"تركيا ـ روسيا" .. من سورية الى ليبيا: مؤشرات خطيرة ـ يونس عودة

الثلاثاء 25 آب , 2020 08:45 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

عشية انعقاد  اجتماع اللجنة الدستورية المصغرة في جنيف , سجلت التطورات السورية احداثا لافتة تعتبر مؤشرات هامة, سوف يكون لها انعكاسات على الاداء بين روسيا وتركيا والتعاون بينهما سواء في سورية او ليبيا,وابرز تلك المؤشرات:

-  اغتيال الجنرال الروسي فياتيسلاف غلادكيخ, بعد قيام تركيا بإنشاء غرفة عمليات "درع السلام" لتنسيق جميع العمليات العسكرية في سورية.مع تكرار تركيا معزوفة ان قواتها ستبقى في سورية ,رغم وعود الرئيس التركي تكرارا للرئيس الروسي ، بأنه لا ينوي تقسيم سورية. بموازاة دفع قوات "تعزيزية" لاحتلالها لمحافظة إدلب الشمالية.وهذا الامر إعاد تزخيم الاستطلاع من جانب الجيش العربي السوري كي يشن هجوما واسع النطاق على إدلب، من أجل تطهير المنطقة من المسلحين. ولا يستبعد أن يدعم الطيران الروسي القوات المتقدمة بعد ان اعطيت انقرة فرصا ثمينة من الجانب الروسي بالتنسيق مع سورية لمعالجة وضع المسلحين العاملين تحت الرايات التركية ولا سيما جبهة النصرة الارهابية ,ويمكن ان يشكل الهجوم السوري المنتظر ضربة موجعة لتركيا ,ما يمكن ان تصطدم قواتها مباشرة مع القوات السورية , وربما الروسية اذا حاولت عرقلة أي نشاط هذا الأمر، ولا مفر من اشتباكات جديدة مع العسكريين الروس

- تهريب 1800 مواطن سوري، أغلبهم من الشباب، تمت عملية تهريبهم في الساعات الأخيرة من جنوب سورية إلى شمالها تمهيدا لنقلهم إلى دول أخرى عن طريق تركيا.والارجح الى ليبيا .

- الزيارات المتلاحقة لوزير الدفاع التركي اكار خلوصي الى ليبيا على رأس وفد عسكري كبير من ضمنه رئيس الاركان ومدير المخابرات

- مشاركة تركيا بزخم في المناورات العسكرية التي نسقتها اذربيجان في ذروة اصطدامها مع ارمينيا وعشية المناورات العسكرية الاستراتيجية الروسية "القوقاز -2020", ما يعني ان تركيا تحاول ابتزاز روسيا التي تعمل على اصلاح الوضع بين اذربيجان وارمينيا ,من خلال تحريض اذربيجان على ارمينيا .

- عودة احتدام الوضع في ليبيا الذي اججته تركيا انسجاما مع احلام اردوغان لتكوين قاعدة عسكرية ناشطة تكون مركز استفزاز لمصر واليونان معا , رغم محاولة روسيا احتواء الوضع وصولا الى اعلان  المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين:اننا "توصلنا للتو لاتفاق مع روسيا على العمل في سبيل وقف لإطلاق النار في ليبيا يكون مستداما ويُعتد به"، بعد ان كادت الامور تصل الى صدام ميداني حقيقي مدمر بين تركيا التي تفاخرت بان تدخلها العسكري في ليبيا قلب الاوضاع لصالح حكومة فايز السراج ,وقد تعرض الجنود الأتراك عدة مرات لضربات شديدة، وتم تدمير منظومة "هوك" تركية للدفاع الجوي، وإسقاط العديد من الطائرات المسيرة, وبين مصر التي تدعم الجنرال خليفة حفتر والاعلان عن نيتها مباشرة وعبر مناورات عسكرية متتالية استعدادها لارسال قوات لمنع تركيا من الاستيلاء على سرت والجفرة ,ما جعل خطر حدوث مواجهة عسكرية بين مصر وتركيا على الأراضي الليبية امرا محتوما,رغم ان الحرب بين تركيا ومصر قائمة الآن، تحت قناع الحرب بين حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي، إنما في نطاق محدود للغاية.

لقد تمكنت روسيا من تهدئة الامور بين طرفي االصراع في ليبيا وصولا الى اعلان السراج, وقفا للنار , رحب به مجلس بنغازي , لكن الوضع على الارض لم يتغيير الامر الذي دفع فريق حفتر للتشكيك بنوايا الطرف المدعوم من تركيا، حيث قال المتحدث باسم "الجيش الوطني الليبي"، اللواء أحمد المسماري، أن مبادرة السلطات في طرابلس لوقف إطلاق النار تضليل للرأي العام،وإن حكومة الوفاق وتركيا قررتا شن هجوم على سرت.واعتبر أن التحرك العسكري الأخير يؤكد أن "المخطط أكبر من حكومة الوفاق" التي وقعت وقف إطلاق النار، وقال إن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، اجتمع اليوم بقيادات من سلطات طرابلس حيث "اتخذوا قرارا لشن هجوم على سرت".

طالما يعمد اردوغان بالهروب الى الامام من الوضع الداخلي المأزوم , وإثارة زوابع عن استعادة مجد السلطنة العثمانية من خلال اثارة المشكلات مع كل المحيط , سواء في مطامعه في ادلب السورية , والتي لم يتوان عن اعتبارها كاحدى المحافظات التركية , او بالاعتداءات المتكررة على الاراضي العراقية بحجة ضرب حزب العمال الكردستاني , واستفزاز اليونان وقبرص بذريعة البحث عن النفط والغاز في البحار المشاطئة للدول الثلاث , ماجعل البحر الابيض المتوسط وبحر ايجه مسرحا للتوترات , من اجل اللعب على الحبال بين روسيا والاطلسي من خلال ابتزاز الجميع .ومحاولة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي , وهو ما يستسيغه الرئيس الاميركي دونالد ترامب رغم ممانعة الاوروبيين لأن مواصفات الانضمام غير متوافرة في تركيا , وهدف ترامب زعزعة العلاقة بين تركيا وروسيا بعد ان اثبت التاريخ , بما فيه من عداء تركي - روسي  أن التعاون بين روسيا وتركيا دائما كان في مصلحة البلدين، بينما المواجهة أضعفتهما معا، لمصلحة الغرب. وفي الوقت نفسه، فإن الصداقة والتعاون الوثيق بينهما طالما أرعبا الغرب.ولكن الان هناك منعطفات امام روسيا ,تجعل صبرها على اردوغان على شقير النفاذ.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل