إعادة تحريك الإرهاب .. وصيغة المكافحة الناجحة ـ يونس عودة

الثلاثاء 12 أيار , 2020 11:12 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

ليس مفاجئا ان تعمد الولايات المتحدة الى عرقلة قرار كان يفترض ان يصدر عن مجلس الامن لوقف الاعمال العدائية في المناطق التي تشهد صراعات دامية , في ذروة انشغال العالم كله بجائحة كورونا والبحث عن علاجات تخفف المآسي البشرية ,وهذا الامر ان دلّ على شيئ فهو الادانة الكاملة لواشنطن ولسياستها, وبالتالي هو اعتراف واضح وصريح بانها الطرف الاكثر حضورا وفاعلية في تحريك التوترات وهز الاستقرار ,وتمويل الارهاب ورعايته , واتهام الاخرين بذلك ,باستخدام شبكات التضليل الرسمية , وتجنيد شبكات اعلامية واسعة لذلك .

ان عودة بث الحياة بتظيم "داعش" على المستوى الميداني سواء في العراق , او سورية , وعلى حدود البلدين , لا بل في المنطقة كلها ليس منفصلا عن جوهر السياسة والاداء الاميركيين , فقد عادت التفجيرات في العراق بطريقة لافتة ,بعد اتخاذ العراقيين قرارا على المستوى الحكومي والبرلماني , وبالتأكيد على المستوى الشعبي بالاستغناء عن الوجود العسكري في بلادهم , ما دفع القيادة العراقية الى اتخاذ قرار بالقيام بحملة امنية عسكرية واسعة نجحت حتى الان في القبض على قيادات وازنة في التنظيم الارهابي , بينما التقطت مشاهد لطائرات اميركية تنزل عبر المظلات أسلحة وذخائر ومواد تموينية للارهابيين , وكذلك نقل ارهابيين الى مناطق الاشتباك , هذا مع حملة استهداف وتحريض للقوى المطالبة برحيل الأميركيين عن ارض العراق ولاسيما الفصائل المقاومة والحشد الشعبي الذين يواصلون قتال الارهابيين وعلى رأسهم "داعش" .

والغريب في الامر اعادة تحريك الشارع العراقي بعنف رغم الاجراءات الضرورية في التصدي ومكافحة الفيروس القاتل "كوفيد 19"

ما جرى ويجري في العراق , عادت بموازاته ,الاغتيالات وعمليات الخطف ومحاولات قتل رجال القانون والامن والشرطة في سورية ولاسيما في المنطقة الجنوبية ,فضلا عن استهداف مواقع الجيش في شمال شرق سوريا,وتصعيد "داعش" للعمليات في الرقة ودير الزور , مع مواكبة اسرائيل لها بشن غارات على الاراضي السورية كمؤازرة للارهابيين , والاشارة الى ان ظهير الارهاب لا يزال حاضرا عند الحاجة , وما تقتضيه العملية, من منع عودة الحياة الطبيعية الى كل الربوع السورية, وكل هذا دون ان نستثني الكارثة في مخيم الركبان , حيث تواصل واشنطن تمكين الارهابيين من اللاجئين فيه, ومنع الاهالي من العودة الى ديارهم حيث الدولة , اضافة الى تدفيعهم اتاوات والحجر على المساعدات الطبية وغيرها من المستلزمات الضرورية.

والواقع ان لبنان ,اعيد الى خارطة الاستهداف الامني الى جانب السياسي , فالى جانب ارتفاع منسوب الاستفزاز الاسرائيلي برا وجوا , كشفت تقارير عن تسلل عشرات الارهابيين الذين شاركوا في الحرب على الاراضي السورية الى منطقة الشمال , وجزء من هؤلاء انتقلوا باوامر تركية بالتنسيق مع قيادات محلية شمالية كحاصنة سياسية , وتقول معلومات ان المخابرات التركية خيرت هؤلاء بين العودة الى الشمال لاعادة تنشيط عملهم , وايقاظ الخلايا النائمة "غب الطلب" او الذهاب الى ليبيا للقتال الى جانب حكومة طرابلس برئاسة فايز السراج.

يبدو الرهان على لبنان مطروح بقوة كورقة لاحقة يجري التحضير لها في ظل التدهور الاقتصادي والمالي بادارة المحليين من اتباع الاميركيين انتقاما من افتضاح عدم ولاءاتهم الوطنية,وتقلص نفوذهم , وسط تجريد حملة على المقاومة التي كافحت وتكافح الارهاب, وفي هذا السياق تمكنت وحدة من المقاومة من القبض على مجموعة ارهابية كانت تسعى للتسلل الى الشمال من الاراضي السورية , تبين ان وجهتها مدينة طرابلس .

كل ذلك يشي بان الفترة المقبلة ستكون ساخنة على صعيد المنطقة ككل, وضمنا تعاظم الضغط الاميركي عبر الابتزاز والعقوبات كوجهين اخرين للارهاب، الى جانب الوجه الامني العنيف ,سيما مع التحديات التي فرضها فيروس كورونا المستجد ولا سيما ازدياد الحاجة لتأمين السلة الغذائية للمواطنين , اضافة الى وسائل الوقاية والعلاج , وهذا ما يستدعي ضروروة ايجاد صيغة تعاون اقليمي ودولي لمكافحة الارهاب وفي مقدمة ذلك الارهاب الامني العسكري , لا سيما من القوى والدول المستهدفة بالارهاب , وقد اثبتت التجربة السورية إمكانية كبرى للنجاح , من خلال التعاون السوري - الروسي - الايراني ,وفصائل المقاومة, وهذه التجربة يمكن ان تتوسع اكثر مع استخلاص العبر من الاوطان التي ستبقى شوكة في عين الارهاب والغرب .وربما الوقت مناسب اكثر من السابق بكثير، مع محاولات التضليل والاكاذيب الواسعة لتشويه دور روسيا في حربها الوطنية العظمى , المسماة الحرب العالمية الثانية , رغم ان روسيا كانت المستهدف الرئيسي من النازية الهتلرية ,والجيش الاحمر هو من حرر كل اوروبا الشرقية وساند قوات الانصار المحلية ( المقاومة الشعبية) وهو من رفع الراية على البوندستاغ الهتلري في برلين , واليوم تسعى واشنطن ومعها بريطانيا الى تشويه التاريخ تماما مثل ادعاء دونالد ترامب ان قواته هي من قضت على "داعش" في سورية والعراق، مع ان بلاده هي الحاضنة الاساسية للتنظيم الارهابي ,وتحاول اغتصاب الانتصار على النازية , بطمس دور الجيش السوفياتي وعماده الجيش والشعب الروسي ,والتضحيات الجبارة التي قدمها الجيش الأحمر والشعب السوفييتي من أجل البشرية".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل