لكم المكرمات السعودية .. ولنا كرامة لبنان ـ أمين أبوراشد

الأربعاء 22 نيسان , 2020 09:01 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
 ربما يكون وباء كورونا قد ساوى بين الدول على المستوى الصحي والخسائر البشرية، ليس فقط بين تلك التي تمتلك إقتصادات عُظمى وأخرى نامية فقيرة، بل بين الدول الغنية نفسها طبقاً لقوتها المالية في المواجهة ونوعية نسيجها الإجتماعي، ولا يُمكن مُقارنة أية دولة من مجموعة العشرين    مع الحالة السعودية، لأن تلك الدول يستفيد من دخلها مواطنون أصليون ومواطنون حاصلون على جنسية البلد، بينما ينقسم المجتمع السعودي الى مواطن سارعت السلطة الى التكفُّل براتبه في زمن الكورونا، ووافد التزم منزله ينتظر الفرج وعودة المؤسسات الى العمل.
اللبناني المُهاجر الى كندا بات اقتصادياً مواطن كندي، وما ينسحب على المواطن الكندي من التزامات وحقوق ينسحب عليه، ونحن لا نُطالب المملكة السعودية بأن تُطعِم الوافدين إليها لمواجهة هذه الأزمة التي يعيشها العالم بأسره ولكن، كفاكم حديثاً عن المكرمات السعودية على اللبنانيين، لأننا ننزف العرق والدم في المملكة وسواها من دول الخليج لنعيش بكرامة ولا ننتظر مكرمة من أحد.
نعم، مع انهيار أسعار النفط نتيجة الفائض في المخزون الإحتياطي العالمي، وبلوغ سعر البرميل أدنى مستوياته، من حق المملكة أن تُسارع الى الصرف من الإحتياطي العائلي لمخزون الثروة،  بهدف إرضاء الشعب السعودي وتعزيز بقاء العرش، لكن ماذا استفاد لبنان من مملكة المكرمات لنكون سياسياً مُرتَهنين لإشاراتها ونحن  في أسوأ وضعٍ على المستوى الإقتصادي؟!

كفانا رصداً لتحركات سعد الحريري، غطَّت طائرته في مطار "أبيه" أو غادرت طائرته، خصوصاً متى تزامن ذلك مع زيارة السفيرة الأميركية لوليد جنبلاط وبعده بأيام لسمير جعجع، والشعب اللبناني الذي ينتظر اللقمة، لا هو يتوسَّلها من طائرة سعد الحريري إذا كانت مُحمَّلة بالدولارات أو الريالات، أو كانت حمولتها الخيبة الدائمة التي يتأبطها سعد الحريري كلما ذهب الى الرياض وعاد من الرياض.
المسألة لم تعُد تحتمل نحراً بالدولة اللبنانية، كلما حاولت حكومة الآدمي الدكتور حسان دياب تحقيق إنجاز في ترقيع ما ارتكبت الحكومات الحريرية بحقّ الخارطة البنيوية والإقتصادية والإجتماعية، وربما آن الأوان للقضاء والمؤسسات الرقابية وحتى الأمنية القيام بواجباتها لوقف التحريض الذي انحدر الى أرخص مستوياته من خصوم العهد، الذين باتت سياساتهم أخطر على الوطن من الوباء، لأن الكورونا موسمية بينما هُم باتوا من عمر الدولة اللبنانية التي جعلوا منها مزرعة للسرقة وأكل الحرام، ولم يشبعوا بعد!

نحن لا نُبالغ لو قلنا، أن بعض الشارع اللبناني الذي اعتاد "المكرمات"، يعتبر الرئيس الحريري سُنَّي بسمنة، والرئيس دياب سُنِّي بزيت، ونحن نُفضِّل الزيت اللبناني على السمنة السعودية، وكما رئيس الجمهورية محسوب على كافة اللبنانيين فإننا نطالب بحصتنا من رئيس الحكومة، وهل نطلب المستحيل لو كان لنا خيارنا أن يكون لبنانياً غير مُرتهن سوى للبنان؟

ربما باتت أفضل وسائل الدفاع هي في الهجوم، والأسلوب الراقي الذي تتعاطى فيه حكومة الرئيس دياب بكل وزرائها لم يعُد كافياً لإسكات من اعتادوا ممارسة السياسة بأدنى مستوياتها، وما على المُراهنين على "الثورة السيَّارة" و"الثوار المُسيَّرين" سوى إعادة حساباتهم لأن الناس لم تعُد مستعدة للهُتاف لقاء بون بنزين فيما المعدة اللبنانية الخاوية تبحث عن لقمة كرامة...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل