودي المنهار نتيجة الابتزاز الأميركي والإستنزاف اليمني بالعمليات العسكرية .

انفرط عنقود تحالف العدوان ،فأنسحبت قطر ثم سقط الرئيس السوداني "عمر البشير"الذي ارسل جنوده بالإيجار ثم انسحبت الامارات ولم يبق الا السعودية التي ستسارع الى القبول بالتفاوض مع انصار الله في اليمن للحد من خسارتها ويمكن ان تنهي الحرب خلال هذا العام او العام المقبل ،وستبادر السعودية الى الحل بما يحفظ ماء وجهها المحترق وكلما طالت الحرب كلما زادت الخسارة السعودية وتراكمت الأرباح اليمنية ..ومهما كان موعد انتهاء الحرب فإن النصر اليمني صار واقعا ملموسا ولا يلزمه سوى الاحتفال به واعلانه بشكل صريح  ...وذلك ليس ببعيد ان شاء الله.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل