الإنتخابات النيابية، بين صناديق الفرجة وصناديق الإقتراع ـ أمين أبوراشد

الأربعاء 20 نيسان , 2022 09:34 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

لا تشبه معارك إنتخابات العام 2022 سابقاتها في شيء، وما كان مُعيباً على مستوى توزيع المال الإنتخابي في الماضي، بات الآن على عينك يا تاجر، بدءاً من المساعدات العينية والتنفيعات، وصولاً الى الدفع النقدي المُجزي الذي يراعي غلاء المعيشة، مع تسجيل المزيد من التلوُّث في بيئة الجو العام، حيث تُستخدم الشعارات الفارغة عبر اليافطات على الطرقات أم عبر إطلالات المُرشحين ببرامج "التوك شو" وتلاحق اللبنانيين في بيوتهم، والنتيجة العملية لغاية الآن، قسائم مشتريات خضار وخبز وبنزين، وصولاً الى كراتين بيض الدجاج وبيض شوكولا كيندر على نكهة السالمونيلا!

الفارق الكبير بين إنتخابات العام 2022 وانتخابات 2018، أن تجربة لعبة الحواصل وسُبل اكتساب الصوت التفضيلي في القانون النسبي، كانت جديدة على الجميع في الدورة الماضية، ما عزز فقدان الثقة هذه الدورة بين حلفاء الأمس التقليديين، وبين دُعاة التغيير أيضاً، وهذا هو سبب ارتفاع عدد اللوائح أكثر من 30% عن الإنتخابات الماضية، إضافة الى تأجيل إعلان بعض التحالفات الى ربع الساعة الأخير من المهلة القانونية، نتيجة تشكيك الكلّ بالكلّ، ورفض الذين كانوا سلالماً لتأمين حاصل سواهم عام 2018 أن يكرروا التجربة.

وغياب الثقة، جعل لكل مرشَّح ماكينته الإنتخابية الخاصة، بحيث يبلغ عدد ماكينات كل لائحة عدد المرشحين فيها، ومهام كل ماكينة العمل على تأمين حاصل مُشغِّلها، هذا لدى أحزاب اعترفت أن تحالفها مع أحزاب أخرى مجرد رفقة إنتخابية، أما "الثوار" فإن التمزُّق الذي يُعانون منه، جعلهم لا يلتقون في أية لائحة على امتداد الخارطة الإنتخابية، وما داموا قد اختلفوا في الحقل، سيفترقون حُكماً في المجلس لو وصلوا.

والأهم في موضوع المجلس النيابي المقبل، أن القادمين إليه لا يحملون بغالبيتهم كفاءات تشريع، ولا برامجاً إنتخابية، والبرنامج الأوحد المخطوط بالكراهية هو الهجوم على عهد الرئيس ميشال عون وسلاح حزب الله، سواء وَرَد الخطاب الإنتخابي من مرشَّح مذهبي حاقد على المقاومة، أم من مذهبي آخر يستنهض الحركة الوطنية بهدف الإنتقاص من قيمة هذه المقاومة، وهو في زمن الحركة الوطنية كان في عمر الرضاعة.

عسى هذه الإنتخابات تمضي على خير، خصوصاً أنها بدأت بغياب أو انهيار مجد أقطاب، وستنتهي بانهيارات أخرى يوم الإقتراع، وهذا ما تتنبأ به بعض استطلاعات الرأي التي تؤكد المصير السيء لوحدة بقايا 14 آذار بعد رحيل سعد الحريري وصعوبة عودته مجدداً، وفشل شقيقه في وراثته على المستوى الشعبي، وفي ما عدا ذلك محاولات مكابرة سياسية من غيلان سلطة تقليديين لن تُغيِّر في حقيقة النتائج القادمة، المحسومة لصالح حلفاء المقاومة مهما بلغ الفريق الآخر مبلغ الفجور، وليس لدينا مُتَّسع لإجراء جردة للنتائج التي نتوقَّعها من عكار الى الجنوب مروراً بدوائر الداخل، لكننا نرغب التأكيد واثقين، أنها كما نراها للفريق المُراهن على الدعم الإقليمي ولو في عودة سفير، ستكون كتجارة جحا بالبيض، سواء كان بيض دجاج يوزَّعه إقليم الكورة الكتائبي، أو بيض شوكولا كيندر بنكهة السالمونيلا يوزعه من وزع براميل النفايات السامة يوماً، وفصح مجيد بكل ألوان البيض، والى المزيد من صناديق الفرجة قبل موعد فتح وإغلاق صناديق الإقتراع... 


 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل