أقلام الثبات

بدأ الخليجيون حربا شرسة وظالمة على لبنان بعنوان "عاصفة الخنق الخليجية" ردا على كلمة قالها اعلامي منذ شهرين لم يشتم فيها احدا  بل قال ان "اليمنيين يدافعون عن انفسهم...ولأنه لم يزور الحقيقة ليقول ان اليمنيين قصفوا المملكة وقطر والامارات واجتاحوا أراضيهم ودمروا مستشفياتهم ومدارسهم واسواقهم ..!

تريد المملكة واهل الخليج ان يستهزئوا بعقولنا لنقبل بأن حربهم ردة فعل على كلمة عبر الفضاء وانها ليست حربا مخططة ومرسومة كانت تنتظر اللحظة المناسبة لإعلانها لإستكمال الحصار على لبنان من الخلف ليتنافخ الاشقاء شرفا ويثأروا من شقيقهم الأصغر او "شقيقتهم الصغرى" كما يحبون ان يصفوا لبنان ..ولم ينفع معهم تبرؤ الحكومة اللبنانية وبعض اعلامها وسياسييها دفاعا عن المملكة وطعنا للكرامة والسيادة اللبنانية ... 

لقد شتم بعض السياسيين اللبنانيين والإعلاميين رؤساء دول عربية وشتموا ايران بابشع الأوصاف والاهانات فلم تقطع علاقاتها مع لبنان ولم تعاقب الحكومة او الشعب اللبناني ولم تشن حربا او عواصف تجويع وحصار وترهيب...والأسوأ ان هؤلاء الشتامين يصرحون استنكارا للتصريح المهذب للاعلامي ويطالبونه بالاستقالة ..وهم لم يستقيلوا من مناصبهم لأنهم ساهموا بتحميل لبنان مسؤولية تصريحاتهم "غير المهذبة" مع ان من شتموهم من دول ورؤساء كانوا اكثر شهامة وإنسانية ممن يدافعون عنهم الآن.

يكرر اهل الخليج ومعهم بعض العرب جريمة اخوة "النبي يوسف"(ع) مع اخيهم ..الذين رموه في البئر..ليتخلصوا منه ..لكن الله سبحانه كرّمه واعطاه العزة والنبوة ..وعاد اليه اخوته يطلبون القمح والطعام في زمن القحط ..وهكذا سيكون لبنان عزيزا كريما ..وسيعود اشقاؤه اليه في زمن الجفاف والقحط السياسي وسيكون كريما معهم كما كان النبي يوسف(ع) كريما مع اخوته....

لقد سبق فضل اهل الخليج علينا عندما وصفوا المجاهدين المدافعين عن ارضهم اثناء حرب تموز 2006 بانهم "مغامرون" ولم يجيزوا الدعاء لهم بالنصر...بينما سعوا ودفعوا أموالهم لتسيق "صفقة القرن" من اجل مصلحة وامن العدو...

اننا نسال اشقاءنا  العرب ..هل تتناسب ردة فعلكم وعاصفة خنقكم لنا مع مفاعيل "تصريح" لإعلامي لم يكن وزيرا بعد ؟ 

"عاصفة الخنق" الخليجية حلقة من مسلسل الحصار الأميركي وجزء من معركة تسويق "صفقة القرن" التي يشكل لبنان جبهة رئيسة في الغائها ومقاومتها وافشالها،كما يشكل جبهة أساسية ضد التوطين ودمج النازحين ..وجبهة اسناد لعدم سقوط سورية وكذلك في غزة ..ولذا يكمل "عرب صفقة القرن" عاصفتهم لتطويعه او احراقه لنشر الفوضى وافساح المجال امام العدو الإسرائيلي لإصطياد الفرصة لتوجيه ضربة قاصمة للمقاومة في لبنان بعد انهاكه داخليا  وتجويعه وحصاره ..

لكننا نقول ان ما عجزت عنه إسرائيل في اجتياحاتها وما عجزت اميركا عنه في حصارها وما عجز التكفيريون عنه في ارهابهم وما عجز عنه بعض اللبنانيين في فتنتهم ..لن تستطيع مملكة او امارات ضعيفة لا تملك سوى المال والارصدة من تحقيقه وهي التي بيوتها من "زجاج" وأوهن من بيت العنكبوت.! 

صحيح اننا سنجوع وسنعطش ونعيش أياما صعبة ومخيفة وبائسة وقد عشناها أيام الاحتلال الإسرائيلي وايام الحرب الأهلية التي اشعلها أدوات إسرائيل في لبنان والذين صاروا الآن أدوات المملكة وحلفائها ؛ لكننا كما هزمنا إسرائيل والمتعددة الجنسيات ومنعنا تقسيم لبنان وحرّرنا ارضنا المحتلة من دون قيد او شرط ودون اتفاقية استسلام ودون توطين..سنهزم "المغامرون الجدد"  ونردهم على اعقابهم لكننا سنعفو عنهم كما عفا رسول الله(ص) عن كفار قريش بعد فتح مكة ونردد قوله لهم "اذهبوا فانتم الطلقاء" ..

أيام واشهر صعبة وساخنة سياسيا واقتصاديا وربما...امنيا .لكنها ستنتهي بالفرج والنصر فهي اخر الطلقات في البندقية الأميركية ..وبعدها سيكون النصر والكرامة لنا ..والهزيمة والخزي لهم ...بإذن الله سبحانه.