عالم سياسة يشرح فحوى دعوى جنوب أفريقيا ضد "إسرائيل" وتداعياتها على واشنطن

الخميس 11 كانون الثاني , 2024 08:56 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

رأى عالم السياسة الأميركي جون ميرشايمر، في مقالة له نُشِرَت في موقع "شيربوست" الأميركي، بعنوان "الإبادة الجماعية في غزة"، أنّ الدعوى التي قدّمتها جنوب أفريقيا لمحاكمة "إسرائيل" بجرم ارتكاب إبادة جماعية ضدّ الفلسطينيين في غزة، "شاملة" و"مقنعة" و"موثقة بدقّة".

ويتوقف ميرشايمر بدايةً عند تعبير "الإبادة الجماعية" في الدعوى المقدّمة إلى محكمة العدل الدولية، ليسجّل أنّه "وصف رائع" لما تفعله "إسرائيل" في غزة.

وفي شرح نقاط القوة في الدعوى، يرى ميرشايمر أنّها وثيقة تصف بالتفصيل، الفظائع التي ألحقها "جيش" الاحتلال الإسرائيلي بالفلسطينيين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتشرح سبب وجود المزيد من الموت والدمار الذي ينتظرهم.

ثمّ يشير إلى أنّ الدعوى تقدّم مجموعة كبيرة من الأدلة التي "تظهر أن القادة الإسرائيليين لديهم نية الإبادة الجماعية تجاه الفلسطينيين في غزة"، معتبراً أنّ "تعليقات القادة الإسرائيلييين - الموثقة بدقة - بهذا الشأن، صادمة".

وبحسب ميرشايمر، فإنّ "المرء يتذكر كيف تحدّث النازيون عن التعامل مع اليهود، عندما يقرأ كيف يتحدّث الإسرائيليون الذين يشغلون المناصب العليا عن التعامل مع الفلسطينيين".

وتؤكّد الوثيقة، في جوهرها، وفق ميرشايمر، أنّ "تصرفات إسرائيل في غزة، مقترنةً بتصريحات ونيات قادتها"، توضح أنّ "السياسة الإسرائيلية تتعمد إحداث تدمير مادي للفلسطينيين في غزة".

وكذلك، تذهب الوثيقة كما ذكر ميرشايمر، "إلى أبعد الحدود، لتضع حرب غزة في سياق تاريخي أوسع". وتقتبس من العديد من تقارير الأمم المتحدة التي تفصّل معاملة كيان الاحتلال القاسية للفلسطينيين.

باختصار، توضح الدعوى أنّ ما فعله الإسرائيليون في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر "ليس سوى نسخة أكثر تطرفاً مما كانوا يفعلونه جيداً قبل ذلك التاريخ".

ويشير ميرشايمر إلى أنّ العديد من الحقائق الموصوفة في دعوى جنوب أفريقيا قد تم تداولها سابقاً في وسائل الإعلام، ولكنه يلفت إلى أنّ ما يجعلها مهمة للغاية، هو أنها تجمع كل هذه الحقائق معاً في مكان واحد، وتقدّم وصفاً شاملاً ومدعوماً تماماً للإبادة الجماعية الإسرائيلية. بمعنى آخر، "توفر الصورة الكبيرة مع عدم إهمال التفاصيل".

تداعيات هائلة على الولايات المتحدة

ويرى ميرشايمر أنّ "دعوى جنوب أفريقيا، وإن كانت تركّز على إسرائيل، إلا أنّ لها تداعيات هائلة على الولايات المتحدة، وخاصّة الرئيس بايدن ومساعديه الرئيسيين". 

فالتقرير يفضح تواطؤ بايدن وإدارته في الإبادة الجماعية، وهو أيضاً عمل يعاقب عليه وفقاً لاتفاقية الإبادة الجماعية. وعلى الرغم من اعترافه بأنّ "إسرائيل" متورطة في "قصف عشوائي"، صرح بايدن أيضاً "لن نفعل شيئاً سوى حماية إسرائيل". 

ويجزم ميرشايمر أنّ "بايدن كان صادقاً في كلمته"، فقد ذهب إلى حدّ تجاوز الكونغرس مرتين للحصول بسرعة على أسلحة إضافية لـ"إسرائيل".

و"إذا تمّت تنحية الآثار القانونية المترتبة على سلوكه، جانباً، فإنّ اسم بايدن واسم أميركا سوف يرتبطان إلى الأبد بما يُرَجَّح أن تصبح واحدة من الحالات النموذجية لمحاولة ارتكاب الإبادة الجماعية"، يختم ميرشايمر.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل