"كورونا" .. تجعل أسواق النفط عليلة ـ أحمد شحادة

الأربعاء 22 نيسان , 2020 11:37 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

كشفت جائحة كورونا ، مدى هشاشة الوضع الاقتصادي العالمي  الذي تمسك الولايات المتحدة برقابه من خلال إمساكها بانبوبي المال (الدولار)، والنفط الذي تحاول ان تمسك به من منبعه وفي جريانه ،حتى مصبه ، ولهذا ارتفعت وتيرة عدوانيتها على العالم مع بدء الالفية الثالثة، فكانت سلسلة غزواتها في أفغانستان والعراق ووجودها العسكري في سورية في مناطق النفط ،سواء من خلال القوى الكردية المرتبطة باليانكي اومن خلال تنسيقها سرا او علنا مع المجموعات الإرهابية ، إضافة الى ضغوطها على السعودية والدول الخليجية النفطية لزيادة انتاجها اليومي ما جعل الأسعار العالمية تهبط بشكل مريع من نحو مئة دولار للبرميل الى اقل من20 دولارا ،وصولا الى اميركا اللاتينية فكانت حربها على البرازيل ، وزرع زبانيتها في السلطة في انقلاب "ديموقراطي" و"قضائي" مشبوهين ، إضافة الى الانقلاب الذي دبرته واشنطن في بوليفيا ومحاولاتها المستمرة للإطاحة بالسلطة الاشتراكية في فنزويلا احدى اكبر الدول المنتجة للنفط .

 بشكل عام ،بعد حالة التذبذب التي شهدتها أسعار النفط على مدار شهر آذار الماضي والانخفاض الذى شهدته الأسعار بالوصول إلى 20 دولارا للبرميل، وانهيار أسواق النفط بسبب انخفاض الطلب وكثرة المعروض، جاء اجتماع تحالف أوبك بلس والاتفاق على خفض إنتاج النفط لدعم الأسعار في ظل جائحة كورونا بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا في أيار وحزيران ، لمواجهة الفائض في الإمدادات الناجم عن أزمة فيروس كورونا، ولكن مع تهاوى أسعار النفط اليوم بالوصول إلى نحو دولار للبرميل والوصول إلى هذا السعر والذى يعد تاريخيا في أسعار النفط فإنه بذلك يثبت عدم فاعلية هذا الاتفاق في إعادة التوازن إلى أسواق النفط.

وجاء تهاوى أسعار النفط اليوم كنتيجة لمخاوف المستثمرين من عدم وجود أماكن لتخزين الخام إلى الدرجة التي يمكن أن يضطر معها المنتجون الأميركيون إلى دفع أموال للعملاء نظير شراء الخام للتخفيف من تخمة المعروض وتوفير مواقع التخزين.

لقد هوت عقود الخام  الاميركي الآجلة بنسبة 94%، حيث بلغت مستوى 1.04 دولار للبرميل ويعود هذا المستوى الذى سجله الخام الأميركي "غرب تكساس الوسيط" الأدنى في التاريخ، وعزا خبراء هذا الهبوط لتراجع الطلب على الخام بسبب انتشار فيروس كورونا، وامتلأ مستودعات النفط الأميركية .

  وأمام جائحة "كورونا"،كان التراجع في الاستهلاك العالمي للطاقة ، أولا: بسبب تقييد حركة الناس ، بحيث تفيد المعطيات ان اكثر من 60 يالمئة من البشرية لا يخرجون من بيوتهم منذ أواخر شهر اذار .

ثانيا :توقف المعامل والمصانع وكل المؤسسات التي تعتمد على النفط في عملها او لتسيير الياتها ،عن العمل تماما وإن كانت بعض المؤشرات تشير إلى ان الإستهلاك تراجع الى اكثر من 70 بالمئة .

ثالثا : ان التراجع الكبير الذي يحدث للمرة الأولى منذ اكتشاف الذهب الأسود لم برافقه تراجع في الإنتاج العالمي ، رغم الاتفاق المتأخر بين السعودية وروسيا بتخفيض الإنتاج بين عشرة وعشرة ملايين برميل يوميا ،فكانت الأسواق مشبعة بالنفط فيما الخزانات ممتلئة ولم بعد هناك اي إمكانية للتخزين ،بينما ناقلات النفط العملاقة تجوب المحيطات والبحار تفتش عن خزانات وامكنة لتفريغ حمولاتها ،وبهذا باتت مسألة تصريف النفط في شهر نيسان  لتلبية عقود شهر أيار مشكلة كبرى  للدول ، وخصوصا للولايات المتحدة ،ما أدى إلى الهبوط السريع والمريع للأسعار بشكل جعل سعر البرميل في اميركا خلا ساعات قليلة أقل من دولار .

أخيرا ، يبقى السؤال هل سيبقى الانهيار في الأسعار خلال شهر حزيران ،وبالتالي سيتفاقم التدهور انتاجا وتصديرا وتسويقا خلال شهر أيار ؟.

الامر مبدئيا مرتبط بمدى إمكانية التوصل الى علاج حاسم لوباء كورونا ،الذي يمكن  به إعادة الحركة في العالم وعودة المعامل والمصانع والمؤسسات وحركة النقل الى سابق عهدها ..فلننتظر! .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل