قراءة في العدوان على قطاع غزة 1 / 3 ـ رامز مصطفى

الخميس 18 آب , 2022 10:08 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

العدوان الأخير على قطاع غزة حظيّ بالكثير من الاهتمام والمتابعة، مشرّعاً الأبواب على كثير من القراءات والتحليلات والنقاشات، وحمل بعضها الكثير من التساؤلات. جاء في أولوياتها، لماذا جعل كيان الاحتلال الصهيوني من هدف عدوانه الرئيس على القطاع اجتثاث حركة الجهاد الإسلامي، أو على الأقل إضعافها بشكل يشل قدراتها القتالية؟ وبدأ عدوانه باغتيال القائد تيسير الجعبري؟ . وماذا في توقيت العدوان وخلفياته وأهدافه؟ .

وماذا عن حركة الجهاد الإسلامي، ومعركة وحدة الساحات، هل خرجت من المعركة رابحة، على الرغم من الثمن الغالي الذي دفعته، أكثر تماسكاً، وقدرةً على رد العدوان؟، وما هي الدروس المستخلصة عند الحركة بعد المعركة؟ . وفي الطريق لا تخلو تلك التساؤلات من طرح علامات استفهام على عدم مشاركة كتائب عز الدين القسام في مواجهة العدوان، خصوصاً أن العدو الصهيوني قد تعمّد في تصريح لم يخل من الخبث والدس الرخيص والوقح، أنّ حماس ليست مستهدفة.

منذ ما بعد معركة "سيف القدس" في أيار 2021، وما تمخض عنها من نتائج جاءت في مصلحة قوى المقاومة، بدأ كيان الاحتلال يتحضّر لعمل عسكري علّه يكسر من خلاله ما بات يتلمسه وبالوقائع عن ترابط بين ساحات المواجهة في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وصولاً إلى مناطقنا الفلسطينية المحتلة عام 1948، التي كان أبناء شعبنا هناك جزءاً أصيلاً في معركة " سيف القدس".

وما تلا ذلك من أعمال مقاومة في عمق الكيان الصهيوني، في مغتصبة تل أبيب والخضيرة والنقب، وليس أخرها في القدس قبل أيام. وما شهدته وما زالت تشهده مدن الضفة الغربية في جنين ونابلس والخليل، والتي شكلت قلقاً متزايداً لقادة الكيان، بعد الظهور العلني لكتيبة جنين، والتنسيق اللصيق بين الكتيبة وكتائب شهداء الأقصى في مواجهة الاقتحامات العسكرية لقوات الاحتلال والمستعربين.

التحضيرات للعملية العسكرية وضعت في دائرة استهدافها الرئيسي حركة الجهاد الإسلامي، التي يعتبرها قادة الكيان المسؤولة عن تصاعد أعمال المقاومة في الضفة الغربية، من خلال تشكيلها لكتيبة جنين وكتيبة نابلس، ومحاولة تعميم التجربة على بقية مدن ومناطق الضفة وحتى داخل القدس.

وبالتالي هو يعتبرها عصية على الاحتواء بهدف ثنيها التراجع أو إبداء المرونة السياسية على حساب برنامجها السياسي القائم على مقاومة الاحتلال وعدم الاعتراف به، وأرض فلسطين من بحرها إلى نهرها وطن الشعب الفلسطيني، وطرد وكنس الاحتلال ومشروعه الصهيوني هدف إستراتيجي، لا يتحقق إلاّ عن طريق المقاومة وحدها.

والكيان من أجل تحقيق هدفه المعلن، بدأ بتعطيل الكثير من المظاهر الحياتية في العديد من المدن، وخصوصاً في مناطق غلاف غزة، وإغلاق المعابر مع القطاع، واستدعاء الاحتياط. والطلب من المستوطنين في غلاف غزة التزام سكن وحداتهم الاستيطانية.

وترافقت تلك الإجراءات مع حملة إعلامية ممنهجة ومنسقة ضد حركة الجهاد الإسلامي واتهامها بأنها تحضر لعمل عسكري رداً على اعتقال الشيخ بسام السعدي في جنين.

وذلك بهدف تحضير المشهد لتنفيذ العملية العسكرية لسحق ما اعتقده واهماً بقدرته على اجتثاث حركة الجهاد الإسلامي.

والكيان وعلى توازٍ بما يخدم هدفه،  مارس تضليلاً متعمداً من خلال الوساطة المصرية، من خلال الإيحاء أنّه يقبل بتلك الوساطة، وهو جاد في تنفيذ ما يخلص إليه الوسيط المصري.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل