الجيش الليبي وخطوة على الطريق الصحيح ـ فادي عيد وهيب

الخميس 16 كانون الأول , 2021 08:15 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

بعد اجتماعات وجلسات عديدة منها السري والمعلن، عقدت في العديد من عواصم العالم من أجل توحيد المؤسسة العسكرية الليبية ودمج كتلتي بنغازي وطرابلس في مؤسسة عسكرية واحدة ليكون هناك جيش واحد للدولة الليبية التي تفككت وانهارت على كل الأصعدة بعد ضرب مقاتلات الناتو الجوية للبنية التحتية لليبيا وتصفية مؤسسة الجيش، بضرب قواعده وإغتيال قائده عبد الفتاح يونس 2011م، أتت لأول مرة البشائر الإيجابية لتوحيد المؤسسة العسكرية، بعد أن أكد القائد العام المكلف للقوات المسلحة العربية الليبية الفريق عبد الرازق الناظوري عقب لقائه الأول في سرت بداية الأسبوع الجاري، مع الفريق محمد الحداد رئيس الأركان بحكومة الوحدة المؤقتة، على أن توحيد المؤسسة العسكرية سيتحقق قريباً من دون أي تدخل خارجي، في مشهد لم يكن يتوقعه أكثر المتفائلين بالملف الليبي، ولفت الناظوري، إلى أن اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) ستكون حاضرة في الاجتماعات المقبلة، وقال: "إن كل وجهات النظر في اجتماع سرت كانت متقاربة، واللقاء كان وديا وجديا وعلى أحسن ما يكون، وقد عاهدنا الليبيين على المحافظة على بلادنا، ونحن ننتظر لجنة (5+5) للانضمام لاجتماعات توحيد المؤسسة العسكرية وسوف تكون هناك اجتماعات متتالية من دون أي تدخل أجنبي."

وأكد الناظوري: على أن القوات المسلحة لا تعترض على تأسيس دولة مدنية ديموقراطية في ليبيا وسرعة إنجازها، مشيرًا إلى أن العسكريين بعيدون كل البعد عن الخلافات السياسية التي تحدث الآن، قائلا: "نحن بعيدون عن كل الخلافات والتجاذبات السياسية بين الأحزاب، والقوات المسلحة ستكون داعما للدولة ومحافظة على الوطن والدستور"، مستطرداً، “نحن لن نتدخل في بناء الدولة المدنية ولن نعطي بظهورنا كذلك للمدنيين للعب بالمؤسسة العسكرية وحرمانها من الإمكانيات، فنحن نريد أن نحمي حدودنا وحماية دول الجوار والتي هي معنية كذلك بعدم التدخل في شؤوننا”.

هذا الأمر جعل كل المكونات والاجسام السياسية الليبية ترحب بما جاء في لقاء سرت، وبالتالي فإن هذا اللقاء يعد فعليا أول لقاء "ليبي- ليبي" يأتي بثمار إيجابية، كي تكون خطوة أولى وهامة على الطريق الصحيح لمستقبل الجيش الوطني الليبي الذي سعت أطراف دولية وإقليمية عدة لتدميره، وبالطبع سيكون لتلك الخطوة مردود إيجابي على الصعيد السياسي الليبي بين بنغازي وطرابلس، فتبقى مؤسسة الجيش ذات تأثير في الوضع السياسي بالبلاد.

وعلى أثر ذلك التفاهم دخل رتل عسكري تابع للمنطقة الغربية الى مدينة سرت مساء الاثنين الماضي فى إجراء غير مسبوق، بعد ان تمت عملية الدخول بتنسيق كامل بين الجيش الليبي شرق وغرب ليبيا، كي تعكس تلك الخطوة التقدم الملموس في ملف توحيد المؤسسة العسكرية الليبية.

وحقيقة الأمر، فإن ما جرى بين الناظوري والحداد عمل اللجنة العسكرية 5+5 صار ضرورياً للمضي قدما في اتجاه تثبيت وقف دائم لإطلاق النار، وإخراج كل المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية، وهو ما سيمهد الطريق لتوحيد الجيش الليبي، وبسط السيطرة والأمن على كامل التراب الليبي، فذلك اللقاء يمثل خطوة هامة نحو مشروع بناء الدولة الليبية الجديدة وجيشها الموحد.

وعلى جميع المرشحين للرئاسة وجميع القبائل والأجسام السياسية الليبية ان تكون على مستوى الحدث وقدر المسؤولية، فيكفي ليبيا 11 عاما من الحرب والخراب والإقتتال الداخلي والتأمر الخارجي، وسرقة ثروات ليبيا من ذهب ويورانيوم ونفط، إلى جانب مئات المليارات سواء التي كانت تحت حساب نظام القذافي، أو ما سرق عبر عمليات غسيل أموال كانت بتدبير اجهزة إستخبارات دولية.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل