اسباب التمرد على السياسة الاميركية في الداخل والخارج ـ يونس عودة

الثلاثاء 18 تشرين الأول , 2022 08:43 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

الكذب ,وخيانة الوعود والعهود, سمة أساسية تطبع السياسة الأميركية , وقد طورت واشنطن مع خبراء حلف الناتو  هذه السمة , بعد ان استنساخ شرايين إضافية لها من روحيات عمل الكيان الصهيوني المؤقت , ولعل ما قاله الرئيس الجمهوري الأميركي السابق دونالد ترامب وهو الأقرب من بين الرؤساء الاميركيين لقادة الاحتلال كما يقدم نفسه,والأكثر خدمة لهم منذ انشاء الكيان على ارض فلسطين, دليلا لا يقبل الجدل ولا الشك ابدا,كما ان ما اعلنه ابن الحزب "الديمقراطي "الأميركي الرئيس الأسبق باراك أوباما ولو بلغو دبلوماسي يؤكد تلك الحقيقة, وكذلك ما صدر عن العديد من أعضاء الكونغرس في هذا  السياق.

ليس غريبا ان يصل أي منخرط في السياسة الى نتيجة مماثلة , سواء بالنسبة لابشع احتلال  , او بالنسبة لدولة كبرى تقوم على العدوان والغزو ونهب الشعوب والسيطرة على مقدراتها وإخضاع سياسييها لمنظومة ولاء خطير تحت شعار ممجوج "الديمقراطية " وفق المفهوم الأميركي.

لقد اتهم  ترامب اليهود الأميركيين بنكران الجميل، حيث قال : أنه لم يقدم أي من الزعماء الأميركيين ولا غيرهم لإسرائيل ما قدمه هو، وأشار إلى أن الإنجيليين يقدرون ما قدمه لإسرائيل أكثر من أتباع الديانة اليهودية , كما سبق ان هاجم ترامب، أقرب حلفائه، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، لعدم مراعاة شعوره والإسراع في تهنئة جو بايدن بفوزه بالانتخابات الرئاسية، وصب غضبه على نتنياهو بالقول : "اللعنة عليه ( F ** k him)".

صحيح ان كلام ترامب تعرض لانتقادات في بعض الأوساط الأميركية ،خصوصا أنها جاءت بعد أسابيع قليلة من تصريحات أحدى مؤيدي ترامب المعروفين بشأن "الغدر اليهودي"وهي كاني ويست والتي اتهمت "بمعاداة السامية".

بينما علقت صحيفة "جيروزاليم بوست" على الموضوع ساخرة بأن هذا ليس السباق الأول لرعاة البقر الذي يشارك فيه ترامب، فتصريحاته المتعلقة باليهود وإسرائيل والإنجيليين لا تتوقف.

ونشرت أفيفا كلومباس عضو البعثة الإسرائيلية السابقة في الأمم المتحدة معلقة: "ها هو ترامب يسكب الزيت على نيران القمامة اللاسامية بمطالبته اليهود الأميركيين بالولاء له".

هكذا  هي الأمور التنكر للعهود  من"اليهود"كما سماهم ترامب نفسه , ولو قدم لهم ما لايحلمون به ,وهذا ما يجب ان يكون صفعة للمهرولين الى اتفاق بلا أفق واضح كحال أكذوبة "اتفاق ابراهام" أو أي اسم أخر .  

ليس غضب ترامب على اليهود , اقل من غضبه على الإدارة الأميركية الحالية وادائها , وهو ما يشاطره به , مسؤولون من الحزبين الوحيدين في الولايات المتحدة , بحيث لم تترك اوصاف بذيئة لم تطلق  جراء الخداع والاضاليل المعتمدة باتجاه الداخل كما في السياسة الخارجية وتبرير عمليات الغزو فالرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، هاجم من وصفهم بـ"الديمقراطيين القاتلين للحماسة"، لأنهم وقعوا ضحية "التلاعب بالسياسة".وقال إن الديمقراطيين ابتعدوا عن رسالة المساواة إلى "التوبيخ" في القضايا الاجتماعية، مضيفا: "في بعض الأحيان، يريد الناس فقط ألا يشعروا وكأنهم يسيرون على قشر البيض، ويريدون بعض الاعتراف بأن الحياة فوضوية وأننا جميعا، في أي لحظة، يمكن أن نقول الأشياء بطريقة خاطئة، ونرتكب الأخطاء".وقال إن "الديمقراطيين، بمن فيهم هو شخصيا، يرون أحيانا أن رسالتهم تتعثر بسبب سياسة التلاعب".

ان سياسة التلاعب –ومعناها الحقيقي الكذب المبرم ,أقر بها   المكتب الصحفي للبيت الأبيض بإعلان واضح أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، رفض الاعتراف بتأثير الدولار الأميركي على المشاكل القائمة في الاقتصاد العالمي.وقول الرئيس الأميركي في اطار التمادي بالكذب والتضليل : "تنحصر القضية في نقص النمو الاقتصادي والسياسة المعقولة في الدول الأخرى، لا في الولايات المتحدة".وان قضية "التضخم العالمي" التي تزداد سوءا في دول أخرى أكثر مما عليه في الولايات المتحدة.وقال بايدن: "اقتصادنا قوي للغاية".

وهذا ما اثار ردود غاضبة عبر عن جزئية فيها  السيناتور الجمهوري، ريك سكوت الذي اعتبر  إن الأميركيين سئموا من سياسات الرئيس جو بايدن الذي يتجاهل مشاكلهم الملحة.وان "الإدارة الأميركية الحالية تتصرف كطفل لا يريد تحمل المسؤولية".و"الأمريكيون سئموا من رئيس لا يهتم بأسعار الغاز أو أسعار المواد الغذائية. إنه مجرد لا يهتم بذلك".ولفت السيناتور ألى أن بايدن لا يريد التحدث عن المشاكل "إنه في عالم الأحلام. هذا رجل ليس لديه فكرة عما يحدث بالفعل في العالم الحقيقي".

ان التمرد على السياسة  الداخلية , تتوازى مع التمرد في الخارج , ولعل ما حدث في اجتماع اوبك الاخير من قرار تمردي على ادارة  بايدن التي تريد زيادة كميات الانتاج , , اظهر انه حتى السعودية لم تعد تطيق الصلف الأميركي المتمثل حاليا بإدارة بايدن, وهي التي تحملت اهانات ترامب عندما اعلن اننا اذا اوقفنا دعمنا لكم وحمايتكم ينهار النظام السعودي باقل من أسبوعين,وقد نال عشرات المليارات مقابل تلك الجملةالتهديدية, مصحوبة  بابتسامات الرضى ,حتى ان ساسة اميركيون وكذلك الصحافة اعتبرت أن قرار السعودية بخفض إنتاج النفط، يعد صفعة في وجه الرئيس الأميركي بايدن، الذي سافر إلى السعودية في تموز بهدف واضح هو إقناع النظام بزيادة إنتاج النفط.  وأشارت صحيفة اميركية في مقال ، إلى أن بايدن كان يأمل من زيارته هذه أن تؤدي الى زيادة إنتاج النفط و إلى  تراجع في أسعار البنزين في الولايات المتحدة، لافتة إلى أن الدعوات إلى قطع إمدادات الأسلحة عن السعودية، ركزت على تأثير موقف الرياض على إنتاج النفط في المساعدة على استمرار الحرب في أوكرانيا.

وأضافت: "قد تؤدي الضجة حول دعم الرياض لروسيا إلى قلب المد السياسي، مما يعزز الدعم لقرار صلاحيات الحرب في اليمن الذي من شأنه أن يقطع عمليات نقل الأسلحة الأميركية وقطع الغيار والصيانة للجيش  السعودي"، مشددة على أنه "كلما حدث ذلك مبكرا، كان ذلك أفضل، سواء لمصالح الولايات المتحدة أو اليمن


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل