تحية إلى عماد مغنية ـ أحمد زين الدين

السبت 12 شباط , 2022 08:10 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

أننا نزرع الآمال في جذور الأرض، نغذيها بعطر الفجر، بحب لاح في الأفق البعيد.. حيث الشمس ترسل أشعتها على البشر بإغمار النور، نحملها مودة وحباً أبدياً للأرض والإنسان.

نعانقها ونمضي.. ونسير في طريق الخلاص الآتي لنرفع راية تحرير الأرض والإنسان.

من يافا وحيفا.. إلى القدس الشريف.. إلى كل الأمكنة التي ما زال فيها جوْر وظلم وحيف وقهر واستعباد.

نحن نفتخر بأرضنا ونعتز بترابها..

نحن نفتخر بإنساننا المقاوم، المجاهد، المجتهد، العالم، المتوقد.. ولهذا للشهادة فعل الإيمان وفعل الانتصار، والأمل بالزمن الآتي الطالع من خيرات وبركات المجاهدين والمناضلين الميامين.

ولذا، تظل ذكراك يا عماد الشهداء حاضرة دائماً.. فأي خطوط في يديك جربها الليطاني المتدفق، ولم ولن يراها القتلة وأذنابهم السفلة.

أي خطوط كانت مزروعة في هامك بورود الفلاحين؟

ما سرّك..؟

كنت الحكاية.. واللغز..

لكنك دائماً كنت النسر المحلق، حاد البصر، حاذق البصيرة.. فكنت لذلك فكرة جريئة تدور في كل العقول التي تعمل لخير الإنسان والبشر ولحريته الحقيقية.. ولهذا بعد أن أشهرتَ دمك عرفك مئات الآلاف.. لا بل الملايين الذين رددوا اسمك وأغنيات الخلود.

وهكذا مثلما يأتي الصبح إلينا حاملاً وصايا فجره وجدائل الأحلام تأتي إلينا دائماً كل يوم، مع كل نصر يحققه مقاوم، ومع كل نقطة دم طاهرة تسقط من حراس الأرض والأطفال والورد والياسمين.. فتطل علينا من بين الطلقات سنابل قمح حالمة بالأمل الذي سيزهر على شفاه الأطفال وعلى شواطئ دموعهم.

تأتي إلينا وهجاً ثائراً يخترق جنون الليل يحطم أبواب الصمت.. وتتجمع عندك كل خيوط المسافات الطويلة.

في ذكراك تأتي إلينا باسماً كهدير الليطاني وكتدفق العاصي، فنتأكد معنى الانتصارات العظيمة التي كنت فارسها والقائد..

من الضربات القوية للعدو في كل مكان من أرض الجنوب الثائر، إلى بطولات وانتصارات 1993 و1996 و1999، إلى المجد الكبير بدحر العدو عام 2000، بعد عقود من الرسوخ في ذهن الأعراب "الجيش الذي لا يُقهر".. فقهرته والمجاهدين الذين تعاقبوا على مرور الزمن والسنوات.

تحضرنا في كل آن.. في انتصار غزة، وفي مواجهات المصلين في الأقصى للعدو، وفي القصير، وفي الدفاع عن المقدسات في مقام "الست زينب"، ومع كل دمعة طفل في أرض بلاد الشام، وبلاد الرافدين، وفي كل مكان من دنيا العروبة.

رحلت أيها العماد في الشهادة إلى الخلود، لكن دماءك صارت في النقاء.

صارت شيئاً خالداً مثل الندى.. مثل السماء وكل الأماني المشرقات والزغاريد سوف نلقاها عما قريب.

أنت سافرت في النقاء الأزلي.. لكن مواعيدك القديمة التي ضربتها لم ولن تموت.. فالقيد كما أردت سيتحطم أمام حقل قمح.. رغيف الخبز سيبقى يوحدنا، وبرق الفجر موعدنا سيجمعنا.

هذا الظلام قالت عنه دماء العماد إنه سحابة ستنقشع، هذه الظلامية الإرهابية التي تأتي من التلمودية قالت عنه دماء الشهداء إلى بيت المقدس المواجه للعدو بفتيته والمصلين إنه غبار ستزيله هبّة ريح صغيرة.. هو ذا الوعد الصادق يعلمنا أن النصر قاب قوسي أو أدنى.. وأن "إسرائيل" كانت وما زالت أوهن من بيت العنكبوت.. وغداً حينما يكتمل القمر بذكرى القادة الشهداء، بطلته البهية.. سنصرخ كلنا "لبيك يا نصرالله" مع مواعيد النصر المقبلة.

تحية إلى عماد مغنية في ذكراه العطرة..


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل