من غراس شهر ربيع الأول الوحدة الإسلامية ـ بقلم: الشيخ عبد الناصر جبري رحمه الله

الإثنين 16 أيلول , 2024 11:04 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .      

لا بدَّ أن أنوِّه بداية أن الكلام عن الوحدة الإسلامية يجب أن يخرج من دائرة السنة والشيعة فحسب، لأن السنة والشيعة هم أمة واحدة، سواء عرفوا ذلك أم لم يعرفوا، لأن الواقع والتاريخ الماضي ولأن العلماء لم يقل أحد منهم إلا ما شذ وندر بأن السنة ليسوا من الإسلام، أو بأن الشيعة ليسوا من الإسلام، وإن حاول بعض الذين ينتسبون للعلم من أجل أن يبرزوا أنفسهم، أو من أجل أن يحاولوا لفت النظر إلى أقوالهم، بأن يكفِّروا غيرهم، ممكن أن يكون هذا التكفير من داخل المذهب الواحد، وكذلك ممكن أن يكون من المذهب للمذهب الآخر.      

الوحدة من طبيعة الإسلام    

عندما نتكلم عن الوحدة، إذاً يجب أن نتكلم عن معنى الوحدة بمفهوم الأمة الكبير، بمفهوم الأمة الشاملة، وهي أمة الاستجابة لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.  طبيعية الإسلام أيها الأخوة قائمة على وحدانية الله تعالى بالذات والصفات والأفعال، والتي ينطلق منها جعل المسلمين كتلة واحدة حيث جمعهم على عقيدة واحدة وعبادة واحدة وشريعة واحدة وقبلة واحدة وغاية واحدة، وأي تصدع في هذه الوحدة وأي اهتزاز في هذا الكيان فيه ذهاب للريح، وقضاء على الدين المشتمل على الدنيا والآخرة، ﴿... وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ...﴾ الأنفال الآية 46، حيث يؤدي ذلك للفناء والزوال.  

فالكلام والعمل لوحدة الأمة ليس بدعاً من القول، وليس دعوة تجريبية نخوضها، أو مغامرة نقتحمها، بل هي الأصل الذي كانت عليه ليس فقط هذه الأمة بل هي البشرية، كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ سورة يونس الآية 19، إذاً ليست الوحدة للمسلمين فحسب بل الوحدة ينبغي أن تكون للبشرية جمعاء.  لذلك عنوان دولة آخر الزمان التي يحكمها الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف أن ينشر العدل ويحكم بالقسط بين كل الناس.    

 تحقيق الوحدة    

لا بد للوحدة أن تتحقق بشرطين أساسيين:  

الأول: الإيمان بالله عز وجل الواحد الأحد.    

والثاني: الالتزام بالتكاليف والأحكام التي شرعها الله تعالى بما في ذلك من تحقيق العدل ورفع الظلم.    

فإذاً الدولة هي دولة الحق ودولة العدل لكي ينتشر بين الناس.     

الأمة أمة واحدة، فأولى بنا نحن كمسلمين أن نعمل من خلال هذه الجزئية الإسلامية على وحدتنا كما أمر ربنا تبارك وتعالى.  وإن هذه الوحدة قائمة على الحق واتباع الهدى، فالحق هو الذي يجمع الناس على الحق ويوحدهم، والمنهاج الذي رسمته الرسل على مر السنين.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل