أردوغان يبحث عن دور لتركيا في أفغانستان ـ فادي عيد وهيب

الأربعاء 01 أيلول , 2021 10:13 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

من يراقب المشهد في أسيا الوسطى عموماً وافغانستان خصوصاً في الأونة الأخيرة يلاحظ انه لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اهتماماً خاصاً بما يحدث في افغانستان، واهتمام أردوغان هنا لا ينصب على إجلاء الرعايا التركية من افغانستان كحال اهتمام أي دولة في العالم قبل فوات الأوان، ولكن كل ما يشغل الرئيس التركي في الفترة الحالية هو كيفية إيجاد دور لبلاده بالملف الافغاني بعد إنسحاب الولايات المتحدة من ذلك الوحل، وهو ما سيمثل حينها انتصاراً جديداً لإدارة أردوغان، ونجاحاً كبيراً له على الصعيد الدولي، وتحقيق مزيد من التمدد الخارجي، ويرى أردوغان أنه يمكنه تحقيق ذلك عبر ورقتين:

الأولى: والتي يندفع فيها الرئيس التركي بدعم من حلف شمال الاطلسي "الناتو" وادارة الرئيس الأميركي جو بايدن، هو السيطرة على النافذة الوحيدة لأفغانستان على العالم "مطار كابول"، أو "مطار حامد كرزاي الدولي" بالعاصمة الافغانية كابول كما يسمى، وإدارة عمل المطار بعد سيطرة الجيش التركي على كامل مفاصله.

الثانية: وهي استغلال الملف الافغاني كحال الملف السوري، واللعب بورقة اللاجئين الافغان، كما أبتز اردوغان أوروبا بملف اللاجئين السوريين من قبل، وهو ما لوح به أردوغان بشكل صريح، عندما قال: "إن تركيا لا تستطيع تحمل عبء طالبي اللجوء الإضافيين من افغانستان"
وهو ما يعني أن تركيا لن تقبل بلاجئين جدد إلا بأمتيازات أخرى كبيرة وأموال كثيرة أيضا، كحال ما فعلته تركيا بورقة اللاجئين السوريين.


في بداية الأمر وقبل سيطرة طالبان على كابول، كان أردوغان يتوقع أن تفتح حركة طالبان له ذراعيها، بحكم العلاقة التاريخية المتجذرة بين إخوان تركيا وجميع الحركات الاصولية في افغانستان، ولكن صاغ المتحدثون بأسم حركة طالبان تصريحاتهم حول تركيا بعناية شديدة، فشجعوا تركيا على الاستثمارات والمساعدة في إعادة الإعمار، ولكنهم أصروا على مغادرة جميع القوات الأجنبية أفغانستان بما في ذلك القوات التركية، وهو ما أزعج أردوغان بشدة لأنه كان يرغب في تكرار ما فعله في سوريا والعراق وليبيا وشمال قبرص وقطر والصومال وأذربيجان بافغانستان ايضا.


ومن المعلوم أنه كان من الصعب على طالبان تبرير استمرار وجود القوات التركية في أفغانستان في وقت تم فيه إخراج كل القوات الاجنبية فماذا يفعل اردوغان بجيشه هناك، والاكثر أهمية وهو ما جعل طالبان ترفض وجود القوات التركية على أراضي افغانستان، بأن الجيش التركي ما هو إلا جزء من حلف الاطلسي الذي تقوده أميركا.

واليوم وبعد العمليات الإرهابية التي وقعت مؤخرا في محيط مطار كابول، وراح على أثرها أكثر من 170 قتيلاً وأكثر من 200 مصاب، تحاول الولايات المتحدة الضغط على طالبان عبر قطر للقبول بالحضور التركي في مطار كابول، وهو ما جعل داخل طالبان تياران، الأول يوافق على الحضور التركي ولكن ان يكون مقتصرا على حضور فني فقط لتشغيل المطار، والتيار الثاني يرفض الحضور التركي تماما، الأمر الذي جعل أردوغان يحاول إستمالة طالبان بوسائل متعددة، لذلك ما تزال تركيا تحاول دس أنفها بأي طريقة في أي أمر يخص افغانستان بداية بتشغيل مطار كابول وصولا لملف تشكيل حكومة انتقالية بافغانستان، وتأتي التحركات التركية عبر التنسيق مع باكستان وقطر المقربتين جدا من طالبان، على أمل أن يكون لها دور مؤثر في افغانستان، فحينها ستساوم تركيا بتلك الورقة الغرب والشرق معا، الولايات المتحدة والناتو من جانب وروسيا والصين من جانب أخر، وهو ما يحلم به أردوغان منذ أن اجتمعت المخابرات الأميركية مع قادة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة منذ بداية العام 2020.


 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل