مؤتمر الحزب الديمقراطي 2024.. هل تتكرر أحداث 1968؟ ــ د. ليلى نقولا

الإثنين 19 آب , 2024 09:45 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

يعقد الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة مؤتمره السنوي في ولاية شيكاغو هذا الاسبوع، في وقت تعتزم منظمات عدّة تنظيم تجمعات ومظاهرات اعتراضاً على سياسة الإدارة الأميركية تجاه غزة ودعمها المطلق "لإسرائيل" في إبادتها للفلسطينيين.

وفي هذا الإطار، يلاحَظ مفارقات تاريخية؛ بحيث تتشابه أحداث هذا العام مع أحداث عام 1968، وهي على الشكل التالي:

1- تغيير مفاجئ في الحزب الديمقراطي

عام 1968، أقام الحزب الديمقراطي مؤتمره السنوي في شيكاغو، وكما هو الحال هذا العام، كان هناك تغيير مفاجئ في هوية المرشح الديمقراطي للرئاسة، فقد أعلن – حينها - الرئيس ليندون جونسون أنه لن يسعى لإعادة انتخابه مرة أخرى قبل أشهر من المؤتمر، بينما انسحب الرئيس بايدن هذه المرة من السباق قبل أسابيع فقط من المؤتمر.

 المختلف هذا العام، أن الحزب الديمقراطي المنقسم حينها لم يكن قد أختار مرشحه قبل المؤتمر، وعندما وصل المندوبون إلى المؤتمر الوطني الديمقراطي عام 1968، لم يكن لديهم أي فكرة عمن سيغادر بالترشيح، بينما تمّ الاتفاق على كامالا هاريس مسبقاً هذا العام، لربما خوفاً من الانقسام، وهو ما شهده الديمقراطيون في مرات عّدة، ومنها مؤتمر الحزب عام 1968، والذي شهد ترشيح هيوبرت همفري، والذي خسر في النهاية أمام ريتشارد نيكسون في الانتخابات.

2- الاحتجاجات المرافقة للمؤتمر

كما في العام 1968 كذلك هذا العام، حيث كان هناك احتجاجات مناهضة للحرب في فيتنام آنذاك، واليوم هناك احتجاجات حول الحرب في غزة.

عام 1968 كانت هناك سلسلة من التظاهرات والعنف بعد اغتيال مارتن لوثر كينج والمرشح الرئاسي روبرت ف. كينيدي قبل بضعة أشهر فقط، وكان العديد من طلاب الجامعات والطبقات المتوسطة يمارسون حقّهم بالتعبير السلمي برفض الحرب في فيتنام، لكن الشرطة كانت بالمرصاد حيث استعملت العنف المفرط مع المتظاهرين، فتم اعتقال أكثر من 600 متظاهر، وأصيب المئات إصابات بليغة وتمّ إدخالهم الى المستشفيات.

وبالعودة بالذاكرة الى تلك الحقبة، خصوصاً مع تشابُه التظاهرات الطالبية التي حصلت هذا العام في جامعات الولايات المتحدة، وتشابهها الى حد كبير مع التظاهرات التي حصلت احتجاجاً على حرب فيتنام عام 1968، يخشى كثيرون أن تقوم الشرطة في شيكاغو بنفس الممارسات التي قامت بها خلال حقبة حرب فيتنام.

اليوم، يخشى الحزب الديمقراطي أن تكرار عنف الشرطة الذي سيؤدي الى زيادة النقمة لدى المنتفضين من أجل وقف الإبادة في غزة، مع العلم أن اي اشتباك بين الشرطة والمتظاهرين اليوم، سينتشر بسرعة بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا قد يزيد من حنق الناخبين المعترضين على سياسة الإدارة الأميركية تجاه غزة.

في النتيجة، قد تكون تلك المفارقات التاريخية لافتة جداً، ولعل المثير فيها أن الحزب الديمقراطي عام 1968 أسقط المرشح الذي يعارض الحرب لصالح همفري بالرغم من استياء الحاضرين في المؤتمر، وهذا يجب أن يدفع كاملا هاريس الى التفكير ملياً بما عليها أن تفعله لئلا يكون مصيرها كمصير هيلاري كلينتون، علماً أن المشكلة الرئيسية التي تواجهها حملة كامالا هاريس هي إعلان جزء مهم من ناخبي الحزب نيتهم عدم الالتزام بالتصويت لها إلا إذا أعلنت صراحة معارضتها للحرب الدائرة في غزة، وانفصالها عما تقوم به إدارة بايدن من دعم غير محدود "لإسرائيل".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل