مفاجآت روسيّة مُرتقبة في أوكرانيا.. هل تتمّ تصفية زيلينسكي؟ - ماجدة الحاج

الخميس 27 تشرين الأول , 2022 08:58 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

حافّة حرب نووية يقود حلف "النّاتو"بقيادة الولايات المتحدة مسار المواجهة المحتدمة بالوكالة مع روسيا في أوكرانيا، مع خطر تحوّلها الى حرب مباشرة سيّما مع نشر الكتيبة 101 الأميركية-"النّسور الصّاخبة على الحدود الرّومانيّة مع أوكرانيا في سابقة هي الأولى منذ ما يقرب ال 80 عاما، لتكتشف الإستخبارات الرّوسيّة بالتزامن مخطّط تجهيز اوكراني لاستخدام "قنبلة قذرة" نووية لاتهام روسيا.. فهل هو ترابط بريء في توقيته؟ وهل تجهّزت تلك الكتيبة فعليّا لدخول أوكرانيا ؟-وفق ما ذكرت شبكة "سي بي اس" نيوز الأميركية يوم السبت الماضي؟ ام انه "لزوم عدّة" استعراضي في ذروة المواجهة الدائرة بين القطبَين على الأراضي الأوكرانية؟ ام انّ الأمر يستوجب في حرب مصيريّة إنزال كلّ الأوراق الخطيرة الى الميدان- تحديدا النووية؟

لم ينتظر الرئيس فلاديمير بوتين طويلا للرّد على التحدّي الأطلسي- خصوصا مع اكتشاف خطّة تصنيع "قنبلة قذرة" نووية من جانب القوات الأوكرانيّة لاستخدامها والصاق تهمة تفجيرها بروسيا، عبر التدريبات  التي اطلقتها القوّات الإستراتيجية الروسيّة على شنّ ضربات نووية مكثّفة امس الأربعاء بإشراف بوتين، ومرّر من خلالها رسائل غير مسبوقة"الى من يهمّهم الأمر"، على متن صواريخ باليستية –بينها اطلاق صاروخ  "يارس" العابر للقارّات..في وقت يستمرّ التحشيد العسكري الرّوسي ل "منازلة" خيرسون المرتقبة-إحدى المدن الكبرى التي ضمّتها روسيا وذات الأهمية الإستراتيجية لها، حيث يعتبر محلّلون وخبراء عسكريون انّ تلك المعركة ستكون حاسمة في تحديد مصير الحرب، وانّ خسارة روسيا لهذه المعركة، تعني وضعها على سكّة خسارة الحرب برمّتها!

هدأت حرب المسيّرات الإيرانيّة الصّاخبة التي صوّبت عليها دُوَل الحلف المعادي على مدى ايّام واتهام طهران بتزويد روسيا بها -خصوصا مسيّرات "شاهد136 " والتي-بحسب تقارير غربية و"إسرائيلية" كان لها دور هام في إعلاء كفّة روسيا في الميدان الأوكراني. وساد القلق في أروقة دُوَل "الناتو" وتل ابيب، إزاء الترسانة العسكرية الهائلة لهذا الحلف في أوكرانيا-وضمنا المنظومات الدفاعية الصاروخية، التي أصبحت في مواجهة المسيّرات الإيرانية في سماء أوكرانيا في سابقة هي الأولى!

الا انّ واقعة استخدام تلك المسيّرات من عدمه، لا يُلغي واقع التعاون الدّفاعي المشترك بين الدولتَين الحليفتّين، والذي بات يرقى الى علاقة استراتيجيّة بين الجانبَين.. ولا ينفِ محلّلون ودبلوماسيّون إيرانيون خطورة ان يكسب حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الحرب المحتدمة في أوكرانيا، على حلفاء روسيا." فخطر "كسر" روسيا في هذه الحرب، يعني انّ الدّور قادم على ايران والصّين"- وهذا ما لفت اليه رئيس تحرير صحيفة ايران دبلوماتيك الإلكترونيّة عماد ابشيناس مؤخرا..

ولذا كان تصريح وزير الخارجيّة الإيراني حسين امير عبد اللهيان واضحا في تصريحه يوم الإثنين الماضي بقوله" حصلنا على أسلحة من روسيا، وقدّمنا لها أسلحة، لكن ليس لاستخدامها في أوكرانيا.. أبعد من ذلك، تعتزم ايران تزويد روسيا بتوربينات غاز في ظلّ العقوبات الغربيّة المفروضة عليها، وهو ما جاء على لسان الرئيس التنفيذي لشركة تطوير وهندسة الغاز رضا نوشادي منذ أيام، وقوله" إنّ ايران ستزوّد روسيا ب 40 توربينا بهدف مساعدتها في ظلّ العقوبات عليها، والتي تحول دون إجراء اعمال الصّيانة للبنى التحتيّة للغاز الروسي".

وعليه، اثارت الاحتجاجات العنيفة في المدن الإيرانية علامات استفهام كبيرة في تزامنها مع التصويب الأميركي-الغربي-الإسرائيلي على مزاعم انخراط المسيّرات الايرانيّة في الحرب الأوكرانيّة لصالح روسيا.. صحيح انّ "حرب الظلّ" لا تتوقّف بين واشنطن-تل ابيب،وايران..لكنّ العبث المعادي المستمرّ في الداخل الإيراني بدا لافتا في توقيته،ووصل الى حدّ" تحريك "ورقة تنظيم "داعش" الذي تبنّى الهجوم الإرهابي على مرقد دينيّ في مدينة شيراز، حاصدا عشرات الشهداء، وجاء بمنزلة رسالة "أميركية" مبطّنة.. فهل تدفع ايران ثمن دروناتها الى روسيا من استقرارها الداخلي؟ -وفق عنوان مقال للكاتب الروسي غينادي بيتروف..

هدأت على ضفّة المسيّرات الإيرانية لتشتعل على ضفّة أخرى تتجاوزها خطورة.. خبر تصنيع "قنبلة قذرة" نووية الذي اثارته موسكو الأحد الماضي، ودفعها الى توجيه تحذير ناريّ الى دُوَل "الناتو" عبر القناة العسكريّة حصرا..حيث بادر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو للمرّة الأولى منذ بدء العمليّة العسكرية الروسية، للإتصال بشكل مباشر بوزراء حرب الدوَل الأربعة في الحلف المعادي- الولايات المتحدة، بريطانيا،  فرنسا وتركيا، وتحذيرهم من مغبة استخدام هذه القنبلة لاتّهام روسيا.. هو نفس السيناريو الذي استخدمه الحلف المعادي نفسه في سورية إبّان عشريّة الحرب عبر "مسرحيّات" الكيماوي المتنقّلة لاتهام الحكومة السوريّة، وكانت اداته حينها منظّمة "الخوذ البيضاء"-المدعومة بشكل خاص من الاستخبارات البريطانية..

وبحسب تعقيب نائب الدّوما الفريق اندريه غوروليوف، فإنّ شويغو حذّر الجميع من عواقب استخدام القنبلة القذرة..وابلغهم انّ موسكو تعلم ادقّ التفاصيل عن هذا السيناريو الخطير.." نحن نعلم انّ زيلينسكي يعمل على هذه القنبلة، ونعرف اين بل نعرف وقت انتاجها، لذلك أوقفوا هذا الأحمق عند حدّه، والا سنمسح المناجم التي يجري استخراج اليورانيوم منها عن وجه الأرض".. وكشف غوروليوف انّ ردّ روسيا على هذا العمل منصوص عليه في العقيدة النوويّة الروسيّة.." تقول عقيدتنا إنه إذا انفجر شيء من هذا القبيل في المناطق الرّوسيّة، فسنردّ على الفور بضربة نوويّة"!

فهل يلجأ "الناتو" بدفع أميركي الى المغامرة باستخدام "قنبلة قذرة" نووية رغم التحذير الرّوسي الناري من عواقبه؟ام يتمّ استبداله بإنزال أوراق استفزازية أخرى الى الميدان خصوصا في معارك "كسر العضم" المرتقبة في خيرسون؟ سيّما مع بدء العدّ العكسي للإنتخابات التشريعيّة النصفية في الولايات المتحدة، حيث تشير استطلاعات الرّأي الى "تسونامي" جمهوري قادم، مع الأخذ بعين الاعتبار حاجة إدارة بايدن الماسّة الى "انجاز كبير" يُعيد خلط الأوراق ويُفضي الى تسديد ضربة "مدوّية" في الشّباك الروسي..

بحسب صحيفة " موسكوفسكي كوفسوموليتس" –نقلا عن العضو السابق في البرلمان الأوكراني، فإنّ "حدثا خطيرا" ربما يتمّ تنفيذه في الفترة بين  8 و15 تشرين الثاني / نوفمبر القادم، بعد انتخابات الكونغرس وليس قبلها" فقبل ذلك سيتّهم الأميركيون إدارة بايدن بجرّ العالم الى حرب نوويّة، وستكون خسارة الديموقراطيين مزلزلة، مرجّحا "ان يحدث هكذا حدث قبل انطلاق قمّة العشرين في بالي، في 15-16 تشرين الثاني / نوفمبر!

هي مرحلة حاسمة مفتوحة على كلّ الاحتمالات في المواجهة المستعرة بالوكالة بين روسيا و"الناتو" في أوكرانيا، سيّما مع اعلان الرئيس بوتين "انّ احتمالات الصّراع في العالم والمنطقة لا تزال مرتفعة للغاية".. بوتين الذي افتتح مرحلة ميدانيّة مختلفة جذريّا عن سابقاتها في أوكرانيا بعد الهجوم الإرهابي على جسر القرم، وتسليم الجنرال المتمرّس سيرغي سوروفيكين دفّة قيادة القوّات الرّوسيّة هناك، يبدو انه جهّز مفاجآت بالجملة لحلف الناتو، بينها تعميم أوامره لتدمير شحنات الأسلحة التي يورّدها حلف الناتو للقوات الأوكرانية على الحدود البولنديّة.

وهو ما لم يستبعده العقيد دوغلاس ماكريغور-المستشار السابق لوزير  الحرب الأميركي، في حديث لصحيفة "ذي أميريكان كونسيرفاتيف" قائلا" من دون المقاتلين الأجانب والجنود البولنديّين الذي يقاتلون بالزيّ الرسمي الأوكراني، ومن دون الأسلحة والصواريخ الأميركية والغربية لن تتمكّن القوّات الأوكرانية من الصّمود امام هجمات الجيش الروسي في فصل الشتاء"!

واستنادا الى مصدر في موقع "انتيليجانس اونلاين" الفرنسي، فإنّ "الأخطر" الذي جهّزه الرئيس بوتين، لن يقتصر على تدمير مراكز القرار في العاصمة الأوكرانيّة كييف، "فثمّة حرب روسيّة مرتقبة على الأقمار الصّناعية الغربية فوق أوكرانيا".. وإذ اكّد انّ نتائج الحرب تتوقف بشكل كبير على معارك خيرسون المرتقبة، لم يستبعد الموقع الفرنسي ان تكون احدى اهم الأحداث القادمة، تكمن في تصفية الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي من قِبَل داعميه.. وهو نفس ما اضاءت عليه الكاتبة الفرنسية كارولين غالاتيروس، مرجحة"ان تتخلّص الولايات المتحدة من زيلينسكي عندما سيصبح هناك حلّ وسط مع روسيا".  

..ويبدو انّ حدثا كبيرا مرتقبا قد يهزّ شِباك إدارة الرئيس جو بايدن- وفق ما نقل موقع "جيوبوليتيكس آلرت" عن مصدرَين غربيَّين، ملمّحا الى "خطوة روسيّة" مفاجئة غير مسبوقة في سورية!.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل