المسيرات : الرسالة .. الاهداف واي خلاصات‎‎ ـ يونس عودة

الثلاثاء 05 تموز , 2022 10:15 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

واهم من يعتقد ان المقاومة على عجلة من أمرها , وواهم كل من يعتقد ان الحقوق اللبنانية البحرية يمكن ان يفرط بها, او يتسلل السبات الى عيون الساهرين منذ الطلقة الاولى والقسم العظيم , رغم تلكؤ السلطات الرسمية المعنية في تحديد الخط اللبناني البحري ,وانتظار الجواب الأميركي المعروف سلفا .

وبين التلكؤ , والرهان على الوقت , وبين ما يجري في الميدان بون شاسع .اذ ان المقاومة التي أعلنت ووعدت على لسان الأمين العام السيد حسن نصرالله , تواصل اعداد العدة للحظة الحاسمة أيا كانت ,وليست عملية ارسال المسيرات الثلاث , الا إيذانا بالجهوزية الكاملة , غير المرئية للعموم , وإعلان مباشر بلا قفازات , او مجاملات للداخل , بأن الحقوق لا تنتظر أجوبة الولايات المتحدة , ولا إسرائيل وهذ الأخيرة بكل تكويناتها الأمنية والعسكرية هي أكثر من فهم رسالة المسيرات , وما البيان المقتضب الصادر عن المقاومة الإسلامية عن ارسال المسيرات غير المسلحة في اتجاه المنطقة المتنازع عليها" عند حقل "كاريش"،, الا دليلاً واضحاً على انجاز المهمة المحددة بالاستطلاع , وبث الملتقط الى غرفة إدارة العملية وهو ما أكدته المقاومة  أنّ "المسيّرات أنجزت المهمة المطلوبة، وأوصلت الرسالة": انذار جوي , بالتوقف عن سرقة النفط ,ما دام لم يجر ترسيم نهائي للحدود البحرية , وفي الجوهر إمكانية ارسال عشرات , ان لم يكن مئات المسيرات دفعة واحدة , ومسلحة , باشكال مختلفة من المتفجرات الى تفجير نفسها , وبالتحكم , في الاعمال الجارية , سواء أكان سفنا للاستخراج , او منصات على اشكالها , يمكن ان يشاهدها العالم كله وهي تحترق .

في المضمون ترجمت المسيرات الثلاث , والامر بالتدريج ,خطاب الأمين العام السيد نصرالله , بان الأمر ليس فقط تشكيل لجنة لملف الحدود البحرية , وانما حمل المسؤولية في الدفاع عن لبنان وثراوته , وهو ما فهمته الأجهزة الصهيونية ورعاتها ,وقد عبرت وسائل إعلام إسرائيلية عن ذلك بالقول إن "الطائرات المسيّرة التي أطلقها حزب الله نحو منصة كاريش كانت تهدف إلى إرسال رسالة إلى إسرائيل مفادها أنه يجب أن تستجيبوا لمطالبنا"،  

وكتب موقع "والاه" الإسرائيلي أن "الخشية في المؤسسة الأمنية هي من هجمات أخرى لحزب الله "، مشيراً إلى أن "إسرائيل أمام مشكلة في كيفية الرد وأمامها خياران، إما الاستعداد للعملية القادمة، وإما المخاطرة بتصعيد مع حزب الله". مضيفاً: "اعتراض الطائرات المسيّرة الثلاث التي شقت طريقها إلى منصة الغاز كاريش ، يتزامن مع محاولات المؤسسة الأمنية تهدئة الحماس".

ورأى الموقع أن "عملية حزب الله تحمل في طياتها تداعيات هامة على المفاوضات لترسيم الحدود البحرية، ونطاق القوات التي سيكرسها الجيش الإسرائيلي الآن لحماية المنطقة ومواجهة التهديدات الأخرى. هذا الى جانب المس بالشعور بالأمن لدى العاملين في منصة الغاز كاريش، الذين تعرفوا اليوم على نموذج واضح لما هو قادر حزب الله على فعله إذا قرر تغيير هدف الطائرات المسيرة من المراقبة إلى الهجوم، وحتى إلى إطلاق الصواريخ ضد المنصة".

لا شك , ان أركان القيادات الصهيونية على اختلافها، تضرب اخماسا باسداس ,رغم المكابرة امام الجمهور , فتلك القيادات عالقة , في زاوية حادة , هل هي قادرة على تحمل تبعات اتخاذ قرار متهور , يؤدي الى تداعيات لا تعرف الإجابة عنها , سيما مع اقتراب جولة الرئيس الأميركي جو بايدن حيث ستكون تل ابيب ابرز محطاتها .

لقد اقرت مؤسسات إسرائيلية أنه "لدى حزب الله قدرات أكثر أهمية بكثير من القدرة التي تم إظهارها ، والتي كان هدفها الأساسي هو إيصال رسالة وليس بالضرورة إلحاق الأذى"، مضيفة أن "الكلمة الأخيرة في المعركة على المياه الاقتصادية لم تقل بعد، ومن المتوقع أن تستمر".

العقيد في الاحتياط الإسرائيلي، يوسي لنغوتسكي، قال: إنه "لو تمّت مهاجمة كاريش لكان من الممكن أن يكون حدثاً خطيراً جداً. إنها منصة خاصة جداً، بنيت في الشرق البعيد، وعلى مدى فترة زمنية طويلة جداً، ضربها يمكن أن يشل استخراج الغاز. واقع وجودها على بعد 90 كلم، خلافاً لمنصتي تمار ولفيتان الواقعتين قرب الشاطئ، يضر بنا ومن الصعب حمايتها".

 

في السياق نفسه، قال الضابط في الاحتياط الإسرائيلي، امير افيفي: إن "حزب الله قادر على مهاجمة أهداف استراتيجية في إسرائيل بواسطة مئات المسيرات في آن واحد"، مضيفاً أن "حزب الله، في العقد الأخير، زاد تسلحه بطائرات مسيرة من 50 مسيرة إلى أكثر من ألفي مسيرة".

أضاف: "تخيلوا لو أرسل سرباً من 100 مسيرة وعبرت الحدود نحو ميناء حيفا. يوجد هنا تحدٍ عملاني بحجم مغاير. من المهم أن نعرف أن الإيرانيين وحزب الله لا يخشون الاحتكاك، ولا يخشون من الفشل بين فترة وأخرى. هم يدرسون ويحتكون ويتعاظمون ويخططون لمعركة أكبر بعشرات الأضعاف مما عرفناه حتى الآن".  

وقال الضابط الإسرائيلي إن "هذا الحادث فيه نقطتان تثيران قلق المؤسسة الأمنية: إطلاق مسيرات، وصواريخ دقيقة باتجاه طائرات سلاح الجو أو مقرات قيادية، هذا بالفعل يطير النوم من عيون المؤسسة الأمنية".  

وبناء على تلك الهواجس التي تكبل الكيان الصهيوني ,تعمد قيادات الاحتلال , الى زرع الشقاق بين اللبنانيين على هذه الخلفية , سيما أولئك الذين يعتبرون دمى غب الطلب , ولا يخجلون من ترداد الخطاب الإسرائيلي والأميركي في مسائل حساسة , على حساب الحقوق الوطنية اللبنانية , وأولئك الذين انبروا بعد الانتخابات النيابية للمزايدة على الخط 29 , والعزف , على وتر, بان المقاومة متواطئة على الحقوق , تراهم اليوم وقد اعيدوا للمهمة يتحدثون عن مخاطر تهديد المقاومة الجوي للاعتداءات الإسرائيلية , والبكاء على السيادة التي باتت في فهمهم انها خطاب موسمي حيث تدعو المصلحة الخاصة , او كما يريد الاسياد والرعاة .

لا يجب النظر الى العملية الاستطلاعية , وهي من ضمن المقدمات الطبيعية في جمع المعلومات لبناء خطة متكاملة , على انها شيء منفصل في الدفاع عن السيادة الوطنية , والحقوق والثروة العامة , بل انها في صلب المطلوب وطنيا , ولذلك فانها على الرغم من موقعها قياسا الى الحرب الاتية بلا ريب , ولو بعد حين , ستدفع الأميركي , هوكشتاين وغيره الى إعادة النظر في التباطؤ الذي يريد منه افساح المجال امام الإسرائيليين لاستثمار الوقت وسرقة حقوق لبنانية , كما يجب ان تفتح عيون المفاوض اللبناني بان له ظهيرا , يعتمد عليه , في تقوية موقفه وتصليبه , والنقاش بجرأة , لا مداهنة فيها للاميركي الصلف , وقد خبر الجميع هذا الأخير , بأن هدفه الترويج لما تريده إسرائيل , وان لم يتقبل المفاوض اللبناني ذلك , يلجأ الى الضغط , ومن بينها لي ذراع لبنان عبر الاقتصاد والتجويع .

لقد كان لافتا ان اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأول برئاسة يأئير لابيد دام اكثر من 25 دقيقة, بعد ان كرر مواقف أسلافه ضد إيران وحزب الله وحماس. وقال إن "علينا العمل ضد إيران وحماس وحزب الله في جميع الجبهات وفي أي وقت، وهذا ما سنفعله بالضبط",  
لا شك , فان أي قرار ستقدم عليه القيادة الصهيونية , لا بد ان يأخذ معيارين أساسيين في الميدان الى جانب الكفاءة البشرية للمقاتل , وهما الصواريخ والمسيرات , وفي هذا السياق ووفق اعترافات إسرائيلية فان منظومات الدفاع الإسرائيلية تواجه مصاعب في التصدي لبعض الطائرات البسيطة، "فالسماء لا يمكن إغلاقها بنجاح 100 في المئة، من لبنان إلى غزة وسوريا، ومع ذلك، فإن استخدام تكنولوجيا الليزر الكهربائي كمكمل لمنظومات الدفاع في المستقبل، والتي أجريت عليها تحسينات في السنوات الأخيرة، سوف تحسن الرد العملياتي مستقبلا"., ومن المعروف ان التحسين أيضا يشمل مكونات محور المقاومة , ولذلك , لا يجب ان يغرن الهدؤ احداً .
...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل