ثنائية "الراعي ـ جعجع" .. تكامل التدويل والفوضى! ـ د.نسيب حطيط

الثلاثاء 09 آذار , 2021 10:17 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

تحتل المشهد السياسي والإعلامي، تصريحات واحتفالات البطريرك الراعي السياسية بإمتياز بل والتحريضية بالتلازم مع دواليب _جعجع وحلفائه المشتعلة على الطرقات تحضيراُ للفتنة الداخلية لفتح الأبواب امام "التدويل" غير الرعوي وغير المبشّر بالخير الذي يدعو اليه البطريرك بشارة الراعي!
ان ثنائية "الراعي – جعجع" ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى حقبة الحرب الأهلية، حيث كان المطران الراعي (آنذاك) يمثل المفتي الكنسي لجعجع وقواته التي استطاعت ان تهجّر المسيحيين بحروبها العبثية والفاشلة والدموية من كل الجغرافيا اللبنانية ومحاصرتهم وجمعهم في جبل لبنان الصغير في كسروا ن وجبيل ومعاداة كل المسيحيين الذين يسكنون خارج هذه الجغرافيا ،فمسيحيو الجنوب استدرجتهم القوات اللبنانية الى الحضن الاسرائيلي منذ العام 1976 ثم فروا كعملاء الى اسرائيل بعد تحرير الجنوب (وقد ذهب البطريرك الراعي اليهم في فلسطين المحتلة عند اسيادهم اليهود لإسترجاعهم) وهجّر جعجع المسيحيين من الشوف ودير القمر  ثم بعد تجميع المسيحيين في لبنانهم الصغير في كسروان كانت الحروب الداخلية من حرب الإلغاء الى مجازر الصفرا ثم الى معارك "جعجع _حبيقة"...وكانت نتائج الاستراتيجية التي يتقنها جعجع ويعاونه البطريرك الراعي الآن ان تقسيم المسيحيين الى أربعة أقسام (مهاجرون-مهجّرون-قتلى – وقلة في الجبل الصغير تنتظر الهجرة)!
ان ثنائية "الفوضى-التدويل" التي يقودها "الراعي- جعجع" في لحظات الفوضى الإقليمية وعدم الإستقرار بالتلازم مع تأسيس مشهد سياسي على مستوى المنطقة يمكن ان يؤدي الى شطب كيانات ودول وصناعة دول وكيانات جديدة او شطب مكونات طائفية او قومية من الجغرافيا التي تقيم بها وتذويبها في مجتمعات جديدة كما حصل مع المسيحيين في العراق وفلسطين وسورية .. والآن في لبنان ،حيث يريد الثنائي(الراعي-جعجع) إعلان الحرب على الفريق اللبناني الذي حمى المسيحيين في الحرب الأهلية المتمثل بالطائفة الشيعية  والتي حمت المسيحيين في سورية بالتعاون مع النظام والجيش السوري وحمت المسيحيين في العراق عبر الحشد الشعبي باعتراف قداسة  البابا الذي قال في الموصل العراقية التي حررها الحشد الشعبي من جحافل "داعش" البربرية "نحن نشكر ذلك الرجل العظيم –المرجع السيد السيستاني- الذي يسكن في إحدى أزقة النجف الضيقة على فتواه العظيمة لخلاص أبناء المسيح وبقية الطوائف والأديان من أيادي الإجرام، وبسواعد أبناء الشيعة الذين لبوا فتواه .. ونتمنّى لهم السّعادة والعمر المديد ولجميع العراق والعراقيّين"..
يطالب الثنائي"الراعي- جعجع" بنزع السلاح الذي حرّر لبنان ويحمي لبنان واللبنانيين وفي مقدمتهم الأخوة المسيحيين تلبية لمكالب أميركية - إسرائيلية بحجة منع الهيمنة واسترداد قرار الحرب والسلم وكأن الدولة اللبنانية او حتى العرب كانوا يملكون قرار الحرب والسلم الذي احتكرته إسرائيل منذ تأسيها ..!
المطالبة بنزع السلاح واستعداء الطائفة الشيعية والقوى الوطنية المقاومة يمثل الخطوة الأولى والمغامرة المشبوهة لتحطيم منظومة الحماية للمسيحيين في لبنان والشرق، مقدمة لتهجير من تبقى منهم والتي بادرت إسرائيل لتهجيرهم منذ احتلال فلسطين انطلاقا من عقيدتها الدينية المحاربة للسيد المسيح (ع) وضد المسيحيين ويشاركها بعض المسيحيين للأسف في حربهم ضد المسيحية، سواء بقصد او بغير قصد مع انهم يعرفون ما يفعلون !!.
قداسة البابا يشكر الشيعة وعمائهم ومرجعيتهم لدورهم في حماية المسيحيين والعراقيين، والبطريرك الراعي يتمرّد على البابا ويدعو لنزع السلاح الشريف ويحاول شيطنة الشرفاء ويحتضن صوت الشواذ الذي يصف اهل الشرف بالإرهابين فمن نصدق .. قداسة البابا أم البطريرك ؟
بطبيعة الحال سنصدق "البابا" لأنه يعلم الحقيقة وسمع شهادات الضحايا المسيحيين في العراق وصلى في الكنائس التي هدمتها "داعش" وحرّرها الحشد الشعبي وحماها وحمى المصلين من أبنائها..!
نناشد غبطة البطريرك من منطلق الأخوة والحرص والقوة وليس من منطلق الضعف ان يفك التحالف مع شريكه ..لأن تاريخه يؤكد انه لم يخض معركة الا وخسرها ولم يرفع شعارا الا وذهب مع الرياح ..نجح بشكل مدهش بفتل المسيحيين اكثر مما قتلهم الغير دون ان ننسى أنه ساهم بقتل كل اللبنانيين ...! .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل