إميل لحود .. الغائب الأكثر حضوراً في بعبدا ـ أمين أبو راشد

الأربعاء 24 حزيران , 2020 08:26 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
برسالة مقتضبة راقية، اعتذر الرئيس إميل لحود عن تلبية الدعوة الى اللقاء الوطني في بعبدا، مبدياً استعداده للقاء فخامة الرئيس عون في أي وقت، لكن الرجل صادقٌ مع نفسه ومع مبادئه وقال أنه ليس على استعداد للجلوس مع الذين أوصلوا البلاد الى ما هي عليه اليوم.
وبصرف النظر عن جدوى لقاء وطني واحتمالات تأجيله، وبعد أن اعتكف "نادي رؤساء الحكومات السابقين" عن حضوره في بيانٍ تلاه فؤاد السنيورة يتضمَّن رفض الدعوة، ثبُتَ لنا، أن الرئيس لحود ملتزمٌ من دون قصد أهم مبدأ في كتاب "الإبراء المستحيل" - الذي وضعته الحسابات السياسية على الرفّ لإستيلاد تسوية رئاسية - لأن لحود يرى عدم جدوى التعويل على جماعات ليس فيها من الأوادم والوطنيين أكثر من عدد أصابع اليد الواحدة من خلال تجاربه المريرة معها، سيما وأن مناقبية وأخلاق الرئيس سليم الحص هي النموذج الذي يعتمده لحود في تقييم الطبقة السياسية، فكيف إذا كانت تنتمي الى نادي المرتكبين بحق الوطن والمواطن؟
إميل لحود تاريخ  من المعاناة والمواجهة، مع جماعات المحاصصات والتفكير المزارعي الذي يحكُم الأداء السياسي في لبنان، و"نادي رؤساء الحكومات" هو عيِّنة منها، وإميل لحود لا ينتمي الى "نادي رؤساء الجمهورية" لأنه لا يُشبه أمين الجميل وميشال سليمان، بل هو الرئيس المقاوم الذي حَكَم بِكِبر وغادر الحكم كبيراً ونزَّه نفسه عن السياسة الزاروبية الضيقة ليبقى رمزاً وطنياً نظيفاً.
قد يقول قائل، أن الرئيس عون وجد نفسه مُلزماً بشروط التسوية الرئاسية، سيما وأن كتاب "الإبراء المستحيل" تمَّت إحالته الى المراجع القضائية والرقابية، وردَّ عليه تيار المستقبل بكتاب خطَّه فؤاد السنيورة بعنوان "الإفتراء في كتاب الإبراء" ولكن، ثلاث سنوات ونصف من عهد الرئيس عون كافية لأن نستنتج نهائياً، أن لقاء بعبدا إن حصل فهو فولكلوري، وكيف يُدعى الى لقاء لضبط الوضع الأمني وتقييم الوضع المالي والإقتصادي، أولئك الذين يستخدمون الأمن والمال والإقتصاد لمحاربة ميشال عون وحلفائه، ويحاربون حسان دياب بأسنانهم لأنه طارىء على نادي من يعتبرون أنفسهم يُمثِّلون الشارع السُنّي ويُمثِّلون على السُنَّة قبل سواهم دور المظلومين، خصوصاً أن لقاء بعبدا لن يكون مقدِّمة لتشكيل حكومة تكاذب بإسم الوحدة الوطنية تُعيد أحد وجوههم الى السراي؟!
كفى، كفى مُهادنة والأمن هشّ، والقضاء يسكن بيت سلحفاة، والناس جياع ليس الى الخبز وحده بل الى الأمل بالبقاء ولو جياع..
كفى نُراهن داخلياً على ضمير مواطن أمعاؤه خاوية، وعلى صرَّافٍ أو مصرفٍ، أو حاكم مدينٌ بمصالحه لطبقة حيتان المال، ويلتقي - كما الفاتح على حسابه - السفير السعودي.
كفى ننتظر كما القاصرين أن تشحن لنا أميركا الدولارات، في زمن قانون قيصر الذي سوف يقصِم ظهورنا..
وتسألون ما الحل؟..الحل داخلياً، يستوجب عدم مهادنة مافيات المال والسياسة، ونفض الغبار عن كتاب "الإبراء المستحيل" عبر قضاءٍ يقضي ويرمي رؤوساً كبيرة في السجون، والتوقُّف ما أمكن عن "دولرة" الإقتصاد والتوجُّه الى أسواق مُنافسة للغرب، والحلُّ خارجياً يكمُن بعدم انتظارالمَن والسلوى لا من دول الخليج ولا من أميركا، ونذكُر الرئيس لحود بالخير عندما أقفل الخط بوجه مادلين أولبرايت، وترك كونداليزا رايس وحيدة في مكتبه بعد أن لقَّنها درساً في الكرامة اللبنانية وغادر دون استئذانها..


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل