"بلومبرغ": متجاوزاً واشنطن وبكين.. مودي يريد نظاماً عالمياً جديداً

الأربعاء 06 أيلول , 2023 01:34 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

ذكرت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، أنّه من المقرر أن تعرض قمة مجموعة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي، محاولات رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، لإثبات أنّ الجغرافيا السياسية تتجاوز الولايات المتحدة والصين.

وأوردت الوكالة أنه "بعد ما يقرب من عقد من الزمن، قام مودي بتجديد المشهد السياسي في الهند، وهيمن عليه، وهو الآن يتطلع إلى تأكيد حضور البلاد على المسرح العالمي".

وأضافت أنّ "رؤيته تعتبر أنّ الهند هي نقطة ارتكاز بين واشنطن وبكين، وليست مدينة لأي منهما، وحرة في متابعة مصالحها الوطنية لبناء اقتصادها والمطالبة بدور عالمي أكبر".

وبحسب ما تابعت، يصوّر المسؤولون المطّلعون على تفكير مودي، النهج الذي تتبناه الهند على أنه "يبحث عن سبل للاستفادة من المنافسة المحتدمة بين الولايات المتحدة والصين وحرب أوكرانيا".

وأشارت الوكالة إلى أنه ذات يوم، وصف وزير الخارجية الهندي، سوبرامانيام جايشانكار، السياسة الخارجية للبلاد بمصطلح "التحوّط"، وهو عمل دقيق يستلزم إطلاق عدة كرات في الهواء في حين "إظهار الثقة والبراعة في عدم إسقاط أي منها".

وأردفت بالقول: "مهما كان الأمر، فهو في الغالب يعمل لصالح حكومة مودي"، مؤكدةً أنّ الهند "تجلس في موقع جيوسياسي جيد، حيث تروج الولايات المتحدة وحلفاؤها لها باعتبارها ثقل موازن أساسي ضد الصين".

ولفتت "بلومبرغ" إلى أنّ شركات التكنولوجيا تنتقل إلى الهند في إطار تنوع أعمالها، بعيداً عن الصين. كما أنها تجذب الطبقة المتوسطة المتنامية في أكبر دول العالم من حيث عدد السكان.

ووفق الوكالة، تنظر القوى الجيوسياسية الناشئة، في ما يسمى بالجنوب العالمي، إلى الهند، باعتبارها شريكاً رئيسياً في تأمين المزيد من الأموال من الدول الغنية.

وفي الأشهر التسعة الماضية، دعا مودي المستثمرين الروس للمشاركة في صناعة الصلب في الهند، بينما تناول الطعام أيضاً في البيت الأبيض وقصر الإليزيه في باريس.

بدوره، أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنّ الهند والولايات المتحدة "من بين أقرب الشركاء في العالم"، في حين روّج بوتين الأسبوع الماضي لـ "شراكة استراتيجية مميزة بشكلِ خاص" مع الهند.

وأشارت الوكالة إلى أنّ المسؤولين الهنود، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم أثناء مناقشة مداولات خاصة، يعترفون أيضاً بعدم استقرار ما يطلقون عليه "الانحيازات المتعددة". وإذا كانت الهند تمثل المركز الجديد للجغرافيا السياسية العالمية، فإنّ الاحتفاظ بهذا المركز أصبح أمراً "بالغ الصعوبة".

وأضافت أنّ "معارضة الصين للجوانب الرئيسية لبيان مجموعة العشرين تهدد بترك مودي، كأول زعيم يفشل في تحقيق توافق في الآراء منذ اجتماع المجموعة"، لافتةً إلى أنّ "المناقشات الاقتصادية أيضاً لا تسير بسلاسة".

وبحسب ما تابعت، فقد ترك لدى مسؤولي الاتحاد الأوروبي انطباع بأنّ الهند ترى الكتلة كـ"مجتمع شيخوخة"، غير ذي صلة بشكلٍ متزايد، على الرغم من حقيقة أنها أكبر سوق موحدة في العالم، وفقاً لشخصين مطلعين على المناقشات.

من جهته، قال جايشانكار، وزير الخارجية الهندي، في مقابلة الأسبوع الماضي: "نحن أمة يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، ونحن خامس أكبر اقتصاد"، مضيفاً: "أنت تتخذ موقفاً وتقوله بثقة، ويتقبله الناس. ولكن إذا لم تتخذ موقفاً، وإذا كنت متردداً، فإنّ العالم سوف يدفعك إلى الزاوية".

يُشار إلى أنّ كبار الرؤساء ورؤساء الوزراء من جميع أنحاء العالم، سيجتمعون في القمة السنوية لزعماء مجموعة العشرين في العاصمة الهندية في الفترة من 9 إلى 10 أيلول/سبتمبر الجاري.

وسيكون الموضوع الرئيسي لقمة هذا العام التنمية المستدامة، ولكن من المتوقع أيضاً مناقشة الصراع الدائر في أوكرانيا.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل