الطفل الكفارنة.. بُترت ذراعه باستهداف للمنطقة الآمنة في النصيرات!

الإثنين 18 كانون الأول , 2023 09:45 توقيت بيروت فـلـســطين

الثبات ـ فلسطين

"كنت أحلُم لأن أُصبح في المستقبل فنانًا أو مصورًا؛ وبات حلمي اليوم بأن أركب طرفًا صناعيًا لذراعي التي بترت بسبب قصف إسرائيلي استهدفني وعائلتي في المنطقة التي نزحنا فيها باعتبارها منطقة آمنة بوصف جيش الاحتلال" هذا أقصى ما يتمناه الطفل مالك الكفارنة وغيره الآلاف من الأطفال الذين بترت أطرافهم نتيجة إصاباتهم القاتلة بالقصف الإسرائيلي المستمر لليوم الـ(73) على التوالي.

الطفل الكفارنة (13 عامًا) بتر ذراعه الأيسر من أعلى الكتف ولم يعد قادرًا على ممارسة حياته الطبيعية، إذ بدأت قصة معاناته وآلامه الشديدة عندما نزحت عائلته من منطقة بيت حانون أقصى شمال قطاع غزة إلى إحدى مدارس معسكر جباليا آملًا في مكان آمن.

تغطية متواصلة على قناة وكالة "شمس نيوز" في "تليغرام"

استقرت عائلة الكفارنة أيام عدة في إحدى مدارس المعسكر قبل أن تقصف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين على أبواب المدرسة ما أدى لارتقاء وإصابة عدد من النازحين، الأمر الذي دفعها للانتقال إلى إحدى مدارس الأونروا في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.

حاولت العائلة التقاط أنفاسها في الشاطئ بعدما خرجت تحت أزيز الطائرات التي أبادت العشرات من المواطنين في جباليا؛ لكن مشاهد القصف والدمار والدماء التي تتطاير أمام أعينهم تكررت مرة أخرى أمام المدرسة التي نزحوا فيها.

لم تجد العائلة سبيلًا سوى الانتقال إلى ما تُسمى المنطقة الآمنة جنوب وادي غزة؛ فنزحوا إلى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة أملًا في العثور على الأمن والأمان وهناك كانت الفاجعة المؤلمة.

قبل نحو عشرين يومًا تقريبًا تحولت حياة مالك وعائلته إلى جحيم، فقد وصلتهم رسالة لاستلام طرد غذائي من أحد المحال التجارية في النصيرات، فانتقل الطفل برفقة والده وإخوانه علهم يجدون ما يسد جوعهم من علب فول وجبنة وسردين.

وعندما وصل الطفل مالك ووالده وإخوانه إلى المحل التجاري وإذ بصاروخ إسرائيلي قاتل أصاب المبنى المجاور؛ فتناثر الركام وشظايا الصاروخ؛ لتصيب جميع الأطفال والنساء وكبار السن في منطقة الاستهداف.

الدماء كانت تنزف والصراخ يعلوا بشكل تدريجي وصوت سيارات الإسعاف بدأت تصل للمكان، إصابات وأشلاء تصل لمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع، لم يدرك الطفل مالك بعد حقيقة ما أصابه من بتر في ذراعه.

طنين الأجهزة الطبية توقظ الطفل مالك بعد انتهاء مفعول البنج؛ ليشعر بسخونة لا تطاق في أعلى كتفه، بدأ يمرر أصابع يده اليمنى على كتفه فيجد صعوبة كبيرة في الوصول إلى ذراعه الأيسر وبعد دقائق معدودة علم الطفل ببتر ذراعه.

انهمرت دموعه الساخنة على وجنتيه كالنهر الجارف، وبدا غير مصدق ما جرى معه، ليتساءل في قرارة نفسه: "ماذا فعلت لتستهدفني طائرات الاحتلال؟، لماذا بتروا ذراعي؟ لماذا قتلوا أحلامي وطموحي؟، كيف سأعيش كباقي أبناء العالم؟".

أسئلة عدة تركها الطفل مالك الكفارنة وغيره الآلاف من الأطفال؛ لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن الذي يدعي تطبيق حقوق الانسان وتوفر الحماية اللازمة لهم من بطش وإرهاب وإجرام جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يستهدف الأطفال والنساء وكبار السن علاوة على استهداف الحجر والشجر منذ 73 يومًا للحرب المدمرة ضد المدنيين في قطاع غزة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل