ماهي اهداف العدو من تهديد المطار ؟ ..الرد الحازم جاهز ـ أحمد شحادة

الثلاثاء 13 كانون الأول , 2022 04:16 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

زعمت صحيفة " تايمز أوف إسرائيل " أن " تل ابيب " تشتبه بمحاولة تهريب سلاح عبر مطار بيروت الدولي ، ونقلت عن "القناة 12 الاسرائيلية " ان العدو يتحرى عن محاولة إنشاء ممر لتهريب الأسلحة في رحلات مدنية على طائرات إلى بيروت. مضيفة :أن "إسرائيل " هددت بشن ضربات على مطار بيروت لإحباط توصيل شحنات الأسلحة على غرار ما فعلته من قبل في دمشق.

وكان قد مهد لذلك ، قناة " العربية / الحدث " التي روجت بأن شركة طيران "معراج" الإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري تسير رحلات لمطار بيروت. مروجة " أن رحلات الشركة الإيرانية إلى لبنان قد تنقل أسلحة ومعدات حساسة لحزب الله " ، لافتة إلى "أن استغلال مطار بيروت في نقل أسلحة إيرانية للبنان سيضر الاقتصاد اللبناني "، ورغم ان السلطات اللبنانية تفت خلال مؤتمر صحافي في المطار ا ضم وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، ومدير عام الطيران المدني فادي الحسن، الرواية الإسرائيلية، وشدد مولوي على أن "جهاز أمن المطار واعٍ لكل ما يدخل ويخرج من لبنان"، وأكد فادي الحسن أنّ نقل أسلحة عبر مطار بيروت "خبر عارٍ من الصحة"، موضحاً أن "الشركة (معراج الإيرانية) بدأت أول رحلة لها إلى مطار بيروت الدولي في 14 تشرين الأول 2022 وتستوفي كل الشروط الأمنية".

وأكد مدير عام الطيران المدني اللبناني، أن "توقيت هذا الخبر مؤذٍ لسمعة مطار بيروت". فإن في لبنان ، ثمة من تلقف هذه المزاعم ، إذ علّق رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على التهديد الإسرائيلي بقصف مطار بيروت، في بيان قال فيه: "إن الموضوع الذي طُرح في بعض وسائل الإعلام بأن حزب الله يستقدم أسلحة من إيران عن طريق مطار بيروت هو موضوع دقيق وخطير وطارئ ويستحق اجتماعاً عاجلاً وضرورياً لحكومة تصريف الأعمال من أجل استجماع كل المعطيات المطلوبة حول هذا الموضوع، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن واستقرار اللبنانيين في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخهم ".

بشكل عام ، أن ما زعمه العدو في هذا الجانب كذب وافتراء، ومحاولة ممارسة ضغوط إضافية على لبنان، والتأثير على موسم الأعياد، حيث أن هناك تقديرات بزيارة الآلاف للبنان من أجل السياحة، ما يعني دعم الاقتصاد.

لبنان المهزوم والمأزوم اقتصاديا تحاول " إسرائيل " استغلال هذا الوضع لمزيد من التأزيم وحصار البلد ، رغم أن الدولة نفت هذه المزاعم، وبكل تأكيد أمريكا تعرف كل القوى والفرقاء والأطراف النافذون في لبنان، وكذلك الأمم المتحدة لديها قواتها التي تحاسب لبنان وتدقق في بواخر الجيش اللبناني، والمؤسسات الأمنية على صلة مع السفيرة الأميركية، وكلهم يعرفون أن ذلك كذبًا. وبالتالي ، فان " إسرائيل " تريد التأثير على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والقول إنها لم تهزم بالترسيم وأنها لا تزال قوية وقد تبادر بالضرب، لكنها في الحقيقة لن تكون قادرة على المحاولة ، لأن ما ينتظرها سيكون مكلفا للعدو ، وخصوصا ان الجميع يرى الآن أن إسرائيل تتجنب الاعتداء على مواقع حزب الله في سوريه، وحولت هجماتها ضد الجيش والقواعد السورية خوفا من تهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، لذلك لا تجرؤ على التفكير في الاعتداء على مطار بيروت أو إسقاط إحدى الطائرات المتوجهة إليه".

واذا كانت " تل ابيب " ، تستحضر عدوانها على مطار بيروت عام 1968 ، حين حطت حوامتان على أرض المطار عند الساعة التاسعة من ليل السبت في 28 كانون الأول ، ونزل من كل منهما عدد من جنود العدو يقدر بفئة قتال، حيث بادر بعضهم بإطلاق الرصاص يميناً وشمالاً “لتنظيف الساحة” وإرهاب الحراس والعاملين والمسافرين، في حين انطلق آخرون نحو برج المراقبة لتعطيله، ونحو حظائر الطائرات للنسف والتدمير. فيما كانت هناك حوامة ثالثة تتجه نحو طريق بيروت، وراحت تحلق فوقه جيئة وذهاباً كي تعرقل وصول النجدات.

أما الحوامة الرابعة والأخيرة فقد بقيت في الجو تحوم فوق ساحة المطار، وهي تطلق الرصاص والأسهم النارية لإضاءة الساحة التي أظلمت بعد قطع عمال المطار التيار الكهربائي. وراح الجنود المغيرون يزرعون القنابل الموقوتة في حركات الطائرات اللبنانية وأجسامها وفي عنابر الصيانة، ويطلقون الرصاص هنا وهناك إرهاباً، ويلقون قنابل الدخان لتغطي حركتهم.

وقد استغرقت العملية كلها خمساً وثلاثين دقيقة، سارع بعدها الجنود المغيرون إلى الحوامتين اللتين ارتفعتا بهم بسرعة. وما ان أصبحتا في الجو حتى أخذت القنابل الموقوتة تنفجر في أجسام الطائرات اللبنانية، وتتصاعد منها ألسنة النيران والأدخنة الكثيفة. وظلت حوامات العدو تطلق الرصاص وتلقي القنابل على الطائرات الحائمة والعنابر ومدرج المطار لمدة خمس دقائق، ثم ابتعدت راجعة إلى الأرض المحتلة.

إن زمن العدوان على لبنان قد ولى ، هكذا تؤكد وقائع الأيام المجيدة بين 21 و25 أيار 2000 بالتحرير ، وهكذا تأكد في عدوان تموز – آب 2006، فهل يتذكر العدو والمراهنون على عدوانه عويل الميركافا في وادي الحجير ، التي كانت تعتبر درة تاج السلاح الصيهوني فحولها المقاومون الى خردة ، وكان من نتيجتها الغاء صفقات بيع منها بمليارات الدولار .

منذ 12 عاما حدد سيد المقاومة ، ان أي عدوان على لبنان سيكون الرد عليه أكثر ايلاما ، ففي احتفال " الشهداء القادة " في شباط 2010 ، قال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله :" اذا ضربتم مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي في بيروت سنضرب مطار بن جوريون " ، مضيفا : "اذا ضربتم موانئنا سنقصف موانئكم واذا ضربتم مصافي النفط سنقصف مصافي النفط عندكم واذا قصفتم مصانعنا سنقصف مصانعكم واذا قصفتم محطات الكهرباء عندنا سنقصف الكهرباء عندكم . " والوعد الصادق مازال قائما وواعدا لا بل صار موجعا اكثر .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل