الترشيحات الإنتخابية.. ثورة تبحث عن بقاياها ـ أمين أبوراشد

الأربعاء 30 آذار , 2022 10:30 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

قد تكون السِّمَة الأبرز في الترشيحات للإنتخابات النيابية 2022، أن "ثوار 17 تشرين" لم تجمعهم لائحة توافقية واحدة في أية دائرة إنتخابية، سيما وأن المنطق "الثورجي" يسود الغالبية الساحقة من المرشحين من الشمال الى الجنوب، سواء كانوا نواباً حاليين أو طارئين على الحياة السياسية، مُنتمين إلى أحزاب سياسية، أو عائلات تُحاول استعادة الدور، ولا حاجة لأي برنامج إنتخابي لأنه واحدٌ موحَّد، من إدعاء مكافحة الفساد الى الهجوم على العهد وسلاح المقاومة، وسط بانوراما مُقزِّزة لوجوهٍ تقليدية اعتلت أكتاف ما تُسمَّى ثورة.

ومن الأسماء "الثورية" الجديدة على الساحة السياسية، يبرُز مثلاً في عكار إسم العميد جورج نادر، حامل لواء الدفاع عن حقوق المُتقاعدين العسكريين، الذي وصلت به الأمور الى محاولة احتلال وزارة الخارجية، ويدخل معه ضمن المشهدية نفسها في لائحة مُنافِسة، النائب "المستقبلي سابقاً" هادي حبيش، الذي كان أول المُتمرِّدين على قرار الرئيس سعد الحريري بالعزوف، وهو الذي "لقط على حاشية الدبكة الداعشية" عندما كان الجيش اللبناني يتعرَّض للإعتداءات الإرهابية، ونُنهي مع "ثوار عكار" بالنائب السابق طلال المرعبي الذي يسعى لوراثة مقعد نجله طارق العازف عن الترشُّح!

ليست مشهدية طرابلس مختلفة، سواء تناولنا مسيرة اللواء أشرف ريفي ضمن "الثوار"،  أو نجل النائب محمد كبارة الذي استلم سيف العزّ العائلي عن والده، وهو يُماثل ميشال معوَّض في زغرتا ومجد حرب وسامر سعادة في البترون، والسُبحة تطول في الإقطاع السياسي بوجوه "ثورية"، وصولاً الى كسروان حيث الثوار الجُدد، فريد هيكل الخازن ونعمت افرام ومنصور البون، والى المتن حيث يُحمَل المُرشح ميشال الياس المر على الأكتاف ولا يحمل في شخصه وشخصيته سوى صورة جدِّه بحماية هيبة أنتربول والده، وننتهي مع الثائر الأشرس سامي الجميِّل الذي يُهلوس بأكثرية نيابية تنتخب رئيساً سيادياً، وهو بالكاد ستكون كتلة حزبه النيابية حمولة دراجة هوائية. 

وننقل معنا خيبة الكتائب الى بيروت الأولى، حيث يواجه الجميِّل الثاني نديم، ترشيحات غير مسبوقة، مع دخول "قوات جعجع" على خط إقصائه، وعلى هامش الصراع العائلي /الحزبي في بيروت الأولى، تبرز أزمة جماعة الثورة الباحثين عن بقاياهم في الساحة البيروتية، سواء في الأولى أو الثانية، تماماً كما يحاول الرئيس فؤاد السنيورة لملمة بقايا "المستقبل" بدعم ترشيحات مستقبلية بوجوه "بربارة"، سيما وأنه واجه رفضاً صريحاً من معظم الشارع السُنِّي لمبدأ حلوله جزئياً مكان الرئيس سعد الحريري، ولا غطاء خليجي له، مع أن الأموال بدأت تتدفق لأكثر من جهة وفق تصريح الخبير الإنتخابي ربيع الهبر، لكن مشكلة "قُدامى المستقبل" وفق تعبير الهبر، أن بعض ماكيناتهم الإنتخابية لم تقبض بدلات أتعابها عن الإنتخابات الماضية عام 2018. واختفاء أثر بيت الحريري لا ينسحب فقط على بيروت، بل هو قاسٍ أكثر في صيدا، حيث لا وجود لهم لا عبر مَن تؤيده السيدة بهية من تحت الطاولة ولا مَن يُحرِّضه السنيورة من فوقها. 

وسط هذه الخلطات للوائح الإنتخابية المُرتقبة، وهذا التمازج للكلّ بمواجهة الكلّ، عائلي على حزبي على ثورجي، لا نرى المجلس النيابي القادم لبنانياً، سوى أنه شبيه "جاط الفتوش"، المعجوق بنفسه دون أن يًشبع أحداً، بصرف النظر عن المكوِّنات داخله، لأن المكوِّنات لا تُغري أحداً، وهي إما انتهت صلاحيتها وباتت عَفِنَة، أو أن بعضها لم تنضج بعد لتكون على المائدة الوطنية.. 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل