الامارات في عيون اسرائيلية .. مخدرات وبغاء ـ يونس عودة

الثلاثاء 22 كانون الأول , 2020 08:00 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

عندما اعلن ديفيد بن غوريون انشاء "دولة اسرائيل " على أرض فلسطين في منتصف ايار 1948 ضمن مؤامرة الدول الكبرى في الامم المتحدة ,كاحد استرضاءات نتائج الحرب العالمية الثانية , وكقاعدة متقدمة للامبريالية في المنطقة من اجل السيطرة المستقبلية ,لم يكن في خلد اي مواطن عربي ان "ولاة " الامر من الحكام سيتحولون الى بيادق في لعبة الأمم والمساهمة في تدمير المجتمعات , لا سيما في المجال الثقافي , وهو الركيزة الاولى في البنيان .
عندما وقعت دولة الامارات عبر امارة ابو ظبي الاتفاقية المشؤومة مع اسرائيل في منتصف ايلول 2020, طفا إلى السطح ما كان يمارس في الخفاء , والى اين وصل العفن السياسي , والثقافي والاقتصادي , وكيف التقت مصالح القتلة في اليمن وفلسطين , وممولي الارهاب العالمي ورعاته,وضمن التقاسم والتلاقي الوظيفي للاطراف الموقعة, وتقديم خشبة تمديد عمر الكيان الذي كان يشعر باعتراف قيادات منه بان طريق النهاية دنت .
كما لم يدر في خلد المضطهدين الاوائل ان المسار التذللي والتنازلي , سيوصل الى مزيد من التمزق , ولم يدر في خلد العامة من شعب الامارات كقبائل وعشائر جمعها الشيخ زايد لتكون قوة لها مكانة تحت الشمس ,باعتبار وحدة الاجزاء في بوتقة واحدة يجعل منها قوة وقدرة لها موقعها ,ان يكون توقيع ابناء زايد المفرِّطين بارث والدهم النبيل مقدمة لتمزيق البنيان عبر منح الصهاينة القتلة ,ليس فقط موطئ قدم سياسي - اقتصادي- امني - عسكري في منطقة الخليج , بل مساحة تمتد الى كل الجفرافيا بالتوازي مع تدمير منهجي لاخلاقيات المجتمعات الموجودة في صحارى النفط والغاز, عبر مسألتين,تشكلان قاعدة انطلاق القادة الصهاينة في افساد المفاهيم الاخلاقية والانسانية العربية والاسلامية تمهيدا لتدميرها.
الاولى : نشر المخدرات ,وهذا ما تزامن مع انطلاق اول رحلة جوية بين موقعي" اتفاق ابراهام"وهو ما اقر به الجهاز الامني الاسرائيلي بأن دبي ستكون قاعدة هامة لنشر المخدر اذ "بدأ رؤساء المنظمات الإجرامية الكبيرة في إسرائيل، مؤخرا، بالعمل في دبي من خلال إبرام صفقات مخدرات دولية، إلى جانب شراء عقارات.وقال ضابط كبير في الشرطة الإسرائيلية للقناة 12 التلفزيونية "إنهم يعملون بواسطة وكلاء يرسلونهم إلى الإمارات، أو يسافرون بأنفسهم من أجل الاتفاق على صفقات يقدر حجمها بعشرات ملايين الدولارات. وهم يتنكرون كرجال أعمال إسرائيليين ويخفون حقيقة أنهم مجرمون خطيرون",مضيفا اننا "نتحدث هنا عن شراء عقارات، شراكات في مشاريع في مجال الأغذية والفنادق، وكذلك المتاجرة بالكوكايين. وكان واضحا أن المجرمين سيكتشفون دبي، وبواسطة وكلائهم يبيضون الأموال التي جمعوها في إسرائيل".
ونقلت القناة التلفزيونية عن مصادر في الشرطة الإسرائيلية قولها إنه جرى قبل شهر ضبط شحنة كوكايين بزنة 750 كيلوغراماً في ميناء أشدود، وكانت مخبأة داخل براميل، وموّلها مجرمون إسرائيليون يعملون من الإمارات سوية مع رجال أعمال محليين. وخرجت شحنة المخدرات هذه من غواتيمالا في أميركا الجنوبية، ومرّت عن طريق ميناء أنتويرب البلجيكي ووصلت إلى ميناء أشدود.. فسعر الكيلوغرام كوكايين في أميركا الجنوبية حوالي 5000 دولار، وقد يصل سعره إلى 100 ألف دولار، بحسب وضع السوق. والمجرمون الإسرائيليون لا يمكنهم تمويل هذه الصفقة كلها ويستعينون بمحليين من سكان دبي".وقال ضايط شرطة "نحن نجمع معلومات عن الإسرائيليين الذين ينشطون هناك منذ أكثر من شهر، وتحللها من أجل الوصول إليهم أو إلى الوكلاء الذي ينشطون باسمهم. ونقدر أن هؤلاء المجرمين سيحاولون تبييض مئات ملايين الدولارات في دبي، وسنبذل كل ما بوسعنا من أجل وقف هذا الأمر".
هنا يطرح سؤال مركزي :كيف يمكن لمن تتبع مثل هذه الشحنة والتي جرى تمرير الكثير غيرها على ما يبدو لا يعرف من هم الجناة؟هذا في الواقع ضمن عملية التمويه الواسعة ,ومن المعروف انه في عالم المخدرات يجري بالاتفاق على اكتشاف شحنة مقابل تمرير شحنات أكبر تدر سيولة اوسع باضعاف مضاعفة ,.
ما لا يثير الاستغراب أن أجهزة الأمن الاسرائيلية التي تحوز على أرفع تقنيات تقول انها تعمل على اكتشاف المهربين ,الذين يغادرون من المطارات والموانئ بشكل طبيعي ,ويبدو يقينا انهم ممن يمتلكون تسهيلات مرور , ويعتقد خبراء أن هؤلاء بغالبيتهم ضباط استخبارت سابقين يتعانون مع الأجهزة التي عملوا ضمنها .
المسألة الثانية تتعلق بصناعة البغاء في دبي , وهو ما اضاءت عليه وسائل اعلام اسرائيلية  في ظل التحالف وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، وارتفاع عدد السياح من إسرائيل في دبي خصوصا، بعدما سبقتهم المنظمات الإجرامية الإسرائيلية إلى هناك.ووفقا للقناة 12 التلفزيونية، فإن" مجرمين أعضاء في المنظمات الإجرامية في وسط إسرائيل ضالعون في إدارة نوادي البغاء في دبي إلى جانب شركاء محليين. وتشير الشبهات إلى أنهم يعملون من أجل ألا يتوجه السياح من إسرائيل إلى المواقع السياحية الجذابة والمشتريات ورحلات بسيارات جيب فقط، وإنما أن يصلوا إلى نوادي البغاء تلك",ونقلت القناة عن ضابط في الشرطة الإسرائيلية قوله إنه "قبل توقيع الاتفاقيات بين إسرائيل والإمارات بقليل، راقبنا عددا من المجرمين وسط البلاد، من الذين هربوا من إسرائيل ودخلوا إلى دبي بجوازات سفر أوروبية. ودخل قسم منهم كشركاء في نوادي بغاء مع محليين، وتعمل فيها شابات آسيويات وروسيات وأوكرانيات".
اذا كان هذا قبل الاتفاقية , فكيف بعدها , وكيف تمكن هؤلاء "المجرمون"من الهروب من الكيان الى دبي بعيداً عن اجهزة الامن التي يفاخر بها قادة الاحتلال , لو لم يكن ذلك في سياق خطة لها اهداف واضحة ,وبعلم اجهزة الامن ؟
لقد نقلت القناة الاسرائيلية عن مصدر ضالع في "صناعة الجنس" في دبي ومرتبط بمجرمين إسرائيليين يديرون عددا من دور البغاء الفاخرة، قوله أن "الطلب على ذلك جنوني. وهذه وجهة جديدة، ويذكر كثيرا بما حدث في حينه في رومانيا والتشيك وهنغاريا، ولاحقا في أوكرانيا وبولندا، عندما يكتشفون وجهة سياحية جديدة وهم مستعدون لدفع مال كثير كي يكونوا مع بغايا"وقال: إسرائيل ضالعة جدا في "صناعة الجنس" الإسرائيلية في دبي، إنه "لا توجد هنا شابات يعملن كبغايا في الشوارع، مثلما هو الوضع في أماكن كثيرة في العالم، لأن هذا ممنوع. ولذلك فإن الأمور تجري في شقق فاخرة، فنادق، وفي مبان يسـتأجر أصحاب دور البغاء شققاً فيها. والسلطات تغض النظر لأنهم جزء من هذه الصناعة ويستفيدون منها. فهذا مال نظيف. لا تدفع أي ضرائب وأرباح الإسرائيليين والمحليين هائلة. لقد استثمروا في ذلك مالا كثيرا وبإمكانهم جني أرباح تصل إلى عدة ملايين دولار شهريا وحتى أكثر من ذلك".
من الواضح ان الامارات عموما ودبي خصوصا، هي في عيون اسرائيل , مثل دول اوروبا الشرقية الانفة الذكر في تغيير هوية المجتمعات، تحت شعار العصرنة, وما يقال تضليلا "نحب الحياة , ونريد ان نعيش يومنا ,, وما الى ذلك من تبريرات انبطاحية امام المتغييرات العصرية ,,اي الدخول في اللامبالاة ليجد المرء نفسه عاجزا عن الوقوف اذا استعاد وعيه .
اذا دقق المرء فيما وصف سائح إسرائيلي في دبي، يدعى أمير، ما الذي يفعله إسرائيليون في نوادي البغاء يمكن له ان يستنتج اي مرحلة من افساد المجتمع بفترة قياسية ,يقول امير: "تجلس في النادي، وجمعيهن هناك تقريبا بغايا، ولا يوجد أشخاص حقيقيون. والبنات تتجولن بين الجميع، وتبدين كعارضات، مثل البنات بلباس البحر من إنستغرام. وفي الساعة الثانية أو الثانية والنصف ليلا، تتجمعن كلهن في لوبي الفندق. البنات يملأن اللوبي، 100 أو 150 بنتا، وعندها يبدأ الحديث حول ماذا تريدين وكم تريدين. سوق لحم".
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، تحقيقا حول الموضوع. ونقلت عن إسرائيلي يدعى عيران قوله إنه "كنا خمس أو ست مرات في بوخارست، وأؤكد لك أنه هنا في دبي يوجد أكبر دار بغاء في العالم". وقال سائح إسرائيلي آخر إن "دبي دحرت بوخارست كعاصمة البغاء في العالم".
لذلك يقال ان السمكة تفسد من راسها


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل