فرنسا ...واعادة تشكيل الكيان في المئوية الأولى ـ د. نسيب حطيط

السبت 29 آب , 2020 11:51 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

يعود الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان للإحتفال بالمولود الفرنسي (لبنان الكبير) في ذكراه المئوية مع تحذيره من نشوب "حرب أهلية" في لبنان، حال تركه بأيدي "قوى إقليمية فاسدة"، دون تسميتها.!

ان عودة الرئيس الفرنسي خلال اقل من شهر وكان لبنان مقاطعة فرنسية يتصرف بها كما يشاء ويضع الشروط ويحدد العناوين السياسية ويضع الفيتو "دون ان يستنكر احد ويتهمه بالتدخل الخارجي وتنساق القوى السياسية للاجتماع به طوعا (دون التذرع بالتهديدات الأمنية المزعومة) وتسمع وتطرح مطالبها عليه لتحقيقها وكـأنه رئيس الجمهورية اللبنانية .!

ان ما يثير الإستغراب والدهشة هو التحذير من حرب أهلية جديدة في لبنان دون توضيح المعلومات ..او من هي الأطراف التي ستتقاتل ..ومن سيشعل الحرب الاهلية ويمولها ..وضد من ؟

اذا كانت الحرب الأهلية عام 1975 اشعلها اليمين المسيحي من ميليشيا الكتائب والوطنيين الاحرار بالتحالف مع العدو الإسرائيلي وبعض العرب .. واشراف أميركي لتهحير المسيحيين والقضاء على المقاومة الفلسطينية المسلحة وتنفيذ التوطين ...فهل سيتم اشعال الحرب الأهلية ضد المقاومة وبنفس الأدوات يضاف اليهم النازحين السوريين والجماعات التكفيرية؟

والأسوأ ان احد اهداف الحرب الأهلية الفرنسية منع سقوط او ترك لبنان "[بأيدي دول إقليمية فاسدة" فمن هي هذه الدول الإقليمية الفاسدة ...وبطبيعة الحال وفق دراسة تحالفات فرنسا الإقليمية فهو لن يقصد السعودية وإسرائيل والخليج بطبيعة الحال ..!

والأكثر استغرابا انه نصّب نفسه قاضيا لتوصيف الدول بين فاسدة وغير فاسدة وهو الذي ينوء تحت اوزار تاريخ استعماري فاسد ولبنان كان احد ضحاياه ومتاحف الجماجم للشهداء الجزائريين شاهد على ذلك .

التدخل الفرنسي كاسحة الغام سياسية أميركية وفرقة استطلاع لإعادة تشكيل لبنان الجديد وفق المصالح الأميركية – الغربية – الإسرائيلية والتي لا يمكن ان تتحقق الا بالقضاء على قوى المقاومة والسيادية التي تعارض صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية وتعارض التطبيع والحدود المفتوحة مع الكيان الصهيوني ..ولذا لا بد من تأديبها او تدجينها او اعدامها عبر الفتنة الداخلية والحرب الأهلية بعد العجز عن هزيمتها مباشرة عير الحروب الاسرائيلية المباشرة .

ان اول خطوة انقلابية كانت باسقاط الحكومة التي سيتلوها تشكيل حكومة موالية للمشروع الغربي لقيادة عملية التأسيس الجديدة للكيان اللبناني المحايد او المنحاز الى مشروع "صفقة القرن" بالتلازم مع الحصار والتجويع وانهيار العملة والفتن الداخلية المتنقلة لإقلاق المقاومة وتشتيت قوتها واشغالها والضغط عليها للاستسلام للشروط وتهدئة الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية  وذلك لضمان سلامة ووجود الكيان الصهيوني ولذا تم منع النازحين السوريين من العودة الى سوريا ومناطقهم الأمنة لاستغلالهم في الحرب الأهلية العسكرية وكانت معارك خلدة المناورة الأولى بالذخير الحية ضد المقاومة عبر مشاركة السوريين بالقتال!

هذا هم المخطط الغربي بلغاته الفرنسية والإنكليزية والعربية الخليجية وربما باللهجة المصرية والاردنية أيضا

وقد بدأ تنفيذه ميدانيا منذ اشهر وسيزداد سخونة وتصعيدا ولكن لا يعني انه سينجح ..لأن من افشل كل الحروب والإجتياحات والفتن قادر على ان يفشل هذا المخطط رغم صعوبته والأثمان التي سندفعها والجبهات المتعددة التي ستتم الواجهة عليها .

على قوى المقاومة والدفاع عن لبنان العربي المستقل ان تتحد وتصمد وحتى تربح هذه الحرب التي ستثبت كل الانتصارات والإنجازات وان تم خسارتها سنعود كما بدانا عام 1943 بل و أسوأ من ذلك ..!

لبنان الجديد لن يصنعه او يرسمه الاستعمار الغربي بل سيصنعه الذين حرّروا ارضه وصانوا سلمه الأهلي لا العملاء متعددي الولاءات ...وما النصر الا صبر ساعة!


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل