كوابيس الاتباع.. والمكابرة الزائلة حتما ـ يونس عودة

الثلاثاء 31 آب , 2021 10:49 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

في ذروة الصراع الداخلي – الاقليمي – الدولي , يبقى لبنان أسيرا, ليس بسبب صراع مشروعين فقط , وانما بسبب القصور الوطني لفريق اختار ان يكون دمية تتحرك بواسطة التحكم عن بعد , مع بعض التوجيهات المباشرة عن قرب , من خلال زيارات , ولقاءات تارة في السفارة الاميركية في عوكر , وطوراً عبر "ضباط" اتصال اشبه بالروابط المباشرة . 

هذا الفريق بتشكيلاته المتناقضة , يروج بحماقة في سياق تغطية دوره المشبوه , ان لحزب الله الذي ولد وتأسس في رحم المعاناة اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي وأعوانه , وقدم الغالي والنفيس في الصراع مع عدو لبنان الاساسي والابدي ,اي الكيان الصهيوني , وتاليا الخادم الطبيعي لهذا الكيان , الا وهو الارهاب ,  مشروعا هدفه الظاهري المقاومة ضد اسرائيل والولايات المتحدة , وعمقه تكريس سيطرة ايران على دول المنطقة , لا بل اوغل في استغباء الناس , ليروج أن حزب الله متفق مع اسرائيل , وحكما الولايات المتحدة ,على كيفية الاداء في الصراع , وذلك ضمن اللعبة القذرة في تضييع الحقائق الني لا يبحث البسطاء عن جذروها , واسبابها الموضوعية والوضعية . 

يوغل الفريق المشار اليه في بث التناقضات فتارة يقول ان حزب الله  متفق مع اسرائيل والولايات المتحدة , وربما ايضا دول الخليج المرتمية في الأحضان الزريبة الاميركية – الاسرائيلية , وطوراً ان حزب الله يريد ربط لبنان بالمحور المعادي للغرب والعرب , ولا يخجل احيانا من ان يضم اسرائيل للمحور المذكور , وان ذلك يجر عقوبات على لبنان ويلزمه بدفع اثمان غالية تنعكس على الاستقرار والاقتصاد والتنمية. 

يرى الفريق المذكور ان المشروع النقيض لمشروع حزب الله في مخيلته المريضة , هو الحياد لكن مع وصاية دولية وترسيخ العلاقة مع الغرب ولا سيما الولايات المتحدة والدول العربية التي تدور في الفضاء الاميركي , وبالنتيجة الطبيعية مع اسرائيل الابن المدلل للولايات المتحدة ,لا بل يدعي الفريق السيئ الصيت والسمعة على المستوى الوطني ان الغالبية العظمى من الشعب اللبناني مع مشروعهم , وان كان يذهب بخطى وقحة نحو الاسرلة. 

من الغريب ان هذا الفريق , لم يلحظ , او انه يتجاهل عمدا,, وهذا الاصح, ومن ضمن وظيفته المرسومة , المآلات الطبيعية للمشروع الانف الذكر , ليس على مستوى المنطقة فحسب , بل في العالم كله , وليس ما حصل في افغانستان الا احد الاصداء المدوية لما حلّ بالحلم الاميركي, بغض النظر عما سيكون عليه الوضع لاحقا,  فالبكائيات الاميركية والأطلسية والاسرائيلية على اطلال الاحتلال لافغانستان هي الاجابة، سيما ان من أجاد قراءة حدث انتهاء الاحتلال الاطلسي - الاميركي العسكري لافغانستان , بعمق ,هم خبراء وصناع السياسة في الكيان الصهيوني , فعبروا عن الذعر مما لحق بقوة اميركا المرعبة للعالم, باعتبارها ظهير القوة الاسرائيلية وهيبتها, وكذلك ما عزز انكشاف صورة الولايات المتحدة امام حواضنها واصدقائها , باعتبارها تمثل المرآة للصورة الاسرائيلية الحقيقية في التعاطي مع المتعاملين معها وحتى مع أي قوة احتلال.  

ان المخاوف الاسرائيلية - الاميركية- الاطلسية  المشتركة مع أدواتهم في منطقتنا, تكمن في التحولات التي ستحدث حتما , والتي ستعزز حضور وقدرات جبهة المقاومة العريضة , وزيادة قوتها, مضافا الى ذلك تأثيرها الحتمي في طرد الاميركي وأعوانه من سورية والعراق , وبالتالي سيعيش التابعون مع أسيادهم الكوابيس الأسوأ, ولكن هذه المرة لن تنفع المكابرة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل