من مؤتمرات كمب ديفيد الى شرم الشيخ الى النقب، المؤامر مستمرة.. والسلاح صاح‎‎ ـ يونس عودة

الثلاثاء 29 آذار , 2022 10:44 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

قبل ان تنتهي مفاعيل اجتماع النقب المسمى عنوة ب "قمة النقب " مع انه على مستوى وزراء خارجية برعاية وزير الخارجية الاميركي وحضوره, باعتباره من تناسل "اتفاقات ابراهام" الشريرة، ومن البذور المستنسخة لما يسمى بالتطبيع , على طريق دمج الكيان اللاطبيعي مع المحيط. لا بد من الملاحظة بان المسألة الأساسية ,لم تكن القضية الفلسطينية , ولا حتى كانت هامشية في لقاء الأحبة الخبثاء الذين تجمعهم الكراهية لكل ما هو انساني.

لقد ركزالتحالف الانتقامي الجديد والعدواني كأحد افرازات صفقة القرن وما سبقها من تراكم نفاياتي, على مسألة واحدة في مناقشاتهم , "دفع تعاون في مجال الأمن مقابل إيران"، ووصفوا خطوة كهذه بأنها "هندسة أمن إقليمي"، تهدف إلى بلورة "حلول رادعة مقابل التهديدات في الجو والبحر".وفي هذا السياق اعتبرت صحيفة هآرتس"أن عقد اجتماع وزراء الخارجية يبعث برسالة واضحة إلى إيران، وكذلك إلى الإدارة الأميركية التي تفاوضها، بأن "التقارب الأمني بين دول الخليج، المغرب ومصر مع إسرائيل، بكل ما يتعلق بمواجهة هجمات الطائرات المسيرة والجهود النووية، هي ليست حقيقة منتهية فقط، وإنما هذا تقارب معلن".وبحسب موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن الهدف من ذلك جعل "منتدى النقب" لقاء يعقد مرة كل بضعة أشهر، أو ربما مرة واحدة في العام، سواء كان في إسرائيل أو في أي مكان آخر، على أن يتم دعوة مزيد من الدول إليه لبحث القضايا الإقليمية. 

ليس غريبا عدم صدور بيان يعبر عما دار من مداولات في "كيبوتس"انشأ على ارض فلسطينية محتلة , لكن الغريب ان اللقاء في جوهره تحول الى مجرد منبر لادانة عملية "الخضيرة ",,وقد قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، إن "هدف الإرهابيين تخويفنا وجعلنا نحجم عن بناء علاقات بيننا ولن ينجحوا". مضيفاً  أن "عدونا المشترك هو إيران ومن هم وكلاء لها، ما نقوم به هنا هو صنع التاريخ وبناء أسس إقليمية تستند إلى التعاون المشترك".وتابع وزير الخارجية الإسرائيلي أنه "نفتح اليوم الباب أمام كل الناس في المنطقة بمن فيهم الفلسطينيون لنبذ الإرهاب والمساهمة في البناء".

صحيح ما ورد على لسان  وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن الذي قال باختصار شديد إن "هذا الاجتماع كان يستحيل تخيله قبل أعوام. نحن نعمل معا لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة القادمة من إيران وحلفائها".وقال إن "اتفاقات أبراهام" ليست بديلا عن المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين, اما الاخطر فكان ما قاله وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد،  إن "هذه لحظة تاريخية لكل من هم على المنصة وفي القاعة وخارجها، ما نحاول فعله هو تغيير السردية وبناء مستقبل مختلف".

ان "السردية"التي يريدها هؤلاء , هو انهاء القضية الفلسطينية , وقد لاقى بن زايد الذي تهتز عظام والده في ضريحه جراء افعال ورثته , الوزير الصهيوني يائير ليبيد بأن على الفلسطينيين إلقاء السلاح والانضمام الى "سردية"بن زايد الاستسلامية , مع علم الجميع ان كل الاتفاقات من كمب ديفيد 1977الى مؤتمر مدريد 1991, الى اوسلو 1993,الى وادي عربة ,الى "واي ريفر " الى قمم شرم الشيخ والاحتفالية غير المسبوقة بحضور نصف زعماء الكرة الارضية انئذٍ 1999, الى انابوليس , ومعها كل الوثائق المقدمة، ذرتها رياح المقاومة الفلسطينية بالبندقية والصواريخ , بعدما نسفتها اسرائيل من أساسها الى راسها بدءاً من اعادة الاراضي وصولا الى عدم توسيع الاستيطان الذي انتشر كخلايا سرطانية بين القرى والبلدات الفلسطينية , ولم يبق من الاتفاقات سوى التنسيق الأمني الذي تستفيد منه المخابرات الاسرائيلية في كشف المناضلين الفلسطينيين .

لقد كانت خلاصة مؤتمر شرم الشيخ حرفيا ,"اتفق الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني على أن أساس التسوية النهائية بينهما ستؤول الى تنفيذ قراري الأمم المتحدة 242 و 338،ومعالجة الأحداث المتعلقة بالإرهاب، والقبض على المشتبه بهم بأقصى سرعة وتقديم تقرير لإسرائيل بذلك. على أن يبذل الطرفان كل جهد من أجل استكمال اتفاق إطار حول كل قضايا التسوية الدائمة خلال خمسة أشهر من موعد استئناف مباحثات التسوية الدائمة، وتستأنف المباحثات حول التسوية النهائية بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الإفراج عن الأسرى، والمرحلة الثانية من إعادة الانتشار الأول والثاني في موعد أقصاه 13 أيلول 1999".

لقد نسفت اسرائيل كل ذلك , ومنذ ذلك الحين , اجتماعات ومبادرات عربية ودولية , والكيان الصهيوني من تقدم في السياسة , وتراجع في الأمن ,وها هو يعيش اليوم مرحلة من أصعب مراحل تكوينه الذي يقوم على نظرية الأمن والقتل والعدوان , وسوف يتحول اجتماع وزراء الخارجية في النقب الى  منتدى دائم يسمى "منتدى النقب"، حيث سيجتمع كل عام أو أقل لمناقشة القضايا الإقليمية.وسيبقى بالمقابل السلاح الفلسطيني المحتضن من محور المقاومة وهو احد مكوناته المركزية.
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل