حزب الله يحذّر: أنا صاحب المبادرة في الشارع كما في الميدان .. وأنا من أختار توقيت المعركة ـ حسان الحسن

السبت 13 حزيران , 2020 10:34 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

"المقاومة حاضرة" ..  كما في ميادين القتال، كذلك في الحرب الإقتصادية، خصوصاً في شأن إرتداداتها الاجتماعية، تحديداً محاولة الولايات المتحدة، تأليب الرأي العام اللبناني، على المقاومة، من خلال محاولة تحميلها مسؤولية "عربدة الحكومات المتعاقبة" والإدرارات الفاسدة التابعة لها، منذ نحو ثلاثين عاماً، التي أوصلت البلاد الى حدٍ لامس فيه نصف الشعب مرحلة الجوع الفعلي، ما ينذر بعواقب وخيمة، كتعميم الفوضى العارمة، وإنتشار الجرائم المختلفة، كالسرقة، والتشليح، والقتل أيضاً.  كل ذلك بهدف الضغط على هذه المقاومة لدفعها الى تقديم تنازلات في الثوابت الوطنية، (نزع السلاح، توطين الفلسطنيين في لبنان، التغاضي عن سرقة النفط اللبناني)،  فجاء رد المقاومة على المحرك الفعلي لهذه الاضطرابات، والمسؤول الأساس عن إرتفاع سعر الدولار الأميركي، مقابل هبوط قيمة الليرة اللبنانية، وهي واشنطن، بحسب تأكيد النائب في كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله، الذي إتهم الأولى بالضلوع في عمليّة التلاعب بسعر الصرف، لدفع الشارع اللبناني نحو الفوضى، عبر تنفيذ الصف الرابع في المقاومة مناورة خفيفة جداً، في بعض شوارع بيروت في الأيام القليلة الفائتة، بعد إنخراط جمهورها مع المحتجين على الأوضاع المعيشية، متخطين كل الحواجز والشعارات المذهبية، التي وضعتها ورفعتها بعض الجهات الداخلية، "كالمطالبة بنزع السلاح "، لحرف الحراك الشعبي، عن مساره الصحيح، ومطالبه المحقة، على حد تعبير مصادر سياسية عليمة.

وتعتبر أن "الحزب" وجه بذلك رسالة مباشرة لواشنطن من خلال هذه "المناورة" مفادها: "أنه هو، أي حزب الله، من يقرر التوقيت المناسب، للتحرك في الشارع، كما كان الحال في الميدان، ولايزال". وتنصح المصادر بأن لا تحاول أي جهةٍ خارجية وداخلية "اللعب مع حزب الله" في الشارع، لأن الحزب هو من يتقنها تماما، بدليل نجاحه الى جانب حلفائه، بتنظيم تحركات شعبية لم يشهدها لبنان، رداً على إستئثار حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الأولى في السلطة في العام 2007، بحسب  ما نشرت مختلف وسائل الإعلام العالمية العريقة في حينه.

إنطلاقاً من هنا، تحذر المصادر جميع الأطراف المعنيين، سواء في الحكومة، أو خارجها، من محاولة الالتفاف على المقاومة، ودورها في لبنان والمنطقة، تارةً بذريعة إقفال طرق التهريب بين لبنان وسورية، وطوراً بذريعة ترسيم الحدود بين البلدين، وإمكان نشر قوات دولية عليها، وذلك في سبيل التماهي مع العقوبات الأميركية، التي تستهدف الجارة الأقرب والمقاومة في لبنان في آنٍ معاً. وحيناً  آخرمن خلال إتهامها، بالتسبب بتدهور الحالين الاقتصادي والمعيشي الراهنين. عندها قد تضطر المقاومة الى قلب الطاولة على الجميع، لتؤكد "أن حزب الله صاحب المبادرة في الشارع كما في الميدان"، ودائماً بحسب المصادر عينها.

ولاتستبعد المصادر إمكان تصاعد الحركة الشعبية وتدحرجها في الشارع، الى حد تطويق منازل المسؤولين المعنيين المباشرين، عن الحصار المالي المفروض على الشعب اللبناني، في حال إستمرت "لعبة الضغط على هذا الشعب، من خلال تجفيف الدولار من السوق اللبنانية، وسواها من مختلف أشكال الضغوط الاقتصادية، والجيش لن يقف ضد إرادة شعبه"، برأي المصادر.

بناءً على ما تقدم، يعتبر مرجع سياسي قريب من المقاومة ودمشق، أن "هامش المناورة"، التي إعتاد بعض الساسة اللبنانيين، اللعب فيه، من خلال إطلاق المواقف المموهة، وحمالة الأوجه، في التعاطي مع القضايا المصيرية . قد إنتهى ولم يعد موجوداً، لذا على مختلف القوى، خصوصاً المكونات الأساسية لحكومة الرئيس حسان دياب، تحديد مواقفها من الحرب على محور المقاومة بوضوح، وبشكلٍ لا إلتباس فيه، محذراً من إنخراط بعض هذه المكونات في هذه الحرب. عندها، قد ينزل جمهور المقاومة الى الشارع، ولا يتركه الاَّ عند تحقيق مبتغاه، أي أخذ المبادرة في الشارع والسيطرة عليه، بالتالي نجاح حزب الله في فصل لبنان، عن الملفات العالقة في المنطقة، وتفويت الفرصة على واشنطن بإمكان وضعه على أي طاولة مفاوضات بين المحاور الكبرى المتحاربة في المنطقة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل