هوكشتاين... و"عشرية لبنان" والحرب الأهلية _ د. نسيب حطيط

الثلاثاء 22 تشرين الأول , 2024 04:48 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
استطاع الموفد الأميركي هوكشتاين تحقيق المصالح "الإسرائيلية"، بصفته جنديا ميدانياً في جيشها، وموظفاً في الإدارة الأميركية الراعية "لإسرائيل" والحامية لها.
استطاع هوكشتاين بزياراته المكوكية وابتساماته الخادعة ان يؤمّن آبار الغاز للعدو مع مساحات اضافية، وأن يبيع لبنان الوهم والتنقيب المسرحي الذي كانت نتيجته "لا غاز للبنان، مقابل تأمين استخراج الغاز للعدو ودعم اقتصاده لتمويل الحروب.  
بعد اغتيال "السيد الشهيد" وقيادة المقاومة، ومجزرة "البيجر" والضربات القاسية المتتالية للمقاومة واهلها، اعتقد التحالف الأميركي - "الاسرائيلي بإمكانية النجاح بالتوغل البري والوصول الى الليطاني، فعاد هوكشتاين وقد اختار موعداً رمزياً، للزيارة في الذكرى الخامسة لما سمي "ثورة تشرين 2019"، لفرض "اتفاق تشرين" بديلاً عن "اتفاق 17ايار"؛ اكثر تشدّداً وبمنزلة "صك استسلام" وليس اتفاقية سلام، وإرغام المفاوض اللبناني على التوقيع دون نقاش، وإلا فإن الحرب مستمرة بقساوة وتوحش، والتمهيد للمرحلة الثانية بإشعال الحرب الأهلية التي باتت بعض الاطراف السياسية اللبنانية جاهزة لها، وتعهد أميركي  بتامين العديد البشري اللازم من النازحين السوريين الذين احتفظت فيهم في لبنان طوال 12 عاما وأمنت تمويلهم باسم "مفوضية اللاجئين" وعجزت الدولة اللبنانية عن ارجاعهم، بضغط اميركا وحماية قوى 14 اذار، وتقصير قوى المقاومة في هذا الملف.
اتخذت اميركا قرار القضاء على حركات المقاومة لتثبيت وجودها في المنطقة وحماية أمن "اسرائيل"، بعد التهديد الوجودي الذي تعرّضت له، والذي يصرح به محور المقاومة. 
بدأت اميركا "عشرية لبنان السوداء" منذ العام 2019، ولن تهمل اميركا أي وسيلة للقضاء على المقاومة واهل المقاومة، سواء بالحصار الاقتصادي أو الاجتياح البري والقصف التدميري ومصادرة القرار السياسي بانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة وإذا استدعى الامر إشعال الحرب الأهلية اللبنانية من جديد، لأن اميركا تعتقد ان سيطرتها على لبنان يسهّل امتلاكها لمفتاح الشرق الاوسط واسقاط بقية الدول، وفي مقدمتها سوريا وإيران.
 نجح هوكشتاين؛ المراهق السياسي و "مقاول الغاز"، في تحقيق المصالح "الإسرائيلية" وخداع المسؤولين اللبنانيين، وكان يريد اختتام مهامه بفرض اتفاقية استسلام لبنانية لصالح دولته "اسرائيل".
بدأت الحرب على المقاومة والطائفة الشيعية ففرح بعض اللبنانيين وشمتوا، ووقف آخرون على الحياد، لكن المرحلة القادمة في حال فشلت "إسرائيل" بالغزو البري ستكون إغراق لبنان بالحرب الأهلية، حتى لو خسر كل اللبنانيين ،فالهدف الأساس والحصري ان تربح "إسرائيل".
إن اجتياح عام 1982 واهدافه السياسية والعسكرية يتكرر الآن، وتريد اميركا اعادة تنفيذه بكل تفصيلاته، ما عدا مشهد اجتياح الجيش "الاسرائيلي" لبيروت، لأن المقاومة قادرة على منعه ومقاومته، مما سيدفع الإدارة الأمريكية لإشعال لبنان بالحرب الأهلية، تعويضاً عن استحالة وصول الجيش "الاسرائيلي" الى بيروت.
بعد أربعين عاماً تعود امريكا لتثأر من الذين أخرجوها، بكل الوسائل والطرق، دون اعتبار للدماء والدمار، فأميركا التي رعت الصرب في مجازر البوسنة، وتدمير غزة ومجازرها، وأميركا التي قصفت ملجأ "العامرية" في بغداد، وأرهقت العراقيين بالنووي المنضّب، ومرض السرطان الذي لا يزال يقتل العراقيين، لن تتأخر عن ارتكاب المجازر في لبنان.
على اللبنانيين ألا يقعوا في فخ المؤامرة الأمريكية، وأن يفهموا أن المطلوب رأس لبنان، لتأمين مصلحة "اسرائيل"، وإذا كانت امريكا قد بدأت بالمقاومة والشيعة، فإنها سَتُغرق بقية الطوائف والاحزاب في مشروع الفتنة الداخلية والحرب الأهلية الثانية.
لابد من عقد مؤتمر وطني يواجه المؤامرة على لبنان، وعدم البقاء في دائرة الجدال العقيم حول رئيس الجمهورية وامور هامشية وفق الترف السياسي الذي يهدد لبنان.
إن لبنان يواجه خطر التغيير الديمغرافي والتقسيم السياسي وتغيير هويته، ليكون الوطن البديل للاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين.
لا تفرحوا بالقضاء على المقاومة او الشيعة، فإذا نجحت اميركا و"إسرائيل" في قتلهم، فسيكونون أول القتلى وستكونون القتلى بعدهم، او المهجّرين بسفن أميركية الى كندا...
فلننقذ وطننا قبل فوات الأوان..


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل