التدحرج العربي إلى الهاوية والقلة المنتصرة ـ يونس عودة

الثلاثاء 27 تشرين الأول , 2020 11:06 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

تتدحرج كرة اتفاقات تطبيع العلاقات بين انظمة عربية متهالكة شعبيا ووطنيا وقوميا واخلاقيا, و الكيان المغتصب لفلسطين, واجزاء من دول عربية اخرى , برعاية اميركية وابوية غير مسبوقة , حتى في تاريخ القبائل والعشائر , تمنح دولة الاحتلال الخاصية في ان تكون الرقم واحد في السيطرة على اقتصاديات الدول الموقعة,والكثير من ثرواتها, وبالتالي الهيمنة السياسية الكاملة عليها ولو بعد حين .
كان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو واضحا الى درجة الوقاحة, في اذلال استعراضيي "الشهامة والكرامة والكرم والفتوة والانتماء" ,عندما قال بالفم الملان,أن "التوصل إلى اتفاقات على تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين والسودان جاء نتيجة لنهج حكومته الرامي لـ"السلام من منطلق القوة",اي سياسة القوة والترهيب , فارتعبوا,ووقعوا عن قناعة بقبول المهانة.
ليس اكثر ما يؤلم الشعوب العربية التي كان جمال عبد الناصر نبراسها, الا قبول الهجين العربي المسمى "اصطلاحا "انظمة إلا اعلان نتنياهو ان السودان انتقل إلى نقيض "اللاءات الثلاث" في قمة الخرطوم ,وهو يستعرض بافتخار امام وزراء حكومته  "أذكركم بأن في الخرطوم، العاصمة السودانية، تبنت جامعة الدول العربية، عام 1967، اللاءات الثلاث – لا للسلام مع "إسرائيل" ( لاصلح مع العدو),ولا للاعتراف بإسرائيل ولا للمفاوضات مع "إسرائيل" - ولكن اليوم الخرطوم تقول نعم للسلام مع إسرائيل ونعم للاعتراف بإسرائيل ونعم للتطبيع مع إسرائيل". أن "هذا تحول عظيم. بعد مرور ربع قرن من دون اتفاقيات سلام، جلبنا ثلاث اتفاقيات سلام في غضون ستة أسابيع. هذه ليست صدفة، وإنما نتيجة سياسة واضحة قدتها خلال السنوات الأخيرة وجهود حثيثة للغاية تم بذلها على الصعيدين العلني والسري على مدار سنوات". 
ان الانتقام من لاءات عبد الناصر لم تكن في الحقيقة والواقع من جانب الكيان المحتل ولا من الولايات المتحدة الاميركية حصرا , وانما كان من انظمة تم زرع شخوصها , منذ ان منحت صكوك حكم من يد المستعمرين على اشكالهم , لياتي توقيت الاعلان عن نتائج الفحوص المخبرية عشية الانتخابات الاميركية , وفي ذروة ازمة نتنياهو الداخلية .وهذا مجرد تعبير عن حقيقة الانتماء , والتموضع السياسي عن سابق تصور وتصميم , وليس القدر الذي لا يرد. 
كل ذلك ليس مستغربا , ولكن ,وايضا ليس مستغربا ,اين توارى ادعياء القومية العربية الذين بايعوها, وترعرعوا في افيائها , ولا يزال اللحم الذي على اكتافهم, من التجارة بنبضها , وها هم الان عقدوا السنتهم في افضل الاحوال , وبعضهم نقل البندقية والقلم لترويج ثقافة الانصياع كضرورة , وباتوا مداحين في بلاط المهرولين باسم الواقعية , وربما يدركون أكثر من غيرهم ان المتساقطين لا يمكنهم ان يغيروا مسار القطار الصحيح ولو بقيت فيه ندرة من البشر وهم الخميرة التي تعيد انتضاج العجين الوطني والقومي , ومهما غلت التضحيات , ولن تقول تلك الندرة- القلة,يا وحدنا , ولم يعد باليد حيلة ,فلنركب القطار المعاكس ..وليكن الانتحار او الخيانة. 
طالما اعلنت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني عدائهما لكل من يقترب من فلسطين والدفاع عن حق شعبها , واتهامه باكذوبة معاداة السامية , وتصنيف ابطال الحرية والتحرير والاستقلال الوطني بالارهابيين , لرفضهم الانصياع للمفاهيم الاميركية - الاسرائيلية في العروبة الحديثة "العميلة"ونسيج الاسلام الاميركي للمتأسرلين , وضمن هذا المفهوم  قال وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إيلي كوهين،،"نحن حاليًا تحت المظلة الأميركيّة نبني تحالفا سودانيا إماراتيا مصريا وأردنيا، ونتوقع انضمام دول أخرى في الإقليم لهذا التحالف".وهذا موجه الى السعودية - محركة الانتقام من الجزء المشرف في تاريخ العرب والمسلمين , وهو الجزء الذي يسعى الاتقياء, والمناضلين الانقياء ان يحافظوا عليه وتوسيع مداراته , واليقينيون بانه كلما اسود الليل,كلما اقترب انبلاج الفجر . 

وليس مستهجنا ان اسرائيل بطبيعتها العدوانية تدرك ذلك , وتدرك اكثر من الجميع انه مهما فعلت واستقطبت من المارقين العرب وغير العرب , فان الصراع باق , لا بل انها تعد لحرب تعتقد انها ستكون ماحقة, وما المناورات التي تستمر 5 ايام تحت عنوان "السهم القاتل"،وهي عسكرية واسعة النطاق تحاكي سيناريو حرب محتملة في أكثر من جبهة ضد "حزب الله",وهي أكبر تدريبات عسكرية في اسرائيل في العام الجاري يحاكي حربا متعددة الجبهات مع التركيز على الجبهة الشمالية (أي لبنان وسوريا),وتشارك في التمرين مقرات قيادة وقوات نظامية واحتياط بمشاركة قوات لسلاح الجو والبر والبحرية، بالاضافة إلى هيئة الاستخبارات والهيئات التكنولوجية اللوجستية وهيئة الاتصالات والحماية في مجال السايبر, وستصحبه حركة ناشطة للطائرات المقاتلة والمروحية وغيرها، حيث ستكون هناك حركة نشطة لقوات الأمن والمركبات العسكرية والقطع البحرية في مختلف المناطق بالإضافة إلى ميناءي حيفا وأسدود..
لمواجهة القلة "النادرة"التي عرفتها اسرائيل على جبهتها الشمالية تجري كل تلك الاعدادات للتنفيذ ,حين يكتمل عقد المطبعين ويترسخ حلف المنبطحين مع المتأمرين ,فينطلق دوي المدافع وزمجرة الصواريخ , وهدير الطائرات ,وازيز الرصاص ,لتشتعل الجبهات الداخلية ,حيث المنبطحون والمتأسرلون لتحاكي الجبهات الحدودية,دون ان يدركوا ,كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة ,بل فئات عديدة ,ما دام قلبها قلب رجل واحد,


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل