لبنان.. والحقائق المؤلمة ـ يونس عودة

الثلاثاء 09 تشرين الثاني , 2021 12:58 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

السؤال المطروح حاليا , الى اي مدى سيصل سؤ العلاقات بين لبنان والسعودية , واي اوراق ضغط يمكن للنظام السعودي ان يستخدمها ضد لبنان ضمن محاولاته المتكررة , كي تكون له اليد الطولى في "المونة"  ليكون لبنان الذي يعيش ازمات اقتصادية ومالية واجتماعية تابعا على "العمياني" لنظام مجرّب "في العنجهية الفارغة ودليلها, التمنع, المطلق في الاستماع لأي اخر, وبناء جبال من الاوهام بان الابتزاز يحقق الغايات مهما كانت قذرة .
في ذروة الكباش الذي افتعلته السعودية مع البلد الذي يفاخر عن حق بالحاق الهزيمة بعدو العرب اجمعين ,على خلفية موقف الوزير جورج قرداحي الذي وصّف واقع الحال في اليمن,تحركت الجامعة العربية عبر الامين العام المساعد حسام زكي باتجاه لبنان في خطوة اقرب الى رفع العتب في الشكل , ولكن بمضمون لا يستوي مع واقع الحال , سيما انه لم يحمل مشروعا للحوار , او مبادرة للحل , وانما الهدف كان واضحا وهو لي ذراع لبنان , ومنح الغرور السعودي بطاقة فوز تتمثل في استقالة الوزير قرداحي من دون وعد ان الاستقالة المرفوضة قد يكون لها ثمار يقطفها لبنان ،
ومن الغريب ان يقول الامين العام المساعد للجامعة العربية  ان استقالة قرداحي او اقالته "قد" تفتح الباب امام اتصالات مع الذي افتعل المشكلة ليزيد بذلك من تآكل صورة الجامعة العربية , وقلة تأثيرها كهيكل دوره الجمع وان يكون منصفا بين الدول الاعضاء حتى تكون هناك فرصة لترميم الهيكل المتداعي.
 يعتقد احد المؤثرين السابقين في حركة الجامعة العربية , ان السفير حسام زكي , لم يكن بالذكاء المطلوب في تصريحاته خلال زيارته  لبنان , مستدلا على ذلك بنقطين , الاولى تتمثل  بقوله :انه  لو استقال الوزير قرادحي في البداية, كان يمكن ..الخ , والثانية قوله ان زيارته الى السعودية" واردة", وهذا يعني ان السعودية تتمنع عن استقباله او انه لم يحظ بموافقة سعودية على عكس لبنان الباحث عن ترميم العلاقات وقد طلب ذلك علانية ,بغض النظر عن تلك الفئة التي لا ترى في المسألة الا المال والدعم المالي لخوض حروبها الداخلية على حساب القرارات السيادية والكرامة الوطنية .
في هذا الاطار يلتفت الدبلوماسي المخضرم الى موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي واكب زيارة زكي ,الساعي لتحصيل مكسب للسعودية يمكن ان تفتح له احتمالا بزيارة مملكة الرمال والنفط , بهجوم على حزب الله , عله يلتحق بمن سبقه في تقديم الطاعة والولاء لسفاح اليمن, مع التمني بالحصول على حقيبة فيها ما فيها من اكسير عشية الانتخابات النيابية .
هناك تفسير اخر لقيام جنبلاط,الذي يشبهه البعض بشهر شباط , بشحذ سكينه ضد المقاومة عبر قوله انه صبر كثيرا على حزب الله , مع طلبه اقالة قرداحي والاعتذار من الخليج ,لكنه لم يقل على ماذا صبر,وهو الذي اعترف بانه كان من الرواد المطرودين من حضن تحركات 17 تشرين التي الحقت بلبنان مزيدا من الخراب وانتجت شريحة جديدة من الفاسدين والمفسدين, مع التخوين له.على  ضؤ فشل محطات "الثورة الملونة"كلها في لبنان .
ان هدف جنبلاط الذي اقفل حزب الله الباب في وجهه جراء التجارب المريرة معه وبعد ان عيل صبره تكرارا , يكمن في مسألتين , الاولى تتعلق بالانتخابات النيابية ولا سيما في جبل لبنان وساحل الشوف , حيث للحزب قوة وازنة , والثانية لاستجداء من السعودية التي طالما رفض القيمون على سياستها حاليا استقباله شخصيا فيما تفتح الابواب امام سمير جعجع على مصاريعها الذي لا يريد تحالفا انتخابيا معه .  
لقد منح لبنان الرسمي فرصا كثيرة ولا يزال مستعدا لذلك لاعادة تنظيم العلاقات مع السعودية على قاعدة الاحترام المتبادل , وهي قاعدة غير موجودة في القاموس السعودي , الذي لا يعرف الا  بفرض مشيئته على  من يعتبرهم ضعفاء ماليا من دون الادراك ان القاعدة لا تسري على الاقوياء في نفوسهم . 
تاريخيا ,لم تكن العلاقة بين السعودية ولبنان بحيرة  هادئة، ومياهها صافية , حتى في ذروة ما بعد اتفاق الطائف الذي رعته ,فجذورالأزمة   بين البلدين قديمة ومتجددة، لكن يمكن القول إن جذور الأزمة الأخيرة ، جاءت مباشرة بعد الهزائم المتواصلة للمشروع السعودي المعلن في وضع اليد على اليمن  وقرار تطبيع العلاقات  بين عربان الخليج, وضمنا السعودية  والكيان الصهيوني , وان لم تعلن السعودية بعدالى اين وصلت المحادثات لاعلان العلاقة.وان الدور المطلوب من السعودية اعادة تحريك ادوات مرتهنة لمشيئتها ضد كل من يواجه الغرور الصهيوني وبطشه.
ولذلك فالمتوقع ان تزداد الضغوط في المرحلة المقبلة , ولن تكون بعض المناطق بمنأى عن افتعال مشكلات،وخصوصا   الامني منها  على طريق ابتزاز المقاومة .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل