غزة.. "المرحلة الإسرائيلية الثالثة" فخ أم إعلان هزيمة؟ ــ د. ليلى نقولا

الإثنين 08 تموز , 2024 09:46 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
يكاد لا يمر يوم بدون تراشق "اسرائيلي" علني، سواء بين الأجهزة الأمنية والمستوى السياسي، أو بين السياسيين على خلفية الحرب في غزة، ومستقبلها ومسارها الحالي، كما تشهد المدن "الاسرائيلية" مظاهرات تطالب بالذهاب الى هدنة للإفراج عن الرهائن ووقف الحرب.
وصعدت الى الواجهة الاعلامية دعوات "الجيش الاسرائيلي" الى وقف الحرب والانتقال الى هدنة يتم فيها الافراج عن الأسرى، خصوصاً أن الحرب استنفدت أهدافها العسكرية وهدف تحقيق "القضاء على حماس" الذي يصرّ عليه نتنياهو واليمين ليس قابلاً للتحقق، وليس بإمكان الجيش البقاء في المناطق المأهولة التي يعود إليها مراراً وتكراراً. وكانت القناة الـ13 "الإسرائيلية" قد كشفت أن "المؤسسة الأمنية ترى فرصة ذهبية للتوصل إلى اتفاق، وتوصي القيادة السياسية باستغلالها، وأن الجيش أبلغ القيادة السياسية أن القتال ضد حماس سيستمر لسنوات، وهو ما يعني خسارة الرهائن".
ويحاول "الاسرائيليون" وللتعمية عن الاستنزاف الذي يعيشونه في غزة، إطلاق ما يسمى "المرحلة الثالثة" التي تعني إعادة انتشار جيش الاحتلال وخروجه من المناطق المأهولة في القطاع خوفاً من الاستهداف المتوصل، مع الابقاء على قوات في مناطق محددة في القطاع، واستمرار احتلال محور صلاح الدين/ فيلادلفيا مع مصر، ومحور نتساريم الذي يفصل شماع غزة عن وسطها وجنوبها.
ومن ضمن المرحلة الثالثة أيضاً، تستمر العمليات العسكرية في القطاع ولكن عبر عمليات "موضعية" لإنهاك المقاومة في غزة، وللاستمرار في العمليات بدون تكبد خسائر بشرية كبرى في الميدان وللتملص من الاستنزاف الحاصل الآن.
لا شكّ، يرتبط هذا السيناريو بما تمّ الاعلان عنه عن موافقة جيش الاحتلال على الهدنة التي يدعو اليها الأميركيون، ولكن يخشى من ترابط المرحلة الثالثة مع بدء المرحلة الأولى من التفاوض أن يتوقف "الاسرائيليون" لفترة عن العمليات الحربية، ثم تعاود المرحلة الثالثة التي تتسم بعمليات متقطعة وضربات موضعية، وهو ما نقلته هيئة البث "الإسرائيلية" عن مسؤولين "إسرائيليين" قولهم إن "هناك حاجة لتغيير صياغة مقترح الصفقة" المقترحة على فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك "لنملك خيار العودة للقتال".
ومن ضمن هذا السيناريو الاخير، ستجد المقاومة نفسها في وقت حرج، اذ لا يمكنها وقف القتال بدون الاتفاق على وقف إطلاق النار، وإلا ما الذي سيجبر "اسرائيل" على وقف إطلاق النار بشكل دائم والسماح بدخول المساعدات وتوقف آلة القتل "الاسرائيلية"، والاشكالية الأكبر التي يجنب التنبه اليها هي ماذا سيكون مصير جبهات الاسناد التي أعلنت أنها ستتوقف بتوقف القتال في غزة، وفي حال توقف القتال وعاودت "اسرائيل" القيام بعمليات محدودة في القطاع كاغتيال مسؤولين او قصف منشآت أو عمليات منخفضة الحدّة؟


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل