النسخة البحرية من البيرقدار التركية ..هدف عسكري في "المتوسط" واقتصادي في "قزوين"ـ فادي عيد

الخميس 05 تشرين الثاني , 2020 10:48 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

ازاحت تركيا النقاب يوم 28أكتوبر/تشرين الأول عن أول مركبة بحرية مسلّحة مسيرة تعمل عن بعد من دون طاقم بشري تحمل أسم أولاق – ULAQ ، وهي نتاج عمل مشترك بين ترسانة ARES Shipyard وشركة   Meteksan للصناعات الدفاعية، وحسب تصريح المسؤولين عن صناعة أولاق فسيتم الإنتهاء من أخر إختبارات لها في ديسمبر/ كانون الأول المقبل القادم، كي تلتحق بالخدمة في الجيش التركي مع بداية العام الجديد.

ولدى أولاق نطاق إبحار يبلغ 400 كيلومتر، وسرعتها تصل إلى 65 كيلومترًا في الساعة، وإمكانية رؤية نهارية/ليلية، كما يمكن تسيير المركبة المسيرة أولاق من البر نحو البحر، أو إنزالها من السفن العسكرية والفرقاطات، وتوجيهها عن بعد لإصابة الهدف بشكل مباشر.

ويقول مدير ترسانة ARES Shipyard أوتكو ألانش، بأن المركبة المسيرة أولاق تم تصنيعها بهدف أداء مهام جديدة إلى جانب المهام المعتادة كالمراقبة والإستطلاع، في ظل رغبة تركيا على تعزيز قدراتها في الحروب غير المتكافئة، وهو ما سيعزز قدرة أولاق في المهام الإستخبارتية وحماية البوارج والفرقاطات التركية، وسيمنح تركيا قوة مضافة سواء في بحر إيجة، أو مساعدة الفرقاطات التركية في سواحل غرب ليبيا.

ولدى مراكب أولاق المسيرة المرتقب دخولها إلى الخدمة قريبا امكانية التزود بصواريخ  Cirit المحلية المصنعة من قبل شركة Roketsan، والتي تعد من أبرز صواريخ الجيش التركي، فهي أول صواريخ مروحية ليزرية موجهة، وتعد السلاح الرئيسي لمروحيات أتاك المحلية، فضلا عن إمكانية استخدامها بواسطة الطائرات دون طيار، والعربات البرية، والمنصات الثابتة، والطائرات الهجومية الخفيفة، والمنصات البحرية.

ويتوقع بعض المراقبين بأن تلعب تلك المراكب المسيرة دورا هاما في سواحل غرب ليبيا، في ظل الاهتمام التركي المتصاعد بسلاح البحرية التابع لحكومة الوفاق، بعد أن شهدت الأسابيع الماضية تدريبات ودورات تأهيلية لعناصر البحرية الليبية مازالت مستمرة حتى الأن على يد البحرية التركية، كي تبسط تركيا سيطرتها الكاملة على سلاح البحرية التابع لحكومة الوفاق،

بينما يرى أخرون أن أولاق مهمتها الأولى دعائية للنظام التركي، كما كان الأمر في الطائرة المسيرة بيرقدار مع أردوغان وصهره سلجوق بيرقدار، ومهمتها الثانية هي جذب حلفاء تركيا إلى سوق الصناعات الدفاعية العسكرية التركية في ظل ما يعانيه قطاع الإنتاج والتصدير التركي من هبوط حاد.

وفي ذات السياق يقول الاقتصادي مصطفى السعيدي أن أزمة الاقتصاد التركي تتفاقم كل يوم بالتزامن مع أرتفاع سعر الدولار أمام الليرة التركية، في ظل الوضع المعيشي والمادي الصعب الذي يعيشه المواطن التركي في كل الولايات التركية بلا إستثناء، وهو ما أجبر الرئيس التركي على الإعتماد على قطاع الصناعات العسكرية التركية لدعم الصادرات التركية التي تعاني من أضرار بالغة جراء المقاطعة الشعبية العربية لكل ما هو منتج تركي، مستغلا العلاقات العسكرية الجيدة التي تتمتع بها تركيا مع دول تمثل سوق مفتوح لشراء السلاح التركي كدول أسيا الوسطى والقوقاز."

يضيف السعيدي لقد أنكمش الإقتصاد التركي في الربع الأول من العام الجاري بمعدل 5%، وفي الربع الثاني 9,9%، وبذلك التوقيت بلغت ديون البنك المركزي التركي 11,4% وديون القطاع الخاصّ 65,4%، بينما تراجع الاحتياطي من 90,9 مليار دولار إلى النصف فأصبح 45 مليار دولار خلال شهر واحد فقط، بسبب تدخل البنك المركزي التركي لدعم الليرة المنهارة، الأمر الذي سيهبط بتركيا لتكون صاحبة أقل احتياطي يُغطي جزءاً من ديونها الخارجية في الاقتصاديات الناشئة.

على غرار البيرقدار.. أولاق بروباجاندا أردوغان الجديدة

ويرى الباحث السياسي محمد التطواني بأن تركيا تجيد أسلوب عمل البروباجاندا والشو الإعلامي، ورسم هالة كبيرة حول كل ما هو منتج عسكري تركي، وإضفاء عليه الصبغة الدينية والتاريخية العثمانية عليه لدغدغة مشاعر القوميين والإسلاميين في تركيا، ولبث الإحباط لدى شعوبنا، في ظل الحرب النفسية الدائرة منذ سنوات، إلى جانب استغلالها لتعظيم دور أردوغان في الداخل التركي، وهو ما يقوم به حزب العدالة والتنمية ببراعة عالية عبر أسلوب ممنهج من التضليل والتدليس، وهو ما تم إتباعه عند الإعلان عن مشروع المراكب المسيرة أولاق، كما فعل أردوغان وصهره وقت الإعلان عن الطائرة المسيرة بيرقدار، وكان الهدف وقتها من تلك الدعاية هدف اقتصادي بحت للترويج لتلك الأسلحة في سوق السلاح الدولي، حتى شعر كل من رأى طريقة وأسلوب عرض أي من المشروعين سواء الطائرات المسيرة أو المراكب المسيرة حاليا بأن مصير العالم سيتوقف عليهم.

ويتابع التطواني "لذلك ستلعب المركبة المسيرة المرتقب ظهورها قريبا دوراً عسكرياً صريحاً في بحر إيجة وميناء طرابلس، إضافة إلى هدف تجاري اقتصادي بحت في بحر قزوين مع دول حليفة لتركيا مثل أذربيجان، وفي كل الحالات لن تختلف نهاية المركبة المسيرة أولاق عن أختها في الجو بيرقدار، وستكون مياة ليبيا شاهدة على ذلك، كما كانت صحراء ليبيا شاهدة على دفن البيرقدار في رمالها .

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل